رأي المواطن أم الوزير؟ شهر مضي علي اندلاع ثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير الماضي، الثورة التي رفعت شعارات «الشعب يريد إسقاط النظام» و«عدل حرية كرامة وطنية» و«مصر دولة مدنية». وطوال أيام الثورة من بدايتها وحتي تنحي الرئيس السابق عن السلطة، تمسك الشعب ودافع عن مدنية مصر. ونذكر بالشعار الذي رفعه الشعب في عموم البلاد «لا إسلامية ولا عسكرية مصر دولة مدنية» ولكن يبدو أن خلف المشهد من يريدها غير ذلك . وإلا بماذا تفسر هذا الترحيب الذي لاقاه الشيخ محمد حسان «السلفي» في وزارة الأوقاف، وقد ذهب إليها بدعوة من وزير الأوقاف واتفقا علي أن يلقي «حسان» خطبة الجمعة - 25 فبراير- في مسجد النور بالعباسية وقد القاها!! هل أراد وزير الأوقاف أن يؤكد أن السلفية والسلفيين هم الأحق بالاحتفال من علي منابر مساجد الدولة بمرور شهر علي ثورة الشعب المصري بترك المنبر لاحد أبرز نجومهم؟ وفي اللقاء الذي تم في وزارة الأوقاف أشاد الوزير بوسطية واعتدال محمد حسان، ووصف خطابه بأنه يقدم الإسلام السمح المعتدل. قد يكون هذا رأي المواطن المصري الدكتور عبد الله الحسيني وهو حر في رأيه، ولكن عندما يجلس المواطن علي مقعد وزارة أو علي مقعد مسئولية فإن ما يصرح به وما يؤديه يصبح تعبيرا عن اتجاه الحكومة وسياساتها فهل قررت حكومة تسيير الاعمال ترك منابر المساجد للسلفيين ببساطة هل قرار الوزير تمت مناقشته في مجلس الوزراء وحصل علي موافقته؟ ببساطة إن أراد أحد المواطنين أن يعبر عن رأيه الشخصي فهو حر ومن حقه ، أما من يجلس علي مقعد الحكومة المؤقتة فهو يعبر عن رؤية النظام الذي يسير البلاد، ومن حقنا أن نعرف إلي أين سوف تسير البلاد ومع من؟