الآن أكتبُ: دمي أعلي من الياسمين دمي أعلي من شموسٍ منحت ضوءها للخائنين دمي أقوي من حقولٍ دمرت وسفائن أغرقت وقنابل فرقت جموع الحاشدين دمي أقوي من التاريخ من كل السنين دمي فاتحة النصر المبين دمي حبر المطابع دمي نبض عاملٍ دمي ميراث عشقٍ تؤرخه الشوارعْ دمي ما بين عاشقين يسمي الحنينْ دمي: النهر الذي استكان لأوجاعه مليون عامٍ يراوده الصحو ثم قام من سباته ليكتب في الفراغ ملحمة للعارفين دمي أنشودةٌ مقروءة بلسان طفلٍ شبّ في الميدان ليصير عملاقا ليقرأ بيان الفاتحين دمي شارةٌ وبشارةٌ للطيبين دمي طيف حلم خارقٍ للحالمين دمي أعلي من زهر الحدائق دمي أعلي من الياسمين الآن أكتب فوق الجدارْ تحيا الجموع التي تأبي الفرارْ تحيا الجموع.. تحيا الجموع دمي صرخة صبح قادمٍ في قلب الغلامْ دمي شعلة النار التي تحبو من الميدان إلي الحواري لتعيد ترتيب الكلامْ دمي شريعة وغاية آية في كل مصحفٍ مزامير إنجيلٍ أرض للمحبة يرعاها محمدٌ ويحرسها يسوع تحيا الجموع.. تحيا الجموعْ أيها الجنرال - عفواً - هذا زمان الشجرْ رغم الشتاء والزمهرير هذا زمان الفراشات وإنتاج الحريرْ هذا زمان الشعب لا زمن الأميرْ فنم هادئاً - إن شئت - في أقصي السرير ولا تعد مرة أخري فقد مضي زمن الرجوع تحيا الجموع.. تحيا الجموعْ