منذ أكثر من قرن ونصف القرن وقعت واقعة غير مسبوقة.. العاملات في إحدي مصانع النسيج في أمريكا اضربن عن العمل احتجاجا علي التمييز بينهن وبين الرجال سواء في الأجر أو في ساعات العمل، وكان رد فعل السلطات عنيفا ربما بسبب أنه الإضراب الأول للنساء والعاملات.. وربما لرفض الخوف علي النساء والرجال معاً. وتمضي أعوام كثيرة.. لكن التاريخ ظل يحتفظ في ذاكرته هذا الإضراب. وقرر اتحاد النساء الديمقراطي العالمي اعتبار يوم 8 مارس عيدا للمرأة.. ونظل نحتفل به وسنظل دوما نحتفل به تأكيدا لحقوق المرأة في المساواة الكاملة سواء في الأجر أو في حقوق التوظف أو في مختلف الحقوق السياسية والاجتماعية للمرأة. وفي هذا العام بالذات تشهد مصر حراكا سياسيا مهما - هناك انتخابات مجلس الشوري ثم مجلس الشعب- وفي ظل هذا الحراك السياسي يتعين علي المرأة أن تصعد من نشاطها كي تؤكد وجودها السياسي ودورها في المجالس التشريعية المقبلة. المرأة المصرية مطالبة في هذه المرحلة بالعمل المشترك من أجل ضمان تقديم أكبر عدد من المرشحات في انتخابات مجلسي الشعب والشوري والالتفاف حول المرشحات اللاتي يمثلن موقفا صحيحا وفكرا وطنيا لضمان وصول أكبر عدد منهن إلي البرلمان. إن وصول عدد كبير من النساء المخلصات للوطن والشعب والساعيات نحو الديمقراطية والحرية والمساواة وإعلاء حقوق المواطنة هو خير تحية نقدمها لعاملات الإضراب الأول في التاريخ النسائي ولكل المناضلات اللاتي وهبن حياتهن دفاعا عن الوطن وعن حقوق المرأة. فليكن احتفالنا بيوم وعيد المرأة مزيدا من العمل، مزيدا من الترشيح في الانتخابات مزيدا من العضوات في المجالس التشريعية.