البطولة فشلت في جذب باقي دول الحوض.. والجهاز الفني يراها إعدادا جيدا للمنتخب اختتمت فعاليات بطولة دول حوض النيل الاولي لكرة القدم التي استضافتها مصر في الفترة من 5 إلي 17 يناير الحالي بلقاء منتخب مصر مع المنتخب التنزاني الإثنين الماضي ليسدل الستار علي بطولة شهدت الكثير من الإنتقادات من جانب معظم النقاد والخبراء والجماهير بسبب مستوي الفرق التي شاركت في البطولة حيث تساءل البعض عن حقيقة مستويات هذه الفرق وعما إذا كانت هذه المنتخبات جاءت للقاهرة بلاعبي الصف الثاني من أجل تجهيزهم خاصة أن هذه المنتخبات لم تستطع إستدعاء محترفيها لأن البطولة غير مدرجة في الأجندة الدولية للفيفا. جاءت مستويات هذه الفرق بمثابة الصدمة لكل من تابع البطولة في ظل الطفرة الهائلة التي حدثت للكرة الإفريقية ولم يعد هناك منتخبات صغيرة وأخري كبيرة في إفريقيا وقد رأينا منتخبنا الوطني بطل إفريقيا في أخر ثلاث بطولات يتعادل مع سيراليون والنيجر، كما أن هذه المنتخبات لا يمكن أن تكون إعدادا لملاقاة فريق قوي مثل منتخب جنوب إفريقيا في مارس المقبل، وعن الفائدة التي حققها منتخبنا من هذه الدورة فهي عودة الثقة للجهاز الفني بعد سلسلة الإنتقادات في الفترة الأخيرة بعد التعادل مع سيراليون والنيجر ولم يكتشف الجهاز الفني بقيادة حسن شحاته نجوم جديدة ووجوه صاعدة تستطيع أن تحجز مكانا في التشكيلة الأساسية لمنتخبنا وتمثيل مصر علي المستويات الدولية بالرغم من العدد الكبير الذي أشركه الجهاز الفني وضعف المستويات الفنية للفرق المنافسة وهو مايتيح لكل لاعب الفرصة للتعبير عن إمكانياته وتفجير طاقاته في الملعب من أجل إثبات جدارته بإرتداء قميص المنتخب.. فلم يظهر شيكابالا بمستواه المعهود، وظهر وليد سليمان تائها وغاب عبدالله السعيد والحسنة الوحيدة فنيا في هذه البطولة هي عودة السيد حمدي وأحمد بلال للتهديف لكي يدعما الهجوم المصري ولو من علي مقاعد البدلاء خاصة بعد عودة متعب وزيدان وإقتراب عودة عمرو زكي من الإصابة وهم المهاجمين الأساسيين للمنتخب. أما الجهاز الفني للمنتخب فقد أخذ يعدد الفوائد التي جنتها مصر من المشاركة في هذه البطولة من وجهة نظره وكأنهم كانوا يشاركون في بطولة اخري غير التي شاهدناها.. فقد أكد شوقي غريب المدرب العام للمنتخب أن قدرة الفراعنة علي تسجيل الاهداف أمام التكتلات الدفاعية تحسنت بشدة، كما أشار غريب الي أن الجهاز الفني اطمأن علي الصف الثاني للمنتخب خلال هذه الدورة خصوصا أن القوام الأساسي للمنتخب معلوما للجميع ولا نريد التغيير فيه حاليا .. وأضاف ان تللك البطولة ليست اعدادا لمواجهة جنوب افريقيا المنتظرة بينما كانت اعدادا جيدا لمباراتي سيراليون والنيجر حيث تشبه طريقة لعبهما طريقة لعب تنزانيا وكينيا وأوغندا. أما من المنظور السياسي فلم تحقق البطولة النجاح المنشود فقد أقيمت البطولة خصيصا من أجل تقريب وجهات النظر بين مصر وباقي دول حوض النيل التي رفضت المشاركة ولكن جاء إعتذار أثيوبيا وأريتريا وهما من أهم دول حوض النيل خاصة أثيوبيا منبع النيل ليقلل كثيرا من نجاح البطولة، كما أن مصر لم تحسن إستغلال هذه الدورة في توقيع بروتوكولات وإتفاقيات مع هذه الدول وأبسط مثال علي ذلك هو غياب وزير الري المصري عن الإجتماع الذي عقد بين وزراء الرياضة في دول حوض النيل والدكتور أحمد نظيف بحضور المهندس حسن صقر . أهم الإنتقادات التي وجهت لهذه البطولة جاءت بسبب حالتي التخبط وسوء التنظيم من اللجنة المنظمة للبطولة فقد تم تأجيل لقاء السودان وتنزانيا لتحديد المركزين الخامس والسادس بسبب الأمطار التي هطلت علي مصر ليضع اللجنة المنظمة في موقف حرج خاصة أن الاستادات لابد أن تكون مجهزة لمثل هذه الظروف ، كما تم نقل ملعب المباراة النهائية من إستاد القاهرة الي استاد الإسماعيلية ثم إلي إستاد الكلية الحربية ليزيد من سوء التنظيم . كل هذه السلبيات دفعت الجمهور المصري للعزوف عن مشاهدة مباريات هذه الدورة وجاءت المدرجات خاوية تماما في معظم المباريات ولم نشاهد حضور جماهيري إلا في المباراتين اللتين أقيمتا في إستاد الإسماعيلية.