تعرضت دورة حوض النيل التي تستضيفها مصر حاليا لنقد لاذع من الخبراء والجماهير العاشقة لكرة القدم المصرية بسبب ضعف المستوي الفني للفرق المشاركة حيث يري البعض أن المنتخب لن يستفيد من مثل هذه المشاركات فتنزانيا وبوروندي وأوغندا وكينيا لا تصلح لأن تكون إعدادا لمنتخب يستعد لملاقاة جنوب إفريقيا في مباراة مصيرية. كما أن سوء المستوي الذي ظهرت به هذه الفرق قد دعا البعض للتساؤل عما إذا كانت هذه المنتخبات قد جاءت بكامل لاعبيها ومحترفيها أم أنهم جاءوا ليلعبو باللاعبين المحليين أو بمنتخبات بديلة من أجل تجهيزهم وإكتشاف لاعبين جدد خاصة أن الكرة الإفريقية قد تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة وهو مالا يليق بالمستوي الذي ظهرت به هذه المنتخبات. كما أن الجميع كان ينتظر إكتشاف نجوم جدد ومواهب جديدة قد تفيد المنتخب مستقبلا وقد عول البعض كثيرا علي شيكابالا وعبدالله السعيد وحسام غالي وعمرو السولية وأحمد علي ووليد سليمان في التألق في هذه البطولة بما أنهم أبرز لاعبي الدوري المصري حاليا خصوصا في ظل المنافسة الضعيفة وفارق الإمكانيات الفنية والمهارية بين هؤلاء اللاعبين ولاعبي الفرق الأخري.. ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فشيكابالا لم يظهر بمستواه المعروف في المباراة الأولي التي لعبها أساسيا ولم يمتع الجماهير بمهاراته ولم يقدم شيكابالا نصف مستواه الذي يقدمه مع الزمالك كما غاب عن المباراة الثانية للإصابة، أما عبد الله السعيد فقد غاب عن المباراة الاولي للإصابة واستبعده حسن شحاته من المباراة الثانية، وأيضا عمرو السولية ووليد سليمان وأحمد علي وحسام غالي والذين لم يظهر أيا منهم بمستوي يؤهله لرفع الراية الدولية لمنتخبنا الوطني وحجز مكان أساسي في تشكيلة منتخبنا الوطني في الفترة المقبلة. الفائدة الوحيدة التي جنتها مصر هي تقريب وجهات النظر بين دول حوض النيل بعد المشكلات المائية التي حدثت في الفترة الأخيرة والإختلاف علي نسب المياه بين دول المنبع ودول المصب وأثبتت هذه البطولة فعلا أن الرياضه وسيلة للتقريب بين الشعوب وأنها تستطيع إصلاح ما أفسدته السياسة ولذلك فقد حققت هذه الدورة الأهداف المرجوة منها من المنظور السياسي فقط .. وان كانت هناك العديد من الاختلاف في وجهات النظر مع بعض دول حوض النيل التي لم تشارك في البطولة. كانت البطولة قد إنطلقت الأربعاء الماضي وتستمر حتي 17 يناير الحالي وتشمل مجموعتين حيث تضم المجموعة الأولي مصر وتنزانيا وأوغندا وبوروندي فيما تضم المجموعة الثانية 3 منتخبات هي السودان وكينيا والكونغو الديموقراطية. وكان منتخبنا الوطني بقيادة الكابتن حسن شحاته المدير الفني قد استهل مشواره في هذه البطولة بالفوز علي منتخب تنزانيا بخمسة أهداف مقابل هدف واحد أحرزها كل من السيد حمدي هدفين ومحمد أبوتريكة وأحمد علي ونادر هاروب مدافع تنزانيا بالخطأ في مرماه فيما أحرز هدف منتخب تنزانيا رشيد جوميو قبل أن يفوز منتخبنا في ثاني مبارياته علي منتخب أوغندا بهدف نظيف أحرزه محمد ناجي جدو في الدقيقة الأولي من الوقت بدل الضائع لتصل مصر إلي النقطة السادسة وتتأهل إلي الدور قبل النهائي . وكانت باقي نتائج البطولة قد أسفرت عن فوز منتخب كينيا علي المنتخب السوداني بهدف نظيف في إحدي مفاجآت البطولة وفوز أوغندا علي بوروندي 3/1 في الجولة الأولي من البطولة كما فازت جمهورية الكونغو علي كينيا 1/0 وتعادل منتخبا تنزانيا وبوروندي 1/1 في مباريات الجولة الثانية.