جهات عليا تتولي فحص الدماء والأشلاء لمعرفة شخصية منفذ العملية في الوقت الذي تواصل فيه جهات التحقيق عملها في مذبحة كنيسة القديسين في الإسكندرية، أكدت المصادر الحكومية أن كل «الاحتمالات مفتوحة» بما فيها تنظيم القاعدة أو حتي إسرائيل حيث لم يمر علي كشف قضية الجاسوس المصري طارق عبدالرازق الذي عمل لحساب الموساد سوي أيام، وقالت المصادر إن الأحداث الأخيرة تفرض علينا قبول جميع الاحتمالات، ويبدو رغم تصاعد موجات الغضب بين المسيحيين وحتي المسلمين أن الأجهزة الأمنية التي تعرضت لانتقادات شديدة عقب الحادث في ظل تهديدات القاعدة منذ شهرين تقريبا قد توصلت إلي بعض الخيوط الرئيسية وبعض الأفراد المشتبه في وقوفهم وراء تلك الجريمة البشعة. ويكفي أن مسئولا علي مستوي عال قد اطلع علي ملف كامل احتوي علي صور لبعض الشخصيات التي تواجدت أثناء الحادث وكذلك للمصابين انتظارا لما ستسفر عنه تحليلات ال «دي. إن. إيه» وأن هناك عمليات فرز شديدة لكل من تواجد أثناء الحادث سواء مصابا أو متوفيا. وفي المقابل تبذل بعض جهات أمنية عليا جهودا لتحليل بعض البيانات الخاصة بحركة تنقلات الأفراد الذين قدموا إلي مصر من الخارج من واقع التسجيل في المنافذ والموانئ والمطارات.. وكشفت المصادر أن عمليات التحليل سوف تشهد فترات متباعدة ولن تقتصر علي الأسبوع الأول أو الأيام الأولي التي سبقت وقوع الحادث. علي الجانب الآخر أكدت المصادر أنه لا يمكن استبعاد فرضية العنصر الداخلي بمعني قد تكون عندنا خلايا نائمة من تنظيمات إرهابية ولو ثبت ذلك ستكون كارثة علي مصر لأن الجريمة جديدة في التنفيذ واختيار الموقع يتصف بالدقة الشديدة، حيث تم اختيار هدف هو كنيسة القديسين التي شهدت أحداثا سابقة عام 2006 بمعني أنه لن يدور في ذهن الأمن والحراسات الموجودة عليها ولو للحظة أنها قد تكون هدفا جديدا لعملية إرهابية، ومن بين المشاكل التي تواجه الأمن أن هناك اضطرابات طائفية شهدتها الإسكندرية خلال الفترة الأخيرة وبالتالي فإن تنفيذ هذه الجريمة يعطيها بعدا طائفيا.. علي اعتبار أنه حادث بين مسلمين ومسيحيين، أما الأهم من ذلك - فإن هذه المنطقة طبقا للتحليل الديموجرافي بها كنيسة - توجد في شارع يسكنه من اليمين الأخوة الأقباط وتوجد كنيستهم وفي المقابل يسارا المسلمون ولهم مسجد مواجه للكنيسة أو علي بعد أمتار منها.. وبالتالي في حال حدوث أي كارثة سوف تأخذ بعدا طائفيا.. بصرف النظر عن الجهة الخارجية التي تقف وراءه. وأكدت المصادر - للأسف خلال السنوات الماضية - تركيز الأمن علي قطاعات مثل السياحة وتأمين قطاعات ذات علاقة وثيقة بالاقتصاد القومي ولم تكن تتوقع حدوثها بهذا الشكل.. علي اعتبار أن الإرهاب وما كان يحدث في مصر هو عمل داخلي.. لم يكن في يوم من الأيام مرتبطا بالخارج.. وهذا هو الانتقاد الموجه إلي الأمن. وأكدت المصادر أن مخطط ومدبر عملية الإسكندرية كان معلوما منذ اللحظة الأولي من خلال نوع العملية وحجم المتفجرات وطريقة الصنع وأسلوب التفجير «التتابعي» وقوة التفجير وأن الأجهزة الأمنية حاليا تبحث الكشف عن شخصية المنفذ. قالت المصادر إن خطاب الرئيس كان موجها إلي جهاز المخابرات الذي خطط للعملية والذي من المرجح أن يكون الموساد الإسرائيلي وربطت المصادر بين قضية التجسس التي تم الكشف عنها مؤخرا والعملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة القديسين بالإسكندرية.