متى يقدم قاتلو الصحفيين للمحاكمة تحقيق: نجوى إبراهيم بعد تكرار وقائع تعرض الصحفيين الميدانيين للاعتداء والاستهداف والتي كان اخرها واقعة الاعتداء بالرصاص الحي والخرطوش علي زميلين جديدين اثناء تغطيتهما التظاهرات الميدانية التي وقعت بجامعة القاهرة الاسبوع الماضي وهما الزميل «خالد حسين « المحرر بموقع اليوم السابع ,والمصور «عمر السد «بموقع صدي البلد حيث اصيب الاول بطلق ناري فى الصدر واصيب الثاني بطلق خرطوش..اصبح استهداف الصحفيين يشكل ظاهرة خطيرة للغاية تنم عن نهج واضح ومتعمد يهدف لارهابهم حتي لا يقوموا بعملهم وواجبهم المهني فى نقل الحقائق الي الراي العام، خاصة فى ظل تقاعس السلطات المعنية عن توفير الحماية للصحفيين اثناء عملهم فى الميدان وكذلك البطء الشديد فى التحقيق فى جرائم استهدافهم السابقة وعدم تقديم اي من مرتكبيها الي العدالة مما يشجع المجرمين علي ارتكاب المزيد من الجرائم الامر الذي دعا نقابة الصحفيين دعوة جميع الصحفيين الي الاضراب عن تغطية كل الاحداث الميدانية الخطرة لاجل غير مسمي حتي تقوم السلطات الامنية بواجبها فى حماية الصحفيين والسؤال الان من المسئول عن حماية الصحفيين فى الميدان؟ وما الاليات والاجراءات المطلوب اتخاذها من اجل وقف نزيف دماء الصحفيين؟ فرسان الميدان وتضم قائمة شهداء صاحبة الجلالة 12 صحفيا تم استهدافهم برصاص نافذ فضلا عن عشرات المصابين واعتقال ما يقرب من 22 صحفيا واعلاميا منذ 25 يناير 2011 وحتي الان وتتضمن القائمة «احمد محمود»الذي قتل برصاصة فى الراس 29 يناير 2011 والزميل» الحسيني ابو ضيف» برصاصة فى الراس ايضا فى ديسمبر 2012 ثم جاء عام 2013 لتحتل مصر المركز الثالث عالميا فى عدد قتل الصحفيين بعد سوريا والعراق بعد استشهاد 7 صحفيين فى اقل من شهرين من 27 يونيه حتي 20 اغسطس 2013 منهم «صلاح الدين حسن «مراسل صحفي و»احمد عاصم السنوسي «قتل فى احداث الحرس الجمهوري ,و»حبيبة عبدالعزيز»مراسلة مصورة جولف نيوز قتلت برصاصة فى الراس فى احداث رابعة , ومايك دين، مصور قناة «سكاي نيوز» قُتل برصاصة فى القلب، ومصعب الشامي، مراسل شبكة رصد قتل برصاص قناص، وأحمد عبد الجواد، صحفي بجريدة الأخبار توفي فى المستشفي متأثرا بإصابته بطلق ناري، وتامر عبد الرءوف، مراسل جريدة الأهرام قتل إثر إطلاق النار عليه أمام محافظة البحيرة، ومحمد سمير، مخرج بقناة النيل للأخبار قٌتل أثناء تغطيته لأحداث ميدان رمسيس أمام قسم الأزبكية، ومصطفي الدوح، مراسل شبكة نبض الإخبارية، قٌتل فى اشتباكات الألف مسكن يوم 25 يناير 2014 ، وميادة أشرف، مراسلة جريدة الدستور قتلت 28 مارس 2014 . سترات وأقنعة وحول الخطوات التي اتخذتها النقابة من اجل حماية الصحفيين اكد «ضياء رشوان «نقييب الصحفيين ان النقابة اتخذت عدة اجراءات من اجل حماية الصحفيين فى الميدان كان اخرها الاجتماع مع وزير الداخلية «محمد ابراهيم» لبحث سبل حماية الصحفيين خاصة فى الاحداث التي تشهد اعمال عنف خطرة وتم الاتفاق علي تسليم النقابة الكمية الباقية من السترات الواقية من الرصاص واقنعة الغاز لتوزيعها علي الزملاء وسيتم تشكيل غرفة عمليات دائمة فى النقابة تتلقي من جميع الصحف يوميا اسماء وبيانات المحررين والمصورين المكلفين بمهام العمل الميداني علي ان تقوم النقابة بالتنسيق مع غرفة عمليات مماثلة فى وزارة الداخلية لتوفير الحماية اللازمة للزملاء عن طريق تخصيص ضابط فى كل موقع من مواقع الاحداث يتولي تيسير مهمة هؤلاء الصحفيين بمجرد اخطار النقابة او افصاح الزملاء عن هويتهم. واضاف ان النقابة تسلمت 30 سترة وقناعا واقيا وسوف تتسلم 70 سترة واقية من الرصاص ومثلها من اقنعة الحماية من الغاز المسيل للدموع وذلك لتوزيعها علي الزملاء والمصوريين المكلفين بتادية المهام الميدانية الخطرة وذلك بعد اجتياز هم دورات السلامة المهنية التي ستنظمها النقابة . وطالب «رشوان « المؤسسات الصحفية بإرسال قائمة باسماء المحررين الميدانيين للنقابة مشيرا الي انه سيتم عقد اجتماع اليوم الاربعاء مع رؤساء تحرير الصحف لاستماع وجهات نظرهم فى كيفية توفير الحماية للصحفيين. ودعا شباب الصحفيين غير المعينين ان يشكلوا روابط داخل مؤسساتهم الصحفية أو لجانا نقابية حتي يشكلوا ضغطا علي الادارات وستكون النقابة خلفهم فى كل خطوة يخطونها . وتري «عبير سعدي «المدربة الدولية فى مجال السلامة المهنية وعضو مجلس نقابة الصحفيين ان هناك حزمة اجراءات لابد من اتخاذها من اجل حماية الصحفيين فى الميدان وحفظ كرامتهم وحياتهم بما فى ذلك الدور الذي تقوم به نقابة الصحفيين كالتفاوض مع الدولة والسلطات المعنية لحماية الصحفي.. وشددت علي أهمية دور وزارة الداخلية خاصة وان القانون رقم 96 ينص علي ان الصحفي موظف عام ووجوده فى الميدان لاداء واجبه ومهنته إرهاب المهنة واضافت ان التدريب والتأمين علي الصحفي ضد الحوادث اجراءات مهمة ولكن قبل ذلك لابد من التاكيد علي ان افلات قتلة الصحفيين من العقاب يؤدي الي زيادة عملية استهداف الصحفيين مشيرة الي انه تم قتل 12 صحفيا خلال ثلاث سنوات وللاسف لم يتم تقديم متهم واحد للمحاكمةالجنائية وليست السياسية فى حين ان محاسبة المتهمين الضمانة الوحيدة لايقاف نزيف دماء الصحفيين.. وأكدت أن السترات والدورات التدريبية التي تهتم بها النقابة غير كافية لحماية الصحفي فى الميدان خاصة ان مصر لا تشهد نزاعات مسلحة يحترم فيها طرفا النزاع القانون الدولي العام وبالتالي تحترم حقوق الصحفي فى الميدان ولكن مرتكبي العنف فى الشارع المصري يبحثون عن ذلك الشاهد الصامت الذي تريد النقابة تمييزه بارتدائه السترة كما ان استهداف الصحفي يكون دائما برصاصة فى الراس . اما جمال عيد رئيس الشبكة العربية لحقوق الانسان فيؤكد ان الانتهاكات ضد الصحفيين تنوعت بداية من الاعتداءات ومنعهم من ممارسة عملهم مرورا بالقاء القبض عليهم من قوات الأمن واخيرا استهدافهم من قبل جماعات العنف والارهاب لان الصحفي بمثابة شاهد علي ما يرتكبونه من جرائم …وهذا يؤكد ان الصحفي دائما غير مقبول سواء من السلطة أو من الجماعات الإرهابية ولذلك يكون مستهدفا من الجانبين. واكد أن عدم معاقبة الجناة والمتورطين فى هذه الجرائم يجعل الاستهانة بالصحفيين واستهدافهم سواء من الداخلية أو الجماعات الاسلامية امرا مستمراً. تكرار الاعتداء علي الصحفيين ادي الي مطالبة البعض بتفعيل مشروع المعاهدة الدولية لتعزيز حماية الصحفيين فى مناطق النزاع المسلح والتي تتضمن ايضا الثورات والانتفاضات الداخلية واستهداف الصحفيين التي تتبناها حملة الشارة الدولية لحماية الصحفي التي تأخذ من جنيف مقرا لها وتنص بنود الاتفاقية وفقا للمادة 79 من برتوكول معاهدة جنيف لحماية ضحايا النزاعات المسلحة انه سيتم التعامل مع الصحفيين فى المهمات الصحفية الخطرة كمدنيين وعليهم الا يتخذوا أى اعمال تهدر صفتهم المدنية . الدورات التدريبية وتعليقا علي ذلك قالت "عبير سعدي "اننا نعيش فى حرب شوارع وإذا تم تمييز الصحفي فى مصر سيتم استهدافه بصورة أكبر خاصة فى ظل عدم وجود تشريعات تحمي الصحفي مشيرة الي ان الشارة ستكون تصريحا بالقتل لمن يترصدون الصحفيين فالمصورون يتعرضون للقتل لمجرد انهم يحملون كاميرا فى ايديهم . ومن جانه قال الكاتب الصحفي صلاح عيسي والامين العام للمجلس الاعلي للصحافة ان المؤسسات الصحفية عليها دور مهم فى حماية الصحفيين الذين يقومون بتغطية الاحداث الخطرة وليست النقابة بمفردها مشيرا الي ان النقابة اتخذت عددا من الاجراءات لحماية الصحفيين مثل السترات الوقائية والخوذات وغيرها من ادوات السلامة المعروفة لحماية الصحفي فى مناطق المخاطر والدورات التدريبية ودراسة اقتراح التامين علي الصحفي ضد الحوادث واعتقد ان هذا دور النقابة ولكن اين دور المؤسسات الصحفية ؟فهناك تجاهل من قبل المؤسسات التي يعمل بها الصحفيون بلا ادني ضمانات للحماية ويتم القاء العبء علي النقابة وهذا نوع من انواع التهرب من المسئولية بالنسبة لاصحاب الصحف. ويعترض صلاح عيسي علي فكرة الشارة التي تميز الصحفي مشيرا إلي انها تختلف عن السترة التي تحمي الصحفي اما الشارة فهي تميزه عن غيره وممكن ان تساهم فى استهدافه بشكل اكبر ولذلك لابد ان تقوم الدور الصحفي بتحديد الصحفيين الذين يتابعون الاحداث الخطرة ويتم تدريبهم تدريبا عاليا وتزويدهم بكاميرات يمكنها التقاط الصور عن بعد سواء كاميرات تليفزيونية او كاميرات فوتوغرافية . واكد ان كل الاشتباكات التي راح ضحيتها عدد من الصحفيين يصعب فيها تحديد الجاني ولذلك لم يتم محاسبة المتورطين فى هذه الجرائم الي الآن سواء كان الضحية صحفيا او مواطنا عاديا او حتي رجلا من رجال الشرطة وجزء من استهداف الصحفيين يأتي من انهم فى كثير من الاحيان يكونون شاهد اثبات علي جرائم جماعات العنف .واعترض عيسي علي دعوة النقابة بعدم تغطية الاحداث الميدانية الخطرة مؤكدا انها تحقق هدف الجناة الذين ينتمون للجماعات الارهابية بان يغيب الاعلام دليل الاثبات ضد هؤلاء المجرمين الذين لا يقومون بعمل سلمي ولكنها مجموعة من الارهابيين.