حينما نتحدث عن الأم ، تلك الكلمة التى تمس الوجدان بمجرد سماعها نجدنا أمام نبع الحنان والعطاء والتضحية المتواصلة التى لا تنتظر أبداً رداً أو حتى كلمة شكر بل تعطى وتستمتع بالعطاء لذا كرمتها الديانات والمجتمعات وجعلت لها يوماً سنوياً للاحتفال بها . تميزت بعض الفنانات في أداء دور الأم علي الشاشة واستطعن تقديم نماذج رائعة للأم المصرية التي تساهم في بناء مجتمع متقدم تلامس الواقع الإنساني.. وتستعرض اليوم «الاهالي» رحلة هؤلاء اللاتى قدمن الأم فى السينما العربية وكانت لهن بصمات فى هذه الأدوار. الأم الأكثر شهرة : أمينة رزق اشتهرت بلقب عذراء السينما المصرية لانها حقيقة لم تتزوج ، اعتبرها الكثيرون مثالاً حياً للحزن لدرجة إطلاق اسمها على كل من يبكون كثيراً، قدمت الدور بتلقائية شديدة فتركت اثراً لا ينمحي داخل كل مشاهد عنها كأم، ومن أعمالها الخالدة في هذا الإطار أولاد الذوات، الجنة تحت قدميها، السقا مات، قنديل أم هاشم، لك يوم يا ظالم، دعاء الكروان. الأم الأكثر دفئاً : فردوس محمد من منا لا يشعر بكل هذا الحنان المتدفق عندما تتحدث تلك المرأة، بصوتها الدافيء الرخيم، وطيبتها التي تتفجر من ملامح وجهها، قدمت دور الأم الأحن والأدفأ في السينما وكذلك المربية، وتنوع أداؤها من اللهجة الصعيدية في ابن النيل، إلي اللهجة الفلاحي الأفوكاتو مديحة، الي العامية هذا هو الحب. الأم الأكثر طيبة : امال زايد لم تقدم السينما إمرأة طيبة، ومغلوبة على أمرها كما قدمتها آمال زايد، لتبقى علامة مسجلة باسمها في التاريخ، ومن منا يستطيع نسيان «أمينة» في ثلاثية نجيب محفوظ، التي استسلمت لسي السيد أو دور الفنانة ذاته في فيلم شيء من الخوف، أو خان الخليلي. الأم الأكثر اضحاكا: كريمة مختار أول ممثلة تقوم بدور الأم، لتحول دورها إلى عروسة يلعب بها الأطفال، ومن منا ينسى دور «ماما نونة» في مسلسل يتربى في عزو مع يحيى الفخراني و نجد أن كريمة مختار قدمت الدور خلال العديد من الأفلام الكوميدية ايضا، ونجحت في تفجير الضحكات بتقديم دور الأم خفيفة الظل بصحبه عبد المنعم مدبولي في فيلم الحفيد الأم الأكثر عقلانية : عزيزة حلمي قدمت الفنانة دائماً دور الام الهادئة الوديعة، صاحبة التدخلات المنطقية في حياة أبنائها، لم تقدم دور البطولة نهائياً، واكتفت بدور الأم التي تظهر في خلفية قصص ابطال افلامها، من اشهر افلامها: السراب، موعد مع الماضي. وتبقى ادواراً فردية خالدة لممثلات كبار قدمن دور الأم قليلاً، مثل تحية كاريوكا في أم العروسة، شادية في لا تسالني من أنا، فاتن حمامة في يوم حلو ويوم مر، هدى سلطان في عودة الأبن الضال. كلهن أمهات شاركن في تشكيل وجداننا خلال عقود طويلة من السينما، يسعدنا أن نقول لهن جميعاً، من ظلت بصحبتنا أو رحلت عنا، وإن كانت باقية بفنها… كل عيد أم وأنتن طيبات .