في الشعررحاب إنه طريق سهل رغم أن الخطوة الأولي منه تؤكد أن تحت الأقدام أشواكا وأن الأرض تهتز وهي قادرة علي ابتلاع من لا يعرف في أي حقل من حقول الألغام يسير، ومن يتكئ علي جدار متصدع منخور الأساس متداع وآيل للسقوط. طريق قد ينخدع السائر فيه بأعمدة الإنارة ولآلئها وهي أعمدة إن سار علي هدي شعاعها حتما ستصعقه فهي كمائن خبيثة لمن يعرف والكل يعرف حتي إن تظاهر بالبلاهة والغفلة. طريق من العار أن يوصف بعدم الوضوح فوضوحه الفاضح والمخزي يفقأ العيون التي تري وتزعم كذبا أنها لا تري، بينما طرق أخري هي بالفعل شاقة وطويلة صعبة وقد قالها أمل دنقل في أيقونته الخالدة «لا تصالح»: لا تصالح ولو منحوك الذهب أتري حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل تري؟ هي أشياء لا تشتري لا تصالح ولو قال من مال عند الصدام «ما بنا طاقة لامتشاق الحسام» عندما يملأ الحق قلبك تندلع النار إن تتنفس ولسان الخيانة يخرس لا تصالح وفي الطرق الملتوية المظلمة المحاصرة بفحيح الغيلان يضيء موقف الكاتب الروسي الكبير سولجنستين الذي رفض مصافحة يلتسن وقال: «لن أضع يدي في يد من دمر بلادي». وقال السيد المسيح «ماذا يفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه». وعن نهاية الطريق الصعب حتما سيري السائر فيه ما قال فيه أمل دنقل. سوف يولد الحق من أضلع المستحيل.