احتفظ لنفسه بحق اتخاذ القرار.. ووضع لجنة الكرة أمام مسئوليتها في الثالث والعشرين من يونيو من العام الماضي أعلن النادي الأهلي عن تعيين حسام البدري مديراً فنيا للفريق الأول خلفاً للبرتغالي مانويل جوزيه الذي قاد النادي لمدة خمسة مواسم ونصف الموسم حفلت بالعديد من البطولات والأرقام القياسية غير المسبوقة. إعلان تسمية الجهاز الفني الجديد بقيادة البدري جاء بعد اعتذار البرتغالي نيلو فينجادا عن قيادة الفريق لظروف عائلية ولقي الاختيار ترحيبا كبيرا من الجميع نظراً لما قدمه البدري للفريق الأول منذ بداية الألفية سواء كمساعد مدرب أو كمدرب عام ثم مدير للكرة خلفاً للراحل ثابت البطل. كمدير فني قرر حسام البدري تغيير طريقة لعب الفريق من 3-5-2 إلي 4-4-2 وخاض فترة إعداد في ألمانيا وإنجلترا حقق خلالها الفريق نتائج غير مرضية مما أثار قلق جماهير الأهلي علي مستقبل الفريق خصوصاً بعد أن خسر الفريق لقب كأس السوبر أمام حرس الحدود في بداية الموسم. مع تعاقدات لم تكن في مستوي الأهلي قرر المدرب الوطني الواعد ضخ دماء جديدة في أوصال الفريق ودفع بالعديد من الوجوه الشابة وتمكن من صنع توليفة جديدة تمكن بها من حسم درع الدوري برصيد 65 نقطة و بفارق عشر نقاط كاملة عن الزمالك ولم يتعرض الفريق معه إلا لخسارة وحيدة أمام المحلة بداية الدور الثاني وحقق ثمانية عشر انتصارا وأحد عشر تعادلاً وأنهي الفريق المسابقة محتلاً صدارة أقوي خطوط الهجوم بسبعة وأربعين هدفاً وكذلك احتل دفاعه صدارة أقوي خطوط الدفاع بثلاثة وعشرين هدفا رغم أنه اعتمد طوال الدور الأول علي الحارس الشاب أحمد عادل عبد المنعم. في بطولة كأس مصر واصل البدري نجاحه مع الأهلي ولم يعرف الفريق معه طعم الخسارة طوال خمس مباريات خاضها في البطولة وحقق فوزاً كبيراً ومستحقا علي الزمالك في ثمن النهائي بثلاثية مقابل هدف ولم يخسر لقب البطولة إلا بفارق الركلات الترجيحية أمام الحدود في المباراة النهائية . في دوري أبطال إفريقيا التي غادر الأهلي منافسات النسخة قبل الماضية فيها من ثمن النهائي نجح البدري في قيادة الأهلي لدوري المجموعات بفوز كبير علي الاتحاد الليبي، قبل أن يتمكن من بلوغ نصف النهائي ويخرج من البطولة أمام الترجي التونسي بفضل هدف النيجيري مايكل إينيرامو "اليدوي" الشهير وسقطات عديدة لحكم المباراة لامبتي. في دوري هذا الموسم بدأ الأهلي مشواره بتعادل مع اتحاد الشرطة أعقبه بفوز علي الجيش بهدف عاشور ثم عاد وتعادل مع المصري في القاهرة بهدف لمثله قبل أن يحقق أربعة انتصارات متتالية علي دجلة والإنتاج الحربي وبتروجت بملعبه ثم انبي, بعدها جاء الأداء الضعيف والمخيب والتعادل أمام الجونة في اللقاء المؤجل من الجولة الرابعة ثم الخسارة أمام الإسماعيلي في الجولة الحادية عشرة بهدف لثلاثة ليعجل برحيل البدري. تجربة البدري الذي دخل الأهلي كناشئ صغير عام 1970 لم تكن فاشلة علي الإطلاق حيث حقق الفريق معه بطولتين في أقل من عام ونصف العام ولم يعرف طعم الخسارة أمام منافسه الزمالك ومنح الفرصة للعديد من الوجوه الشابة القادرة علي خدمة الأهلي لسنوات طويلة. البدري الذي أعلن قبل ذلك عن شكره لجماهير الأهلي التي هاجمته في أكثر من مناسبة يستحق من هذه الجماهير العريضة كلمة شكر وتقدير علي الفترة التي قاد خلالها الفريق الأول لأن جماهير الأهلي لم ولن تكن ناكرة لعطاء من يمنح فريقها الكبير الإخلاص والحب لمدة قصيرة فما بالنا بمن أخلص وأعطي كلاعب وإداري ومدرب لمدة تزيد علي أربعين عاماً ومعه باقي أفراد الجهاز الفني الذي لا يختلف أحد علي عشقهم وتفانيهم في خدمة ناديهم الكبير. بقي أن نؤكد أن البدري مدرب كبير وأن تجربته مع الاهلي لم تفشل خصوصا ان ادارة النادي لم تساعده بالشكل الأمثل فقد طلب أكثر من مرة التعاقد مع بديلين لجيلبرتو وفلافيو (أي مهاجم ومدافع أيسر) ولم تتعاقد الادارة سوي مع الليبيري المتواضع فرانسيس دوي الموسم الماضي واللبناني المتواضع جدا غدار ولم يتعاقدوا مع مدافع أيسر في الوقت الذي يعاني فيه الفريق من عدم وجود بديل لسيد معوض كما فشلت ايضا الادارة في الابقاء علي عماد متعب الذي يعد أقوي مهاجم في مصر حاليا وكان لضعف مستوي ابوتريكة في الفترة الاخيرة وكثرة اصاباته هو والعديد من اللاعبين مثل محمد فضل واسامة حسني بالاضافة الي ابتعاد محمد شوقي عن مستواه دور كبير في تواضع اداء الفريق وسوء نتائجه في الفترات الاخيرة من عمر البدري مع الاهلي.