«أطلق ضياءك يا هلال محرم وأرم العذوبة فى الزمان العلقم .. ذكر جموع الناس فالذكرى شذا وانشر عبيرك فى القلوب وعلم .. وارجع بنا لنرى سوالف مجدنا رب اهتدينا للطريق الأقوم» تمايلت أجساد المحبين والعاشقين لآل البيت وسيدنا الحسين فى الليلة الختامية للاحتفال بمولده مع شيخ المداحين ياسين التهامي , بساحة مسجد الحسين بالقاهرة, الاسبوع الماضي . مثل كل عام دام احتفال المصريين بمناسبة ذكرى وصول رأس الإمام الحسين بعد مقتله إلى مصر لمدة اسبوع انتهي بالليلة الكبيرة الأربعاء الماضي، لكن الجديد هذا العام هي الصبغة السياسية التى صبغ بها الاحتفال, حيث امتلأ محيط المسجد باللافتات الداعية المؤيدة للمشير عبدالفتاح السيسي, وعلق الكثير من مشايخ الطرق الصوفية لافتات اعلان التأييد والدعم له, بالاضافة الى حمل الاطفال لصوره وانتشار باعة بطاقاته وميداليته فى جميع ارجاء المكان. لم يآت هذا التأييد من فراغ حسب قول حسن حمادي, أحد اتباع الطرق الصوفية, والذي وصف الاخوان بالكابوس الذي قبع على انفاس الصوفية ومحبي آل البيت فى مصر, مؤكدا ان وجودهم فى السلطة كان يقيد احتفالاتهم بل يمنعها, وكانت تشهد هذه الليالي الكثير من المضايقات التى يتعرضون لها من السلفيين والاخوان, اثناء فترة توليهم الحكم . واكد حمادي, أن المشير عبدالفتاح السيسي, ازاح هذا الكابوس ووقف الى جوار المصريين فى 30 يونيو, وان هذا العام لم يسبق له مثيل من حيث أجواء الاحتفال وأعداد زوار المولد, مضيفا ان استمرار الاخوان فى حكم مصر كان بمثابة شهادة وفاة متبعي الطرق الصوفية ومحبي آل بيت النبي, وان تأييدهم للسيسي نابع من حبهم لعبادتهم وطقوسهم وحرية ممارسة شعائرهم . قبل أيام من الاحتفال اعلنت مجموعة من الحملات المؤيدة للسيسي، عن مشاركتها بالاحتفالات استغلالا للتجمع البشري في الدعاية للمشير، وقامت بتنظيم الحفل بالتنسيق مع المنشد ياسين التهامي للإنشاد بالليلة الكبيرة مثل كل عام، وقامت حملة ‹›كمل جميلك››، بتعليق عدد كبير من اللافتات التى تحمل اسمها بجوار صورة المشير, وكذلك توزيع منشورات وتيشيرتات باسم الحملة وغيرها من أساليب الدعاية التى استخدمتها للترويج له خلال أيام مولد الحسين . ولم يقتصر الاحتفال هذا العام على سماع وترديد الاناشيد الصوفيه مثل غيره من الأعوام السابقة, حيث قامت الكثير من خيام الطرق الصوفية بتشغيل أغنية «تسلم الأيادي» عبر مكبرات الصوت, والتي تفاعل معها زوار المولد فى الكثير من الأحيان لتتحول خيام المريدين إلى ساحات لرقص والهتاف للجيش والشرطة فى مختلف ارجاء المكان . لكن المشهد لم يخل مما يعكر صفوه, حيث شهد محيط مسجد الحسين الكثير من المشاجرات التى نشبت جراء وقوع العديد من حالات التحرش والنشل, بالاضافة الى الزحام الشديد الذي تسبب فى الكثير من حالات الاختناق والاشتباك بالأيدي حول أبواب المسجد واثناء المزاحمة فى الدخول للوصول الى ضريح الحسين تقربا منه او للدعاء امامه طلبا للنجدة وفك الكرب وشفاء المرضى . قررت الطرق الصوفيه ارسال رسالة للجماعات المتشددة, خلال احتفالاتها هذا العام بمولد الحسين, فكان الحشد غير المسبوق أولى أدواتها, والاجواء الكرنفالية واستخدام الألعاب النارية للتعبير عن فرحتها بالمولد وإصرارها على الاحتفال, معلنين انهم لا يخشون أرهاب المتشددين, وان وقفتهم الى جانب الجيش, بلا مواربة او خوف نابعة من حبهم لآل بيت النبي وحرصهم على ممارسة شعائرهم بكل حرية .