ضياء رشوان المحلل السياسي و مرشح «التجمع» عن دائرة "أرمنت" هو أحد المنضمين لحزب التجمع مع قطاع واسع من أعضاء التيار الناصري و علي رأسهم المرحوم كمال الدين رفعت أحد قيادات الضباط الأحرار ومن مؤسسي حزب التجمع، وذلك في عام 76حينما كان التجمع أحد المنابر الثلاثة الوحيدة التي كانت علي الساحة السياسية تحاوره الأهالي في العديد من النقاط المتعلقة بالانتخابات عموما وببرنامجه الانتخابي بوجه خاص. ما البرنامج الانتخابي الخاص بك ؟ لدي إدراك لنوعية المشاكل العامة وتفاصيل العمل في الدائرة خاصة والصعيد عموما، لذلك فضلت عمل مجموعة لقاءات استطلاعية مع قطاعات مختلفة من الناس . بحيث توصلنا إلي التعرف علي نوعية المشكلات الموجودة بشكل أدق ومعرفة تصورات الناس لحلها بالإمكانات المحلية المتاحة .وقدرتهم علي المشاركة في الحل أو في الضغط من أجل الحل . وبالتالي يرتكز برنامجي الانتخابي علي إيجاد حلول للمشكلات الأساسية التي تعاني منها الدائرة وعلي رأسها البطالة. ما أبرز المشكلات الموجودة في دائرة أرمنت ؟ المشكلات عموما سواء في الصعيد ككل أو في دائرة أرمنت "الأقصر "بوجه خاص واحدة ممكن أن تتراوح في طبيعتها من منطقة لأخري، ولكن لاشك أن العنوان العريض الذي يضم كل مناطق الصعيد تقريبا هو "التخلف "بكل معانيه سواء عدم وجود استثمارات ،أو خدمات كافية ،أو عمل "البطالة " وحتي عدم وجود مواصلات تمكن الناس من التنقل .الصعيد يكاد يكون منقطعا عن الاتصال بالوجه البحري نتيجة وجود خلل في بنية السكك الحديدية في مصر أو في المواصلات العامة أو في ارتفاع الأسعار إذا التخلف هو العنوان العريض. وما أصعب مشكلة ؟ داخل كل منطقة نجد اختلافات نوعية ولكن تظل البطالة هي نمرة 1 في كل الدوائر كافة. وتعكس البطالة وجها آخر لمشاكل التخلف لعدم وجود استثمارات خاصة ، ولا استثمارات من جانب الدولة ذات طبيعة إنتاجية كثيفة العمالة أو حتي متوسطة العمالة تؤدي للتوظيف والاعتماد الرئيسي في دائرتي علي التوظيف في الحكومة والقطاع العام .والقطاع العام لدينا يعني شيئا واحدا هو المصنع الوحيد لصناعة السكر وموجود في أرمنت منذ 150 عاما ولم يضف إليه شيئا . وقطاعات الإدارات الحكومية "الإدارة المحلية وزارة الكهرباء وزارة الري ...الخ.. يوجد جزء صغير من الدائرة يتبع مركز" القرنة "يعمل بالنشاط السياحي ولكنه قطاع محدود للغاية .بالكاد يكفي من يعملون به.. وباقي الناس بالدائرة أغلبهم يعملون بزراعة قصب السكر وبعض المحاصيل الأخري وهي أقل في المساحة. وما المشكلات الناتجة عن البطالة في أرمنت ؟ البطالة تؤدي إلي مشكلات أخري خاصة بالتعليم ،عدد كبير من الحاصلين علي المؤهلات العليا والمتوسطة عاطلون. وهذا يجعل الأسر غير متحمسة لمسألة التعليم ! فما الدافع الذي يجعلهم يحرصون علي تعليم أبنائهم طالما سيتحولون إلي عاطلين بعد الحصول علي مؤهلات ؟! كما أنه ينعكس علي تأخر سن الزواج الذي أصبح محدودا جدا ، وينعكس أيضا علي مشكلة الإسكان لأن مساحة الأرض الزراعية محدودة والتوسع في المناطق الصحراوية أيضا محدود "بالرغم من الشعارات الكبيرة للدولة حول الطريق الصحراوي وبناء مدن و مناطق جديدة .وهذا لا يتحقق بالتالي، الناس تجور علي الأرض الزراعية لإيجاد سكن ! ماذا عن مشكلة المرافق ؟ هل يعقل أن مدينة مثل أرمنت ليس بها صرف صحي ،مشروع الصرف الصحي مفتوح منذ 15 عاما ولم يكتمل بعد ولا يوجد رصف للطرق داخل المدينة .الطرق الداخلية لمدينتي أرمنت الحيطة وأرمنت الوابورات التي هي مركز الدائرة لم ترصف منذ 40 عاما علي الأقل ! وما مشاكل المياه والكهرباء بالدائرة ؟ لحسن الحظ ليس لدينا مشكلة مياه لأنه تم إنشاء محطة مياه ضخمة منذ حوالي 15 عاما وهي تغذي المنطقة بأكملها . ولكن لدينا مشكلة كهرباء ولقد دمرت الصعيد كله تقريبا خلال الشهرين المنصرمين نتيجة زيادة الأحمال وضعف التيار وانقطاعه وهذا أثر علي الزراعة وتسبب في تعطيل مواتير رش المياه كما افسد عددا ضخما من الأجهزة المنزلية ولكنها مشكلة عامة. كيف ستتغلب علي هذه المشاكل ؟ "المشاكل العامة لابد وان تكون لها حلول عامة "مثلا مشكلة البطالة لا يمكن أن تحل بالحصول علي عقود تعيين من بعض المسئولين أو الوزراء لتعيين عدد محدود من الناس ولكن الحل هو إنشاء مشروعات لإيجاد فرص عمل. كيف يتم هذا ؟ هذا يحدث من خلال طريقتين الأولي هي استثمارات حكومية عن طريق توجيه جزء من ميزانية الدولة لهذه المناطق .خاصة أن لدينا مصنع سكر من الوارد أن تضاف إليه صناعات أخري إضافة للسكر .فصناعة السكر يخرج منها 20 أو 30 صناعة أخري . لذلك يمكننا أن نطالب بناء علي ضغط السوق وضغط المنطقة بإنشاء مصانع جديدة . مثل مصنع للورق فنحن لدينا مصنعان فقط للورق في "كوم أمبو" وفي "القوص" . والمادة الخام تؤخذ من القصب.. والطريقة الثانية هي استثمارات القطاع الخاص .لدينا منطقة صناعية في أرمنت ولكنها متوقفة .نحاول استكمال بنائها حتي تصبح متاحة لرجال الأعمال .و بالفعل تحدثت مع بعض رجال الأعمال في مصر وسرني أن بعضهم لديه استعداد بالرغم من عدم معرفته بالمنطقة ولكنهم يريدون التمتع بالامتيازات التي منحتها الدولة لرجال الأعمال بالصعيد وتجري الآن مشاورات بيننا وبينهم بالاشتراك مع الإدارة المحلية "المحافظة " من أجل الوصول لاتفاق سواء لدائرة أرمنت أو لدوائر أخري بالمحافظة. لضخ استثمارات .ولا مانع من قبول الوظائف الصغيرة أو الفردية علي أن توجه بشفافية وبدون محسوبية ولكني أفضل الحلول العامة.