مناضلون يساريون ليلي الشال (2) وأقمنا في تحد عشنا..لهب أنت ونيران أنا فتنة أنت ولولا ثورة ..جمعتنا ما عشقنا بعضنا كمال عبد الحليم (ديوان إصرار) الحليف الناصري فعلها، هي وعدد من رفاقها من الجامعة لمدة عام لأنهم صدقوه وأيدوا رئيس الوزراء الأردني النابلسي، كما أيده هو. هو أيده علي صفحات الجرائد وفي الاذاعة وهم أيدوه وسط الجماهير الطلابية وهذا هو الفارق. وهذه هي المشكلة . وفي أول أيام 1959 ينقض الحليف الناصري علي حلفائه من الشيوعيين في أكبر حملة قبض شهدتها مصر منذ عهد الطاغية اسماعيل صدقي (1947) . ارتبك العمل التنظيمي مئات الكوارد استضافهم الحليف في بيوت ضيافة بدأت علي الفور بترحيب نازي المذاق، ودارت ماكينة تعذيب شرس. تم استدعاء ليلي إلي اجتماع عاجل. ثم الاجتماع سيرا علي الاقدام في ظلام مساحات من الكورنيش حضره معها ماري باباديلو وقدري شعراوي وآخر لا يعرفه أحد منهم اسمي نفسه «مدحت». تهامسوا بأنه خارج لتوه من السجن، وهارب لتوه من حكم الرقابة المسائية، الاجتماع كان لتشكيل لجنة حزبية لرعاية أسر الرفاق المقبوض عليهم ولتقصي أخبار المسجونين وأسلوب معاملتهم، تفرق الاجتماع علي موعد بينهما وبين مدحت لمواصلة فحص حالة العائلات واحدة واحدة وكيفية ايصال المساعدة المالية لها. وكيفية تدبير هذه المساعدات في ظل حالة الارتباك التي سادت الجميع من اعضاء واصدقاء للحزب. عدة لقاءات سارا فيها جنبا إلي جنب كان وجهه خاليا من المشاعر فقد تعلم أن يحترم «الرفيقات» والعمل الحزبي لا يسمح حتي بترف النظر إلي عيني الرفيقة ، لكن كل منهما أخذ في اختراع مبررات للقاءات عديدة ومتكررة ربما ليس مسموحا بها في ظل المناخ الارهابي القاتم. ورويدا رويدا لانت الملامح مع تحفظ متشدد من كل منهما. ثم. إذا به لم يحضر. ابدا لم يتأخر عن موعد. كان قد اعطاها اسم «كريمة» زوجة الرفيق محمد الزعفراني كبديل إذا قبض عليه. ومن كريمة عرفت اسمه الحقيقي وانه قبض عليه قلبها انقبض أكثر مما يجب، وسالت دموع لا تحدث في حالات القبض الأخري. ورتبت مع كريمة زيارة له في السجن. ومرة أخري بحثت عن مبرر لا مبرر له سوي رغبتها في رؤيته. وزارته وساعتها شعرت وشعر هو أن الحاجز الذي يفصل بينهما جمعهما بأكثر مما توقع كل منهما، ووعدته بزيارته مرة أخري، ولم تحضر وعرف من «كريمة» أنها قبض عليها وأنها في سجن القناطر نساء. وبعد فترة نقل هو إلي سجن القناطر رجال، المسافة بين السجنين قصيرة جداً.. مجرد جدار لكنها بعيدة جدا. هو استخدم خبرته في اجتياز الحواجز الأمنية وتراسلا عن طريق أحد المسجونين المسموح لهم بالتنقل بين السجنين وعبر ورق البافرة تراسلا. في البداية كانت الرسائل حزبية جافة تحمل أخبارا تتسرب من الخارج وقليلا قليلا بدأت كلمات مغلفة، وبحذر شديد بالعواطف ثم انهارت سدود الحذر وصار هناك نوعان من الرسائل إحداهما حزبية والأخري عاطفية . الدكتورة «ايدا» والدكتور صادق تعاطفا مع هذه العلاقة وأسهما في تبادل الهدايا والرسائل. وذات يوم رتب د. صادق مجالا للرؤية استدعاه للعيادة واستدعاها للكشف عليها ومن بعيد لمحها كانت قد لبست اجمل ثيابها وابهي زينتها، هو كان كالجميع حافيا ويلبس شوالا من قماش السجن الأبيض، ليس مسموحا بالاقتراب ولا بالتحية فقط تبادلا النظرات، ارسلت له مع د. صادق منديلا من حرير ابيض طرزته بيديها وبه الحرف الأول من اسمها واسمه. حافظ عليه واستمد منه طاقة لا تنفد عبر سنوات وسجون عدة ولم يزل يحتفظ به إلي الآن. هو إلي المحاكمة العسكرية فخمس سنوات أخري وهي تبقي في السجن أربع سنوات تتواصل المراسلات ويتواصل معها الانتظار، هي خرجت بعد السنوات الأربع عاندت عائلتها وصممت علي انتظاره. وفور الافراج عنها عادت إلي صفوف الحزب. كان كل شيء حذرا. ومحمود توفيق دربها علي كتابة رسائله إلي الرفاق بالسجون بالحبر السري، وبعدها بفترة صدر لها قرار بالانضمام إلي التنظيم الطليعي وتبقي فيه شاهدة علي أحداث وأخطاء وخطايا. لكنها تبقي فالحزب صدر قرار بحله، ولم يبق مجال آخر. وفي 15 مايو يلهث إليها قرار سري من قيادة التنظيم الطليعي بأن اعضاء التنظيم سيحتشدون في جامع شركس بعد صلاة الجمعة لتنظيم مظاهرة احتجاج علي قرارات السادات بالقبض علي قيادات التنظيم، ذهبت مملوءة حماسا. خرج المصلون.. هتفت ولم يرد أحد هتفت وهتفت وانصرف الناس فيما عداها وعضو آخر. مرة أخري يخذلها النمر الناصري. المرة الأولي لأنه مفترس والمرة الثانية لأنه قط. وعندما يتأسس منبر اليسار تكون من أوائل من انضموا إليه . ثم تكون مع أول تشكيل للمكتب النسائي ومع أول من أسسوا اتحاد النساء التقدمي. ولم تزل