التجنيد.. شرف يحظى به الشباب بأداء الخدمة العسكرية.. فى أمجاد الوطنية الجارفة.. وتحية العلم.. والانضباط.. والتضحية بالأرواح من أجل رفعة وكرامة الوطن الذى عرفنا على أرضه الحب الأول! وبالتالى فإن التجنيد ليس عقوبة.. ولا يصح ولا يليق أن ننقل للأجيال الجديدة فى أطفالنا.. صورة ذهنية بأن التجنيد عقوبة.. وأن تتسلل لحياتنا ثقافة خبيثة.. لم تعرفها مصر على مر تاريخها المجيد.. وهى الربط بين العقاب.. والخدمة العسكرية! وأن من الممكن توقيع العقوبة على أفراد عصابة إجرامية بإلحاقهم بخدمة القوات المسلحة فتنتقل العددى وتنتشر البلوي.. وتتحول معسكراتنا لأوكار للفحش والفجور.. والفتاوى التى تجيز للجنود عدم إطاعة قادتهم! والمثير فى الموضوع أن تأتى الدعوة لتجنيد طلاب الجامعات وفى مقدمتها جامعة الأزهر.. فى الوقت الذى يسعى فيه التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية لإعداد كتائب ما يسمى ب «الجيش المصرى الحر» على غرار الجيش السورى الحر الذى تموله الصهيونية العالمية والبيت الأبيض الأمريكى للقضاء على القومية العربية. وليس سرا أن نقول الآن إن محاولات اختراق صفوف المجندين البسطاء الذين تنتشر بينهم الأمية فى قواتنا المسلحة قد باءت بالفشل.. لعدم قدرة الضباط الذين ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية فى الوصول إلى القاعدة العريضة من المجندين.. الذين يمكن استدراجهم لتكفير تحية العلم أو الحض على عدم إطاعة أوامر القيادات العليا.. بناء على فتاوى الشيخ جوزيف القرضاوي. الآن.. يتبنى البعض منا.. ومن الزملاء فى حديقة الإعلام.. بحسن نية طبعا.. وهم ممن نكن لهم كل الاحترام، قضية توقيع العقوبة علي المجرمين من طلبة الجامعات.. عن طريق التجنيد (!!) بما يعنى فتح أبواب المعسكرات.. أمام الآلاف من الخونة والمجرمين.. من باب العقوبة والإصلاح.. مما يؤدى لاختراق القاعدة العريضة من المجندين البسطاء.. والسقوط فى براثن الفتاوى الجامحة.. وبذلك يتحقق حلم التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية فى اختراق فئة المجندين.. ووضع نواة «الجيش المصرى الحر»، وانتشار الخلايا السرطانية.. فى الجسد السليم فى قواتنا المسلحة. نحن أمام حالة أشبه بمحاولة جهاز الموساد الإسرائيلى اختراق وزارة الداخلية عن طريق جماعة من الضباط أطلقوا لحاهم لاستقطاب القاعدة العريضة من الجنود.. وهى المحاولة التى أفشلتها ثورة 30 يونيو 2013 المجيدة. يضاف لخطورة الموقف.. أننا نمر بمرحلة اختلط فيها الحابل بالنابل.. ولم نعد نستطيع التفرقة بين الصالح والطالح.. واقتضى الأمر.. والحال كذلك.. دق كل أجراس الخطر.. ونحن نعبر مرحلة يرتعد من هولها مستنفر الوحوش! التجنيد ليس عقوبة. العقوبة.. هى حرمان المجرمين من التجنيد!