سهير المرشدي: لا مصالحة مع الإرهاب محمد عناني: نعم للإقصاء لأنهم لا ينتمون إلي مصر تحقيق: سهام العقاد أثار فكرة المصالحة الوطنية مع الإخوان المسلمين باعتبارهم فصيلا وطنيا لا يجب إقصاؤه، مخاوف وحفيظة المثقفين والتيارات المدنية، بل والمواطن العادي، بعد القتل والسحل والعنف والإرهاب الذي مارسوه ضد الشعب، بجانب الممارسات العدائية التي قاموا بها تجاه الفن والإبداع والتماثيل وفن الباليه وغيرها من الفنون. وذهب عدد من المثقفين إلي أن تلك الجماعة يجب حظرها أن تصنف باعتبارها جماعة إرهابية، وفي هذا السياق صرح الروائي الكبير صنع الله إبراهيم بأن التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين يقوم علي منهج الاغتيالات مؤكدا أنه يجب استئصال الجماعة نهائياً. والسؤال المطروح في هذا التحقيق، هل نمضي قدما في المصالحة مع الإخوان الذين تسببوا في إراقة الدماء، واتخذوا موقفا معاديا من الحريات كافة؟ العقول المغلقة قالت الفنانة سهير المرشدي لا يجوز المصالحة مع من أجرم في حق المجتمع، ومع من ثبت أنه ارتكب جرائم ضد الوطن، كيف أتصالح مع المجرمين، ومع من قتل أولادي وهم يدافعون عن بلادهم؟، لا مصالحة مع من اعتدي علي الأمن القومي، ومع من روع المواطن المصري الأعزل، يمكن فقط التصالح مع من هو أهل للمصالحة، شريطة أن تكون خريطته هي خريطة الشعب المصري، وأن يكون لديه انتماء للوطن، و يحترم بلاده ويدافع عنها قاتلا أو مقتولا دفاعا عن ترابها. أضافت سهير: لدي شروط للتصالح، ولن أقبل المصالحة علي دماء الجيش المصري الذي يحمي أمن مصر، وكذلك ضباط الشرطة البواسل، والثوار الذين قتلتهم أيادي الإرهابيين، أمثال الجندي وجيكا وأبو ضيف وغيرهم. كما أني فنانة أعشق تراب الوطن والحرية في الوقت ذاته، وبالطبع أنا ضد القمع والإرهاب لذلك أري انه لا مصالحة مع الإرهابيين، هم يريدون فرض إرادتهم وسطوتهم علي المجتمع، وعقولهم مغلقة، وممارساتهم ضد كل الحريات، والفن هو أحد روافد الحرية، وهم أيضا ضد حرية المرء في أن يكون له فكر مغاير، خاصة أن الفنان دائما يتخذ مكانا علي اليسار من السلطة، لأنه ينتقد كل سلبيات الحاكم والمجتمع من أجل إصلاحها، والفن هو انعكاس للواقع، ويعبر عن الحرية، والفنان هو رسول عصره ولابد أن يكون حرا طليقا، والحياة في نظري هي الحرية، وهم ضد الحرية، فكيف أتعايش أو أتصالح معهم؟. عشاق الظلام قال الدكتور محمد عناني -أستاذ الأدب الإنجليزي والترجمة بجامعة القاهرة- لا مصالحة ونعم للإقصاء، لأن هؤلاء ليسوا حزبا سياسيا، إنهم جماعة سرية نشأت في السر، وعاشت في السر، وكل مؤامراتها في السر، أي أنها تحب الظلام ولا تستطيع أن تطيق النور. وعندما حانت لهم الفرصة للعمل في وضح النهار كشفت عوراتها. وأؤكد أنهم ليسوا فصيلا وطنيا، لأنهم لا ينتمون إلي مصر، بل يتلقون أوامرهم من الخارج، هؤلاء خرجوا من التاريخ، وليس لهم وجود في هذا العصر، بل هم ينتمون إلي العصور الوسطي وسفر الظلام، أسوة بمجاهدي طالبان، ومن المفارقات المدهشة عندما نشأت تلك الجماعة في عام 1928 علي يد مؤسسها حسن البنا، كتب الأديب توفيق الحكيم مسرحية "عودة الروح" لإعلان مصرية المصريين، لأنهم كانوا منذ البداية يمثلون أفكارا مختلفة عن الوجدان المصري، أما الآن وبعد أن تم كشفهم للجميع، فلا وجود لهم، وبات من المستحيل أن يقبل المجتمع المصري تلك الجمعية الدينية السرية. تكريس العبودية الفنانة التشكيلية الدكتورة نجوي المصري – أستاذ مساعد بكلية التربية الفنية- قالت أؤيد المصالحة الوطنية بين مختلف التيارات، شريطة أن يكون الوطن راسخا في وجدانهم وعقولهم وتاريخهم وحاضرهم. لكن كيف نتصالح مع من لا يعترف أساسا بالوطن. وكيف نتصالح مع القتلة ومع من سرق الوطن وذل الشعب وافسد الحياة السياسية؟. لا يمكن بحال من الأحوال التصالح مع القتلة الإرهابيين الذين روعوا الشعب المصري، وأنا لا أتصور أن تتم مصالحة مع الإخوان المسلمين أبدا، فأيديهم مخضبة بدماء المصريين، ويؤمنون بالأفكار المتطرفة التي لا يعرفها الشعب المصري المتسامح بطبيعته. لقد أرادوا إرساء نظام الخلافة، وحاربوا الفنون والإبداع، وهم يجهلون أن الخلفاء احترموا الفنون واستعانوا بعمال وحرفيين متخصصين لتجميل وإنشاء قصورهم التي صرفوا عليها بسخاء مثل قصر المشتي الذي بناه هشام بن عبد الملك في العصر الأموي، والذي وجد علماء الآثار به تمثال الخليفة هشام ويده اليمني مبتورة كما عُثر علي رسوم من الجص والطوب تمثل جميع أنواع الطيور التي كانت في ذلك العصر، كما عثر علي تمثال رجل يرتدي حلة حمراء ويحمل سيفاً ويقف علي أسدين، ويعتقد أن هذا التمثال هو تمثال الخليفة هشام، كما وضعت فيه أجمل وأضخم قطعة فسيفساء وجدت في العالم، تمثل شجرة النارنج وتحمل ثماراً وإلي يسارها غزالان يقضمان الحشائش، وإلي اليمين أسد يهاجم غزالاً آخر، وهي تظهر أحاسيس الحيوان الغالب والمغلوب، كما عثر علي نقود وأسماء لعمال غير عرب أو غير مسلمين مثل قسطنطين، وسيمون، ويوحنا، وماركوس، يعتقد انه تمت الاستعانة بهم بسبب معرفتهم بالفنون البيزنطية.