يحكي ان الرئيس المعزول دكتور محمد مرسي، نصح " رجب طيب أردوغان " رئيس الوزراء التركي – بضرورة ايقاف المسلسل التركي الشهير " حريم السلطان "والذي كان يذاع علي العديد من الفضائيات العربية، لأن هذا المسلسل من وجهة نظر الرئيس المعزول – يسيء الي الخلافة العثمانية، وسلاطينها العظام، أصحاب الفتوحات والانجازات، ونشر الاسلام في مختلف بلدان العالم ووعده " أردوغان " بايقاف هذا المسلسل المسيء للخلافة. وهنا نقول : اننا لا نستهدف من وراء الاشارة لهذه الحكاية الكشف عن جهل المعزول بحقائق التاريخ، فهذا متوقع منه بحكم تكوينه وتربيته داخل جماعة السمع والطاعة، والانكفاء علي ثقافة الردة والتخلف، كما لا نستهدف الكشف عما يعانيه أردوغان من تزييف واحلام بعودة هذه الخلافة من خلال التآمر وتزويد عملائه في المنطقة بكل ما يمكنه من تحقيق هذا الحلم، ونقول، اننا لا نستهدف هذا ولا غيره، وانما نستهدف بيان حقيقة هذه الخلافة بسلاطينها وولاتها، وما حدث للمسلمين من ورائهم، حيث تفرغوا لشهواتهم وحريمهم وغلمانهم ودخلوا بالمسلمين عصور الظلام.. استمر حكم الخلافة العثمانية لمصر قرابة 260 عاما. شهدت مصر فيها حالة من الدمار والخراب التي لم تشهدها طوال تاريخها ، استغلالا وخسفا بالفلاح المصري وتفريغ مصر من الصناع المهرة وفرض الضرائب علي صغار التجار وقامت السياسة علي القهر والاستبداد والديكتاتورية من خلال ثلاثية السلطة الموزعة بين الوالي والديوان والمماليك وكل منهم يعمل للنهب والسلب والسلطة والنفوذ ولم يكن أمام هذا القهر والاستغلال الا الدعاء عليهم بالدمار والهلاك حيث كانوا يهتفون يارب يامتجلي اهلك العثمانلي. ومن الناحية الاجتماعية كان المجتمع المصري يتكون من طبقة بغيضة في قمتها الاتراك والمماليك وفي قاعدتها الفلاحون الذين يشكلون الاغلبية العظمي من السكان وبين هؤلاء واولئك العلماء والصناع والتجار.. علي المستوي التمييز الديني فقد عاني قبط مصر واصحاب الديانات الاخري قمة الاهانة والاذلال وفرض الجزية عليهم . اما علي مستوي الثقافة والتربية فقد عانت الجمود والتخلف والتطرف حتي الازهر لم ينج من هذا التخلف حيث سادته ثقافة الجمود والخرافة و التي كانت تشكل الثقافة السائدة في الحياة المصرية.. باختصار عاشت مصر في ظل التابعية للخلافة العثمانية الخراب والفساد والدمار والنهب والسلب في كل الميادين والمجالات، وما شهدته مصر شهدته كل الولايات التابعة للخلافة العثمانية التي يراها المعزول انها خلافة الامجاد والانجازات والتي عملت علي رفعة شأن المسلمين والتي يسعي أردوغان الي اعادتها ويحلم بأن يكون هو السلطان الموعود. وهنا نتساءل اليس من المخجل والمفزع بل والكارثي ان تكون الخلافة العثمانية نموذجا للخلافة الاسلامية التي يحلم بها اردوغان وعملاؤه من دعاة الردة والتخلف في مصر وغيرها من بلدان العالم العربي والاسلامي. ومن قبل ومن بعد هل هناك ما يعرف بنظام الخلافة في الاسلام ؟ نترك الاجابة للعالم المستنير الشيخ علي عبد الرازق ففي سفره الخالد الاسلام واصول الحكم الذي تم نشره عام 1925 يقول : انه لايوجد في كتاب الله وسنة رسوله ما ينص علي نظام الخلافة وان الله وضع دينا لا نظاما للحكم، وانه بعد الخلفاء الراشدين لم تقم الخلافة علي الاختيار الحر وانما قامت بقوة السيف وعلي اسنة الرماح وشكلت نكبة علي الاسلام والمسلمين هذا ما قالة العالم المستنير بشأن نظام الخلافة في الاسلام والتي تعرض بسببه لتجريده من شهادة العالمية الازهرية واخراجه من زمرة العلماء بدعوي انه اتي بأمور تخالف الشرع ومع ذلك دخل الشيخ علي عبد الرازق التاريخ من اوسع ابوابه وذهب من هاجمه الي مزبلة التاريخ ونحن علي ثقة باذن الله ان أردوغان وحلفاءه من دعاة الردة والتخلف الحالمين باقامة خلافة حريم السلطان مصيرهم مزبلة التاريخ وسيبقي اسلام السماحة والعدل وستبقي مصر كنانة الله في ارضه بشعبها وجيشها وخير اجناد الارض نموذجا للتضحية والفداء والحضارة والرقي الانساني.. مصر الحديثة المدنية العصرية رغم انف دعاة الردة والتخلف.