الدعم الشعبي للشرطة بداية لتصحيح أخطاء الماضي والعمل علي حماية المواطنين طورت أداء عناصرهاوظهرت بشكل مقبول للجميع تحقيق: خالد عبد الراضي من الوقوف في وجه الشعب بقنابل الغاز والرصاص الحي في الخامس والعشرين من يناير 2011، الي الوقوف بجانبه والاستجابة لرغباته ومطالبه في الثلاثين من يونيه 2013، يبدو أن وزارة الداخلية تعلمت الدرس جيدا وأدركت ان الوقوف الي جانب الشعب وخياراته هو الطريق الصحيح، وأن دورها الحقيقي هو حماية الشعب وأمن البلاد، وهو ما ترجمته الشرطة المصرية علي أرض الواقع في مواجهة خطر الارهاب الذي هدد الأمن القومي لمصر وسلامة المواطنين بعد سقوط جماعة الإخوان المسلمين، بالاضافة الي التعامل الحرفي الذي ظهر جليا في فض الاعتصامات المسلحة بأقل الخسائر البشرية ووفقا للقانون . لم تنته بعد وزارة الداخلية من حربها علي الإرهاب، فمازالت هناك عناصر متطرفة تسعي لاراقة دماء المصريين ومعاقبة شعب بأكمله علي إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته، التي فشلت في تحقيق أحلام وطموحات المصريين، وفي المقابل تواجه قوات الشرطة المصرية هذه العناصر بكل حسم وقوة مدفوعين بدعم وتأييد جموع المصريين، في ظل حالة من الترقب والتخوفات من عودة الدولة الأمنية الي سابق عهدها. دور حقيقي في هذا السياق قال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن التأييد الشعبي لوزارة الداخلية هو احد أهم مكاسب 30 يونيه، وهو ما يدل علي عودة الثقة بين الشعب والشرطة، كما اثبت ان الداخلية تقوم بدورها الحقيقي في حماية الوطن والمواطنين، مؤكدا ان أكاذيب جماعة الاخوان التي روجتها خلال الاعوام الماضية حول التعذيب في السجون والمقابر الجماعية في مقار امن الدولة اكتشفها الشعب وفضحتها ممارسات الجماعة . وأكد علام، ان الداخلية تتعامل مع الجماعات الارهابية المسلحة وفقا للقانون المصري، دون اي تجاوز أو خرق للقانون، كما اثني علي الدور الذي يلعبه وزير الداخلية محمد ابراهيم، في اظهار الوجه الحقيقي لجهاز الشرطة والعمل علي حماية الشعب من الاخطار التي تهدد أمن مصر وأرواح المواطنين. فيما يري اللواء جمال أبو ذكري، مساعد أول وزير الداخلية، ان أداء الشرطة منذ 30 يونيو الي الآن جيد ويستحق التقدير والاشادة، وان الشعب منحها الدعم والتأييد لمواجهة أخطار الارهاب التي هددت أمنه وسلامته، وأثبتت الشرطة انها قادرة علي تحمل المسئولية وحماية الشعب من خطر التطرف والحفاظ علي مكتسبات ثورته، مع الحرص علي عدم إراقة الكثير من الدماء والخروج بأقل خسائر بشرية في المواجهات مع العناصر والتظاهرات المسلحة والتعامل معهم وفقا للقانون. أخطاء الماضي كما أكد أبو ذكري، أن الدعم الذي قدمه الشعب لجهاز الشرطة كان سببا رئيسيا في ظهور قوات الامن بهذا الاداء المشرف، وان استمرار هذا الدعم والتعاون مع قوات الشرطة مطلوب وسيساعد علي تلافي أخطاء الماضي والعمل علي حفظ الامن وحماية المواطن وهو الدور الرئيسي لقوات الشرطة، مضيفا " ليس من المعقول بعد هذا الاحتفاء الشعبي بالداخلية والمصالحة بينهم والشعب أن تعود الداخلية الي سابق عهدها أو تقصر في حماية وحفظ كرامة المواطنين. واستنكر ابو ذكري، ادعاءات بعض منظمات المجتمع المدني بأن هناك مؤشرات تنذر بعودة الدولة البوليسية، وان الداخلية استخدمت العنف المفرط ضد جماعة الاخوان المسلمين، مؤكدا ان الارهاب والعنف لا يواجه الا بالقوة حفاظا علي الشعب والامن القومي ومؤسسات الدولة، مضيفا ان اول مبادئ حقوق الانسان هي ان يعيش المواطن آمنا في وطنه من خطر التطرف والعنف، داعيا قوات الشرطة وجموع الشعب الي عدم الالتفات الي المنظمات التي تتحدث بلسان الخارج ووفقا لاجندات خارجية لا علاقة لها بالوطن والمواطنين. ضغوط عديدة وقال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، ان الداخلية خضعت لضغوط عديدة خلال الفترة الماضية في مواجهة الارهاب والجماعات المتطرفة، الا انها في الوقت نفسه طورت من أداء عناصرها في التعامل مع الاحداث والمواطنين وظهرت بشكل مقبول للجميع والتفت حولها الجماهير وساندتها في مواجهة التنظيم المسلح . وأضاف شعبان، يجب علينا ان نفرق بين العمل السياسي الذي يجب ان يتسم بالسلمية، وبين أعمال العنف والارهاب قائلا : " انا في قلب العمل السياسي وضمن صفوف المعارضة ولم أشعر خلال الفترة الماضية بأي تهديد او اخطار أمنية وكذلك المواطنون العاديون في تعاملهم مع جهاز الشرطة، لكن من يستخدم العنف وسيلة لتدمير وتخريب أجهزة الدولة ومتهمون بالتخابر لصالح دول أجنبية يجب مواجهتهم بكل حسم دون تهاون او التفات لدعوات مشبوهة، مضيفا أن الدول التي تقف الي جانب الاخوان لا تقبل بوجود تنظيمات مسلحة علي أرضها وتتعامل معهم بالقوة وجميع اساليب العنف دون ان نسمع نعرات وصراخ منظمات حقوق الانسان . وحمل شعبان، جماعة الاخوان المسلمين المسئولية عن أي تجاوزات أو استخدام للعنف ضد عناصرهم المسلحة، مبررا ذلك بأن هذه الجماعة تقتل شباب وجنود الوطن، مشيرا الي ان هناك منظمات تعمل وفق اجندات خارجية، تتصيد الاخطاء لجهاز الشرطة وتسير علي نفس نهج ومواقف الدول المانحة للتمويل دون النظر لاعتبارات الامن القومي ودماء المصريين. حرب حقيقية فيما وصف المحامي نجاد البرعي، مدير المجموعة المتحدة للمحاماة، مايحدث بالحرب بين قوات الشرطة والمجموعات المسلحة، وان في هذه الحالات لا حديث عن تجاوزات، مؤكدا ان وزارة الداخلية مثل غيرها من المؤسسات بها من يلتزم بالقانون ويؤدي دوره علي اكمل وجه وبها أيضا بعض التجاوزات والعناصر غير المنضبطة، مضيفا : " علي من يدعي ان هناك مؤشرات علي عودة الداخلية الي ما كانت عليه في الماضي ان يقدم دلائل مادية علي ذلك، وان الوقت الراهن في ظل المواجهات الدائرة مع الاخوان المسلمين ليست مقياسا او دليلا علي هذه الادعاءات" . وقال البرعي، ان مايحدث في الوقت الراهن من احتواء الشعب للداخلية وقوات الامن ومساندتها ودعمها يجني ثماره يوما بعد الاخر، ويظهر بوضوح في تعامل الشرطة مع المواطنين، مؤكدا ان هذا التعاون والاحتواء هو السبيل لتلافي اخطاء الماضي وعدم الرجوع الي الخلف. هناك فرق ويري المحامي والناشط الحقوقي محمد فاروق، أن التعامل الأمني اختلف كثيرا عن الماضي، ويبدو ان وزارة الداخلية تعلمت الدرس جيدا وتسير في اطار القانون منذ 30 يونيه الي الان، موضحا ان قوات الامن قامت بالتدرج في استخدام السلاح اثناء فض الاعتصامات وفي المواجهات مع مسيرات الاخوان غير السلمية حتي الان, موضحا ان الداخلية لم تستخدم الذخيرة الحية الا بعد استخدام العناصر الاخوانية للاسلحة الالية والرصاص الحي, مشيرا الي دعوة منظمات المجتمع المدني وعدد من الوكالات الاجنبية لمراقبة عملية فض الاعتصام، وان كل هذه الامور تدل علي ان الداخلية تريد العمل في اطار القانون. ومن ناحيه اخري يري فاروق، ان هناك بعض التجاوزات المتعلقة بالمحاضر التي تحرر للمقبوض عليهم، حيث أكد ان هناك الكثير من المتهمين يتم تلفيق ستة اتهامات جاهزة لهم، ليس لها علاقة بالواقع، علي حد وصفه، وان الكثير منهم وجهت لهم تهم حمل السلاح ومهاجمة المنشآت لمجرد وجودهم في محيط الاشتباكات، بالاضافة الي من يتم القبض عليهم بتهمة اختراق حظر التجول وايضا توجه لهم تهم متعلقة بالارهاب وحيازة السلاح. ومن جانب آخر قال حسن عسل، أحد أهالي منطقة بين السرايات الذين ساندوا قوات الشرطة في المواجهات مع العناصر المسلحة اثناء وبعد فض اعتصام النهضة، ان جميع أهالي المنطقة وقفوا الي جانب الشرطة علي قلب رجل واحد، بعد ان شاهد الجميع بأعينهم الجماعة الارهابية التي كانت تحكم مصر، مؤكدا ان هذا الدعم الشعبي سيستمر الي ان تعود الداخلية لحفظ الامن وحماية المواطنين، موضحا ان الشرطة اصبحت تفرق بين البلطجي والمحترم وتعامل المواطنين بحب واحترام متبادل.