ينظم اليوم الأربعاء الموافق 11 سبتمبر، 1 توت، طبقاً للتقويم المصري، عدد من المثقفين والفنانين والكُتاب، والمهتمين بالتاريخ المصري، رحلة نيلية بالقاهرة، احتفالاً بمناسبة رأس السنة المصرية لعام 6255 . وقد بدأ التقويم في مصر بالسنة الفيضانية، ثم بالسنة النجمية التوتية لأسباب فلكية وجغرافية خاصة بها، وكان ذلك سنة 4241 ق.م. سجل قدماء المصريون اهتداءهم للسنة والتقويم من خلال أسطورة "خلق السنة" في هرم أوناس. احتفل المصريون باختراعهم للتقويم، كعيد رسمي في بداية (رأس) السنة، باسم "وبت-رنبت". كانت مواعيد التقويم منضبطة في البداية، إلا أنه بمرور الوقت، وإهمال بعض الحكام، ترحلت مواعيد الشهور، حتي بلغ الأمر أن ابتعدت مواعيد بداية السنة عن مواعيد الفيضان، واقتربت من مواعيد أعياد الشمس أو ما نعرفه الآن بالربيع، حيث دمجت الأعياد كلها تحت إسم عيد الأنهار "ني-يارؤو"، كما في الكتابات الديموطيقية المتأخرة والقبطية. بالغزو الفارسي لمصر حوالي 525 ق.م، كان عيد الأنهار يحتفل به مع إضافة حرف (س)، تأثرًا بالوجود الفارسي واليوناني، بينما نطقه الفرس "نيروز" وأصبح لهم عيدًا في أوطانهم، وبدأوا به تقويمًا شمسيا مشابهًا للتقويم المصري. التقط الرومان من الفرس فكرة وبداية التقويم الفارسي، فبدأ تقويمهم أيضًا اعتبارًا من فصل الربيع، أو ما يقابل بداية شهر أبريل، ومن هنا أصل ما يسمي ب "كدبة أبريل"، حيث قام الإمبراطور الفرنسي بتغيير بداية التقويم الروماني، لتصبح في يناير بدل أبريل، وعندما لوحظ عدم تطبيق الأمراء للنظام الجديد، كان يرسل إليهم هدايا خادعة، حتي التزموا، بينما بقيت تقاليد كذبة أبريل وانتقلت لطرافتها إلي بقية الشعوب. وبذلك فالسنة المصرية هي: ( السنة الفيضانية- السنة التوتية- عيد رأس السنة "وبت-رنبت"- عيد الأنهار "ني-يارؤو"- عيد الربيع "النيروز") وفي هذا الإطار أقيم امس، بمدينة المنصورة وتحت رعاية محافظ الدقهلية اللواء عمر الشوادفي بمكتبة مصر العامة ندوة واحتفالية بهذا الصدد، كما أدار الدكتور وسيم السيسي ندوة أخري أيضا في وزارة الثقافة المصرية باللغة الإنجليزية حول نفس الموضوع. وستقام يوم 15 من الشهر الجاري، ندوة الإسكندرية، بمركز الإبداع. وفي يوم 20 ستقام ندوة اخري بمركز "كرمة ابن هانئ" بيت أحمد شوقي بالجيزة.