بناء علي طلب من الدكتور رفعت السعيد أرسل السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رسالة إلي قادة وأحزاب دول أمريكا الجنوبية، حول حقيقة الأوضاع في مصر وفيما يلي نص الرسالة: تهديكم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ أحر التحيات النضالية، وتتمني لكم ولشعبكم الازدهار والتقدم الاجتماعي في الميادين كافة، وإذ نحن نقدر عالياً مواقفكم المتقدمة حيال ما يجري في هذا العالم من أزمات وصراعات، وخصوصاً إزاء شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية بالعودة وحق تقرير المصير والدولة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس. ننقل لكم تحيات القوي الثورية الوطنية الديمقراطية، واليسارية والتقدمية والعلمانية المصرية، وفي مقدمهم حزب التجمع الوحدوي التقدمي الذي حملنا بحكم ما يربطنا معكم من علاقات كفاحية تاريخية، إيضاح وتبيان حقيقة ما يجري في مصر العروبة؛ بعد ثورة 25 يناير 2011، ومن صراعات ثورية وتحولات ديمقراطية وبالأخص ثورة 30 يونيو 2013 لتصحيح مسار ثورة يناير. وفي هذا نؤكد لكم أن ما جري ويجري في مصر الآن هو مسار طبيعي انتقالي نحو هوية مصر، الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية، دولة القانون والمساواة، المواطنة والعدالة الاجتماعية لجميع المصريين، ولشعب مصر بكل أطيافه ومكوناته وفئاته، وبلا أي إقصاء أو تمييز، من حيث الدين والطائفة أو المذهب أو الجنس. وعلي الضد من الحكم الديني الفاشي الذي أراده مرسي وحزب الإخوان المسلمين، والذي جسد بالممارسة شخصية الرئيس للحركة الإخوانية اليمينية فقط، وليس لمصر كلها، إن من حيث الدولة الدينية من لون واحد، أو الإقصاء للقوي الثورية الوطنية والديمقراطية اليسارية والتقدمية (تلك التي ساهمت بحمل مرسي إلي الحكم في مواجهة شفيق الذي هو في امتداد مبارك) عبر محاولات أخونة الدولة وأسلمة المجتمع، والتنكيل بقوي المعارضة الثورية الوطنية واليسارية، والطوائف الدينية الأخري، الأقباط المكون الاصيل والتاريخي من مكونات الشعب المصري وتاريخ مصر. ناهيكم عن الموقف المتخلف والرجعي من المرأة نصف المجتمع، وأكثر من ذلك محاولة حكم الإخوان استبدال نظام استبدادي (مبارك)، بآخر ديني فاشي (إخواني)؛ بضيق أفق لا مثيل له وانعدام حس سياسي، وبلا أي برنامج يستجيب لقضايا الشعب المصري من "حرية وخبز وكرامة وديمقراطية وعدالة اجتماعية" أهداف ثورة 25 يناير، وما إلي ذلك من أمور تجلّت بشكل ساطع لا لبس فيها في بحر السنة لحكم مرسي الإخواني الإسلامي السياسي اليميني، وفي هذا أعلنت القوي الثورية المصرية: إن فترة السنة كانت كافية لانكشاف طبيعة الإسلام السياسي، التي لا تري سوي السيطرة علي السلطة وأخونة الدولة والمجتمع. أما حاجة وهموم الشعب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية فلا مكان لها في أجندة الإسلام السياسي المتحالف وقوي الإمبريالية الأمريكية والرأسمال العالمي والنيوليبرالية، علي حساب حقوق شعب مصر والأمة العربية وحاجتها للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والأمن القومي والاجتماعي. وإذ لا يتسع المجال هنا للتعريف بدقة شاملة لتجربة حكم مرسي وحزبه، فثمة الكثير من الغرائب والحماقات والسلوكات الفاشية، وانعدام الحس والمسئولية الوطنية والقومية، التي تجلت بوضوح في بحر هذه السنة، ولما كان قد أُتيح للإخوان الفرصة تلو الفرصة من دعوات الحوار المتكررة التي أطلقتها القوي الوطنية والديمقراطية (جبهة الإنقاذ الوطني، القوي الثورية وحركة تمرد)، من أجل تصحيح المسار، وآخرها مبادرة الجيش المصري التي انحازت لثورتي 25 يناير و 30 يونيو وأغلبية تيارات وملايين الشعب المصري، بما فيها تيارات دينية، من أجل عملية إنقاذ للثورة ومبادئها وغاياتها. ما كان من حكم الإخوان من رد فعل سلبي وصلف علي كل هذه الفرص والمبادرات الداعية إلي وقف العنف والاعتداء علي المؤسسات العامة والخاصة، واستئناف الحوار السياسي وعودة العملية السياسية والمشاركة السياسية لكل قوي الثورة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية. سوي مزيد من التمترس والتطرف والرفض، لا بل حملات من التخوين والتكفير والتهديد والتنكيل بقوي المعارضة، الأمر الذي قاد بالضرورة إلي ثورة يونيو التي حملها ما يقارب الأربعين مليون مصري، بما فيها الجيش، وتلك الخارطة والعملية السياسية التي جاءت بديلاً لحكم الإخوان دستورياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، من أجل هوية مصر الحديثة والديمقراطية. إننا نتوجه لكم ولكل الرفاق والأصدقاء في أمريكا الجنوبية والكاريبي لفتح لقاءات وحوارات مباشرة مع القوي الثورية المصرية الديمقراطية الوطنية واليسارية، وهم جميعاً جاهزون لاستقبالكم في مصر، والاستجابة لدعواتكم في بلادكم المناضلة. النصر للشعوب والمجد للمناضلين