مواطنون : نعيش بالشارع منذ أسبوعين وسط تجاهل المسئولين .. واضطررنا لقطع الطريق للفت الأنظار كتب محمد البدري: علي مدار أكثر من اسبوعين اضطُرت 28 أسرة من فقراء أهالي منطقة كرموز للعيش بالشارع ، بعد حدوث تصدعات خطيرة في سبعة عقارات متهالكة كانت تأويهم ، إلي أن انتهت بمأساة انهيار ثلاثة من تلك العقارات ، وذلك بسبب قيام أحد مالكي تلك العقارات بالتنقيب عن الآثار أسفل منازلهم لعمق 15 مترا ، دون أي تحرك من الجهات المعنية لانهاء معاناة المواطنين . الأهالي رصدت مأساة أهالي شارع القطبي بمنطقة كرموز والذين انهارت ثلاثة من منازلهم الخميس الماضي ، حيث أكدوا تقدمهم بشكاوي عديدة وبلاغات متكررة لقسم شرطة كرموز وحي غرب الإسكندرية ، قبل انهيار منازلهم ، بشأن قيام أحد ملاك العقارات بالتنقيب عن الآثار ، إلا أن تلك البلاغات والاستغاثات لم تلفت انتباه أي من المسئولين لشكواهم حتي بعد انهيار منازلهم. يقول صبري حسن ، أحد سكان العقارات المنهارة ، نحن نعيش أسبوعين في تلك المعاناة ، قبل أن تنهار العقارات ، ولا نستطيع أن نمارس أيا من سبل حياتنا الآدمية ، حيث قامت شركة المياه بقطع الخدمة عن الحارة الفقيرة التي تضم منازلنا فور انهيار العقارات بسبب تأثر شبكة مياه الشرب بالانهيارات ، مطالبين السكان بالقيام برفع أنقاض منازلهم حتي تعود الخدمة . ونفي أن ما تردد حول زيارة أي من محافظ الإسكندرية المستشار محمد عطا عباس ، ونائبه الدكتور حسن البرنس ، للمنطقة ، متهما إياهم بالتخاذل في رفع معاناة المواطنين ، قائلا ” حسن البرنس فضل ركوب “بسكلتّه” في يوم رياضي بدلا من أن يأتي إلينا ، وكل ما يشاع عن زيارة المسئولين لنا هو كذب وافتراء”. ووسط أنقاض العقارات جلس رجل مسن في منتصف العقد السادس من العمر ، لا تكد تري ملامح وجهه وسط تجاعيد الشقاء التي ارتسمت علي وجهه ، روي المواطن ” البرنس محمد ” ذو ال 66 عاما معاناته باكيا ، قائلا ” انا من سكان العقار رقم 33 الذي انهار وضاعت معه كل متعلقات قاطنيه ، حيث اضطررت أن اجلس بالشارع بملابسي التي ارتديها طيلة اسبوعين ، دون أن يراعي أي مسئول كبر سني أو مرضي ،خاصة وأني أعاني من أمراض السكر والكبد ولا يعينني علي العيش سوي مبلغ المعاش ، بعد أن توفي ابني الوحيد ، ولا أجد مكانا آخر يأويني “. وتضيف عايدة محمد ، من سكان أحد العقارات المنهارة ، باكية علي ضياع مأواها الوحيد ، أن أكثر ما يفطر قلبها هو أن مستقبل ابنتيها اللتين تدرسان بالمرحلة الإعدادية بات مهددا بالضياع ، بعد أن ذهبت كل أوراقهم وكتبهم التعليمية تحت الأنقاض ، بالرغم أنهم مقبلون علي فترة امتحانات ، مما اضطرهم أن يكملوا مذاكرة دروسهم بالشارع “. فيا وصفت عبير السيد أحد أهالي المنطقة ، المسئولين بالمحافظة بأنهم سفراء للموت ، مؤكدة أنهم لا يتحركون إلا بعد وجود ضحايا تحت الأنقاض ، وكأن الأمر أشبه بصفقة توريد بين الجهات التنفيذية ومشرحة المحافظة ، مضيفة أن الأهالي اضطروا لقطع الطريق احتجاجا علي تجاهل الجهات التنفيذية لهم ، في محاولة يائسة منهم بعد أن ضاقت بهم كل السبل لرفع معاناتهم . وأكدت شيماء محمود ،من أهالي المنطقة علي مطالبهم بضرورة توفير مساكن بديلة لحين نظر الجهات التنفيذية في إعادة بناء مساكن أخري محل سكنهم الأصلي ، ومحاسبة المتسببين في انهيار عقاراتهم ، وإحداث تصدعات خطيرة فيما تبقي من عقارات بذات الشارع مما يعرض عشرات الأسر لخطر الموت أو التشرد . وأوضح الناشط الحقوقي عبد العزيز الشناوي منسق المنظمة المصرية لمراقبة حقوق الإنسان أنه وفق الإحصاءات الأخيرة بمحافظة الإسكندرية ، فقد تعرض أكثر من 125 عقارا بالإسكندرية للانهيار خلال عام 2012 ، من بينهم نحو 40 عقارا بعد تولي الدكتور محمد مرسي منصب رئاسة الجمهورية ، وبلغ عدد العقارات المنهارة بالمدينة الساحلية منذ ثورة يناير نحو 1430 عقارا، مضيفا أنه في الوقت نفسه لايزال نحو 60 ألف مبني معرضة للانهيار و 58 ألف مبني مخالف بينها مايزيد علي 18 ألف عقار تم بناؤها بعد ثورة يناير بمختلف أحياء المحافظة. وحاولت الاهالي الاتصال بالمحافظ ونائبه إلا إن محاولتها باءت بالفشل، يذكر أنه قد انهار مساء الخميس الماضي، 3 عقارات بمنطقة كرموز غرب الإسكندرية دون حدوث إصابات ، وذلك نتيجة تصدعها إثر قيام عاطل وآخرين بأعمال التنقيب عن الآثار بأحد العقارات المجاورة لها . وكان رجال الأمن بمديرية أمن الإسكندرية قد ألقوا القبض ،علي المدعو ” أحمد . ح ع ، 29 سنة ،عاطل ” إثر قيامه بالتنقيب عن الآثار أسفل العقار رقم 35 شارع القطبي دائرة قسم شرطة كرموز مما تسبب في تصدع االعقار وعدد 5 عقارات أخري مجاورة أرقام أرقام ” 33- 34- 36- 37 “والعقار رقم 45 شارع المازني ، بمنطقة كرموز .