اتجهت الأنظار عقب تفجيرات بوسطن الاثنين الأسبق إلي البحث عن متهمين من بين الجهاديين العرب والإسلاميين، وتنظيم القاعدة، وسارعت عدة صحف أمريكية إلي توجيه اصبع الاتهام إلي اثنين من المغاربة وإلي الطالب السعودي الذي اصيب في التفجير. وانتقد الكاتب الأمريكي «اليسون ليك» في مقال له نشره موقع «مروكوو ردنيوز» ما اسماه انعدام المهنية في وسائل الإعلام الأمريكية لمسارعتها لأسباب تجارية محضة لتوجيه اصابع الاتهام إلي مغربيين وسعودي، واستشهد في هذا السياق برأي الكاتب الموريتاني محمد مختار حين قال «نحن جميعا يشتبه بهم، وبالتالي من المحتمل أن تكون ببساطة مذنبا في أي شيء بحكم الدين أوالعرق». وكانت المباحث الفيدرالية الأمريكية قد ألقت القبض علي شقيقيين من أصل شيشاني، يعيشان في الولاياتالمتحدة منذ نحو عشر سنوات، قتل أحدهما أثناء المواجهة مع الشرطة الأمريكية، ويدعي «تمرلان تسارنايف» وأصيب الثاني واسمه «جوهر تسارنايف» باصابات خطيرة، وقد اسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة نحو 170 شخصا.. وتفاوتت ردود فعل الصحف الأمريكية حول تلك التفجيرات ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن توجيه اصبع الاتهام لاثنين من الأمريكان من أصل شيشاني، سوف يسهم في تعقد الدبلوماسية الأمريكية- الروسية بشأن الأزمة السورية. وأوضحت الصحيفة أن الربط بين تفجيرات بوسطن والسعي الشيشاني من أجل الاستقلال عن روسيا سيساهم في ارتفاع حدة المعارضة الروسية لأي تدخل خارجي في سوريا، ويعرقل التوجه نحو تسليح المعارضة السورية. وذكرت صحيفة واشنطن تايمز أن الشيشان أصبحت مرتعا للتطرف الإسلامي منذ أن فشلت محاولتها للاستقلال عن روسيا، وأنها المرة الأولي التي ينتقل فيها الصراع الروسي – الشيشاني ليوجه إلي أهداف أمريكية.. وأشارت مجلة نيوزويك إلي أن تنظيم القاعدة قد يشعر بسعادة غامرة من تفجيرات بوسطن، حيث إن المشتبه بهما من أصل شيشاني ولا علاقة لهما بتنظيم القاعدة لكن سيتم تمجيدهما كأبطال للجهاد الإسلامي العالمي. ومما يذكر أن الدورة 117 لماراثون بوسطن التي شهدت الانفجارات في شمال شرقي الولاياتالمتحدة، وتعد بوسطن هي عاصمة ولاية من أهم الولاياتالأمريكية هي ولاية «ماسا تشوستس» ، ويعود تاريخ هذا الماراثون إلي عام 1898، ويفترض أن المدينة كانت تشهد حضورا أمنيا مكثفا متواكبا مع بدء الماراثون.. أعادت تفجيرات بوسطن للأمريكيين أجواء الحادي عشر من سبتمبر 2001 الكئيبة، ومازالت التحقيقات تجري للتوصل إلي كيفية اختراق هذا العمل الإرهابي لكل الإجراءات الأمنية التي كانت تحيط بالماراثون الشهير.