أثارت الحملة المعادية للتطرف الديني الإسلامي لوزارة الداخلية في ألمانيا الاتحادية، رفض التيار المتشدد لها ،واصفين إياها بالإهانة ،في حين عبر عنها معتدلون بالقلق لأنها تضع المسلمين في بوتقة واحدة .وقد تزايد القلق في أوساط المجتمع الألماني المقيم علي أراضيه أربعة ملايين مسلم من المهاجرين ،من المتطرفين عقب استخدام مطار «هامبورج» كقاعدة في الانطلاق لإحدي الطائرات الثلاث التي شنت العمليات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 . عكست تصريحات مسئولين ألمان الكثير من القلق لسهولة تجنيد المتطرفين للشباب المهاجر عبر شبكات الانترنت ،وكان أبرزها حادثة اغتيال شاب مسلم من ألبان كوسوفو العام الماضي لاثنين من جنود القوات الأمريكية بمطار «فرانكفورت» بعد تجنيده واعداده علي أيدي متطرفين ،وفق بيانات الأجهزة الأمنية. وتتعرض الملصقات المناهضة للتطرف الديني والتي ستبدأ حملتها من وزارة الداخلية الألمانية يوم 21 سبتمبر الجاري، بصورة علي الملصق لأربعة أشخاص من صنع الخيال: فاطمة، حسن والمواطن الألماني فرانك الذي اعتنق الدين الاسلامي، وكذلك أحمد، وعبارة مكتوبة باللغات العربية والتركية والألمانية: هذا شقيقي حسن، أفتقده ولم أعد أراه وأتعرف عليه بالكاد، لقد بات في عزلة ويوما عن يوم يصبح متشددا ومغاليا علي أيدي المتعصبين والمتطرفين من الجماعات الارهابية، فاذا كنتم تواجهون شيئا مماثلا عليكم الاتصال بمراكز مكافحة التطرف بأرقام تليفوناتها . وسيتم لصق هذه الملصقات بكبريات المدن الألمانية الموجودة والمقيم بها أغلبية من المهاجرين العرب والأتراك. وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها ردا علي 4 روابط اسلامية من أصل ستة انسحبت من المبادرة بعد تأييدها ،علي أن مبادرة الحكومة الألمانية تهدف لربط الجسور وزيادة عمليات التكامل لأبناء المهاجرين في طيات المجتمع الألماني، إلا أن الروابط الأربعة المنسحبة من المبادرة ردت ببيان ،أعربت فيه عن أن الربط الدائم بين الدين الاسلامي واستحدام العنف وخطوط السياسات الأمنية الوقائية المتبعة من شأنه أن يؤدي لمفاهيم خاطئة وزائفة ،علي خلفية انعدام ثقة موجودة بين المقيمين المهاجرين (وتحديدا الأتراك) عقب فشل السلطات الأمنية في التعاطي مع ظاهرة النازيين الجدد وعمليات القتل التي نفذها هؤلاء ضد أصحاب محلات تجارية تركية . وهو أمر بالقطع ليس منعزلا عن صعود تيار اليمين المتشدد والمعادي للأجانب علي خلفية أزمة اقتصادية وارتفاع ظاهرة البطالة وسط الشباب الألماني ،وما يتحمله دافعو الضرائب من الشعب الألماني من جراء سياسات اليمين المحافظ لحكومة ميركل في احتواء وانقاذ أزمة منطقة دول اليورو وعمليات الضخ المالي لدول بها. الا أن الأجهزة الأمنية الألمانية تصف حالات القتل بين المهاجرين علي أنها تصفية حسابات بين عناصر الجريمة المنظمة .وعلي صعيد التعاون الأمني الاسرائيلي والأمريكي الأوروبي، أعلنت عدة دول أوروبية من بينها بلغاريا عن اتخاذ اجراءات أمنية صارمة بعد طلب من الأجهزة الأمنية الاسرائيلية ،تحسبا لتكرار العملية الانتحارية الارهابية التي وقعت في 18 يوليو الماضي بمدينة بورجاس البلغارية، بتفجير أتوبيس سياحي اسرائيلي، راح ضحيته 8 سائحين اسرائيليين، والسائق البلغاري المسلم الأصل ،بالاضافة لاصابة العشرات منهم ،واتهمت الحكومة الاسرائيلية «حزب الله» بوقوفه وراء العملية المذكورة، بتأييد ايراني (لم تعرب السلطات البلغارية حتي الآن عن هوية المرتكبين والجهة المنفذة سوي الاكتفاء باستمرار التحقيقات حتي منتصف سبتمبر الجاري )، وحيث سارعت أجهزة اعلامية بلغارية باعلان ،أن الموساد الاسرائيلي التقط مكالمة تليفونية بين بورجاس ولبنان ليلة العملية المذكورة ، الا أن مصادر تشير بخلافات بين صوفيا وتل أبيب وأجهزة أمنية أوروبية لرفض صوفيا ابتزاز اسرائيل باتهام “حزب الله ” وهو ما عكسته تصريحات رئيس الوزراء البلغاري علي أن بلاده ترحب باستضافة العرب والاسرائيليين ولا دخل لها بنزاع علي أي أصعدة بمنطقة الشرق الأوسط.. وستنبئ الأيام القليلة القادمة في انتظار اعلان السلطات البلغارية عن الفاعل والجهة المنفذة في تطورات تلك القضية وانعكاساتها الأمنية والسياسية والاقتصادية.