رفضت الحركات التعليمية، ومنها نقابة المعلمين المستقلة، واتحاد المعلمين المصريين، ورابطة «معلمون صامدون» والمجلس الوطني للتعليم، وثورة المعلمين، وروابط معلمي بني سويف وكفر الشيخ وإيتاي البارود والغربية رفضت جميعا قرار وزير التربية والتعليم الصادر أمس الأول بصرف نسبة 100% من أساسي المرتب علي مرحلتين في أكتوبر ويناير. ونظم المعلمون مظاهرة ضمت عدة آلاف منهم من غالبية المحافظات أمام مجلس الوزراء تحت شعار «ثورة المعلم» وأعدوا المكان للاعتصام حتي نهاية الاسبوع الجاري. ويطالب المعلمون بكادر حقيقي وعودة تكليف خريجي كليات التربية، وتثبيت المؤقتين والعاملين بالحصة، وبحد أدني للأجور ثلاثة آلاف جنيه وهم يتعهدون بالمقابل بالالتزام بتجريم الدروس الخصوصية التي تكلف الاسر المصرية نحو 17 مليار جنيه في العام بينما تعيش غالبية من المعلمين حياة بائسة. هتف المعلمون «حد أدني للأجور للي ساكنين في القبور وحد أقصي للأجور للي ساكنين في القصور» ويلخص هذا الشعار مطلبا عاما للعاملين جميعا تتجاهله حكومة الاغنياء ولن يكلف تطبيقه إلا اغضاب الاغنياء. تصل ميزانية التعليم في كل مراحله إلي 64 مليار جنيه بما يوازي 12% من الدخل القومي وهو ما يساوي 2000 جنيه لكل تلميذ في العام بينما تنفق الدول المتقدمة ما بين 5 آلاف و6 آلاف دولار لكل تلميذ وتنفق اسرائيل 3 آلاف دولار لكل تلميذ. يتحدث رئيس الجمهورية عن برنامج للنهضة ونذكره انه حين قرر «مهاتير محمد» وحزبه ان يطلقا نهضة ماليزيا بدءاً بالتعليم والبحث وخصصا ميزانية طورائ لها تصل الي 25% من الدخل القومي.. ونهضت ماليزيا حتي شكلت الصناعة 85% من صادراتها ولكن كل الدلائل تشير إلي أن برنامج نهضة مرسي ليس الا موضوعا للانشاء. وفي مصر ايضا طالب وزير التربية والتعليم المعلمين المتظاهرين بتفهم طبيعة المرحلة والتنازل عن مطالبهم العادلة التي تشكل حدا أدني للحقوق ومن أجل حياة كريمة. ولا يطلب المسئولون هذا الطلب نفسه عن رجال الاعمال خاصة من الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة التي تحصل علي هذه الطاقة مدعومة من ضرائب الفقراء ومع ذلك تبيع منتجاتها بالأسعار العالمية وتحقق أرباحا تفوق المعدل العالمي مرات ومرات. خرجت مظاهرات المعلمين واعتصاماتهم ومطالبهم من رحم منظماتهم الجديدة التي انضجتها ثورة 25 يناير وتركت خلفها نقابة المعلمين البائسة رغم أنها تضم مليونا وثمانمائة ألف معلم لكن هيمن عليها دائما حزب السلطة من «مبارك» لمرسي ووقف نقيبها الاخواني يتفرغ والمعلمون يشقون طريقهم الطويل نحو حقوقهم وكرامتهم وأهدافهم العادلة التي يعرفون جيدا ان هناك ابوابا لابد ان تطرقها الحكومة لتمويل مطالبهم دون تكاليف باهظة. فقم للمعلم وفه التبجيلا ..كاد المعلم أن يكون رسولا.