مازالت الاخفاقات المخجلة للبعثة المصرية في لندن 2012 مستمرة بشكل يدعو للريبة والدهشة مما يؤكد مدي التخبط والعشوائية والفهلوة والمحسوبية التي تدار بها الاتحادات الرياضية.. واتحاد كرة القدم هي جزء أصيل منها وليس بمنأي عن المنظومة التي ثبت يوما بعد يوم وبطولة بعد بطولة ودورة بعد الأخري السطحية التي تتعامل بها.. وخروج المنتخب الأوليمبي أصاب الجميع بخيبة أمل كبيرة بعد أن أطاح به المنتخب الياباني وتفوق عليه في كل النواحي البدنية والمهارية والتكتيكية والتهديفية واكتفي بثلاثية نظيفة ودع بها المحفل الأوليمبي في دور الثمانية الذي وصلنا إليه بعد غياب 28 عاما.. مما يبرز عورات الكرة المصرية وتدفع الجماهير فاتورة الاختيارات الخاطئة التي غالباما تتحكم فيها المصلحة الخاصة علي المصلحة العامة بوجود أهل الثقة وليس أهل الكفاءة فالقيادة الفنية للمنتخب يرأسها هاني رمزي تتحمل مسئولية الإخفاق الكبير لفشلها في استغلال القدرات الفنية العالية والمواهب المتميزة لكثير من عناصر الفريق وذلك لضحالة الفكر التدريبي الذي لم يرتق لمستوي الحدث أو المحفل الأوليمبي الكبير والمؤشرات التي سبقت المشاركة في لندن 2012 تؤكد بأن الفريق لن يستطيع الذهاب بعيدا في منافسات كرة القدم بالدورة والاكتفاء بالمقولة الشهيرة «التمثيل المشرف» التي سئمنا منها وذلك من خلال المعسكرات المضروبة التي تمت علي مرأي ومسمع من السادة موظفي الجبلاية الذين أصبحوا في غفلة من الزمن مسئولين عن قيادة سفينة كرة القدم المصرية فأوصلوها إلي الهاوية.. فالمحصلة جاءت هزيلة ومخجلة وتبددت الآمال في تكرار إنجاز دورتي 64 و28 بالوصول لدور الأربعة والتطلع لإحراز ميدالية أوليمبية. إن ما يشاهده ويتابعه العالم أجمع من منافسات مثيرة في لندن 2012 وتحطيم الأرقام العالمية والأوليمبية في كل الألعاب التي وصلت إلي 36 لعبة يؤكد مدي الفارق الكبير بين ما نمارسه وما يمارسه العالم حولنا ويوضح الفكر العقيم الذي تدار به المنظومة الرياضية في مصر.. والأمثلة عديدة سوف تلقي «الأهالي» الضوء علي بعض من حطموا الأرقام القياسية، في رفع الأثقال الكازاخستاني إيليا إيلين في وزن 98كجم يحقق رقم قياسيا عالميا يرفع 233كجم ومواطنته سفيتلانا في وزن 75كجم تحقق رقما أوليمبيا جديدا لرفع 161كجم.. وفي الرماية بندقية حرة انبطاح 50 مترا يحقق الروسي أليكس كليموف 592 محرزا رقما قياسيا عالمي جديدا، وفي السباحة 200 متر صدر تحقق الأمريكية ريبيكاسوني زمن قدره 20:2 كما رفع السباح الأمريكي مايكل فيليبس رصيده في الميداليات الأوليمبية الذهبية 21 آخرها في سباق 100 متر فراشة بزمن 21.51 ثانية.. كما حققت الصينية شيوان يي رقما أوليمبيا وعالميا جديدا في سباق 400 متر فردي متنوع بزمن قدره 43:28:4، في القوس والسهم أحرز الفريق الكوري الميدالية الذهبية محققا رقما قياسيا عالميا قادره 2087 ونفس القصة يكررها الكوريون في الفردي رجال من خلال اللاعب دونج هيون إيم برقم 699.. مازالت المنافسات قائمة وتحطيم الأرقام مستمرا مما يضفي علي الدورة الأوليمبية متعة وإثارة وتشويقا.