اتهم صناع الأدوية الدولة بجميع مؤسساتها بتجاهل واحدة من أهم الصناعات الوطنية ألا وهي صناعة الأدوية، وهي صناعة ذات بعد قومي منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر مما أدي إلي غلق كثير من المصانع وتشريد آلاف العمال علي سبيل المثال وليس الحصر بمحافظة الوادي الجديد. وتؤكد الدكتورة ندي صبري أبوالحديد أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة أننا أمام كارثة حيث إنه تم غلق أكثر من عشرة مصانع في هذا العام. وتوضح الدكتورة غادة رجب أستاذة الدراسات والبحوث التجارية جامعة جنوبالوادي أنها توجه الاتهام إلي البنوك أولا لأنها أهملت في تمويل صناعة الأدوية والتركيز علي تمويل مجالات بعينها وذلك لصالح شريحة محددة من رجال الأعمال في النظام السابق. وتري الدكتورة ياسمين إبراهيم – أستاذة الصيدلة جامعة القاهرة: أن الدولة تقف عقبة أمام النهوض بصناعة الأدوية في حين نري أن دولة أفريقية مثل مالي تدعم صناعة الأدوية بدلا من اللجوء إلي سياسة التمويل المفتوح التي ستؤدي بنا إلي انهيار كامل لهذه الصناعة الوطنية. ويضيف المهندس إسلام صبري – عضو إدارة غرفة الأدوية – أن الحكومة كان ينبغي عليها القيام بدور في مساندة المصانع بعد الثورة. وتقول الدكتورة صفاء شعبان – مسئولة بمجموعة طبية – لقد انخفضت نسبة التعاقدات السنوية مع الدول الأفريقية ووصلت إلي 10% بينما كانت في الأعوام السابقة 100% أي أن هناك أيدي خفية تتلاعب في القضاء علي صناعة الأدوية التي تساهم في موازنة الدولة بعشرة مليارات دولار سنويا. وتقول مروة السيد – طبيبة بشركة ابيسكو: إن السوق المصرية تعاني تخبطا وارتباكا وترجع السبب إلي الإخوان المسلمين الذين يساهمون في ارتباك الاقتصاد المصري بكثير من المليونيات التي ساهمت في هز الثقة في المنتج المصري. وتشير ندي سعد البحيري – أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة جنوبالوادي – إلي إن الدولة مطالبة بأن تساعد في التسويق للدواء عن طريق المكاتب التجارية في وزارة الخارجية لفتح أسواق خارجية وخاصة أن السوق المحلي لا يستطيع استيعاب جميع المنتجات الطبية، ونرجو من الإخوان البعد عن الدواء المصري بدلا من السعي للسيطرة علي شركاته. وتقول أمال الديساوي – أستاذ التسويق التجاري في جامعة جنوبالوادي – إن مصر الدولة الوحيدة الأعلي سعرا في الفائدة علي قطاع الأدوية حيث تصل في السوق المصري إلي 15% وهي نسبة عالية في حين تصل في جنوب أفريقيا مثلا إلي 5% ولكي تشجع الحكومة صناعة الدواء عليها أن تتعلم من تجربة جنوب أفريقيا.