رواية «ربع جرام» للكاتب عصام يوسف . تعطي صورة واقعية دون رتوش أو تزييف لعالم الإدمان بالرغم من الصياغة الأدبية فإنها نقلتنا إلي هذا العالم المجهول للكثيرين منا لنعرف من خلالها أن من يدخل هذا العالم مفقود ونادرا ماينجو منه أحد ...فصلاح بطل الرواية هو الناجي الوحيد من بين ستة أصدقاء لم ينج منهم أحد غيره!! - يقول عصام يوسف فكرت في كتابة الرواية بعد أن اكتملت جميع فصولها وبعد أن مضي خمسة عشر عاما علي شفاء بطلها من الإدمان تماما ودارت أحداث الرواية بداية من الثمانينيات وأنتهت في التسعينيات .فهي تتحدث عن الماضي . ولم أكتبها من قبل لعدم اكتمال خيوط الرواية فالبطل في الرواية كان يتعاطي المخدرات لمدة عشر سنوات .واستغرقت معي ثلاث ساعات عملا يوميا لمدة عام كامل. - الرواية طبع منها حتي هذه اللحظة اثنتان وعشرون طبعة . وسيتم تحويلها لفيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني في ذات الوقت ، ولكن سنبدأ بتصوير الفيلم أولا وسيقوم بإنتاجه شركة فونتانا وهي مملوكة لي بالاشتراك مع شركة الكرمة ، وذلك لضخامة الإنتاج ، ثم سنعمل علي تصوير المسلسل بعدها بفترة قصيرة. - السبب الحقيقي لنجاة صلاح وإقلاعه عن الإدمان أختيار ربنا وإصرار صلاح علي النجاة ...فالبطل بذل مجهود ومحاولات عديدة للاقلاع عن تعاطي المخدرات حتي تم له ما أراد وساعده وعيه أنه مريض واحترامه لمرضه وإصراره علي الشفاء كل هذه العوامل ساعدته علي التغير والنجاة من موت محقق. ونسبة من ينجو من الإدمان والموت المحقق لا تتعدي 5% - الحقيقة كان لدي أحساس قوي بنجاح الرواية قبل وأثناء كتابة الرواية وذلك بسبب واقعية الموضوع والمصداقية «اللي فيه» ولأنها قصة حقيقية ! - عامية الحوار لا أعتقد ان لها أي دخل في عدم حصولي علي جوائز أو تكريم . بل العكس .كان لابد من الكتابة بالعامية أو عامية المثقفين .لأن شخوص الرواية شباب مدمن .فلا اتصور ان يقول : أحدهم للآخر (هيا بنا نذهب إلي الغرزة )! - فنحن نتكلم عن الحشيش وكأنه موضة او ظاهرة جديدة بل العكس تماما فالحشيش موجود منذ زمن بعيد ومنتشر من زمان ولم يختف من مصر أبدا فكلمة أنتشار ليست دقيقة ولكن نستطيع أن نقول إن الحصول علي المخدرات وتداولها أصبح أسهل عن الماضي عندما كان المتعاطي يبحث بنفسه عن البائع ويذهب إليه فالآن الوضع مختلف فالجيل الحالي لديه موبايل وأنترنت ويستطيع الشراء وهو جالس في بيته فالبائع يذهب إليه حيثما يكون! ولكن انخفاض ثمن المخدرات هو السبب الرئيسي لانتشارها فأصبحت متداولة في جميع طبقات المجتمع ، ولو عرفنا المخدرات بتيجي منين حنعرف ليه انتشرت ، لتغييب شاببنا وتدميره. - ويضيف عصام يوسف أنه لا يجب أن نلقي باللوم دائما علي الاسرة فقد لا يكون للأسرة أي دخل في إدمان أحد أفرادها فمثلا كريم وصلاح تلقيا نفس التربية والمعاملة من الأسرة ولكن لم يدمن سوي صلاح ! فهناك شخصيات قابلة للإدمان، ليس للمخدرات فقط فيوجد مدمن خمور ، كوتشينه، وانا بعترف بأني مدمن كوتشينه. - بطل الرواية أدرك أن عقول شبابنا مستهدفة من جانب إسرائيل والجيل الحالي علي وعي بهذا أيضا ويعرف أن فيه عدوا يسمي إسرائيل وأنها مثل الشيطان. الرابض في المنطقة العربية لو قمت بتصفح الفيس بوك ستجدين شبابا واعيا جدا بمجريات الأمور في المنطقة وعلي دراية تامة بقضايانا بالرغم من حداثة عمره ، وبالطبع المدمن لم يولد مدمنا ولديه وعي بأنه مستهدف وعدوه اللدود هو إسرائيل وولد أيضا وهو كاره إسرائيل. - نبني الثقة مرة أخري مع المدمن إذا توقف عن التعاطي تماما مثلما حدث مع صلاح . ولكن ثقة تكون مغلفة بالحذر والرقابة غير المباشرة .عندئذ لن يكون في حاجة للبراعة في الكذب .مثلما كان يفعل وهو مدمن. - الوقاية أن الأسرة تقوم ببعض الرقابة علي أبنائها .ونركز معاهم ونشوف الفلوس بيصرفوها أزاي .الأم لابد أن تسأل أطباء وتقرأ عن المخدرات والكيف عشان تعرف توعي أبنائها وتتعامل معاهم فلاننتظر وقوع المشكلة ثم نبدأ التفكير في التحرك. - برنامج الزمالة مفيد جدا في الإقلاع عن الإدمان ولكن ليس مع الجميع بشكل مطلق ولكن مع من يريد التوقف عن الإدمان بصدق ولديه إرادة وعزيمة شديدة .فعند ذلك برنامج الزمالة وخطواته الأثني عشر يسهلوا للمدمن النجاح في الإقلاع عن الادمان.