بعد أن أستدل الستار عن يورو 2012 بأجوائها الرائعة وبتتويج أسبانيا باللقب للمرة الثانية علي التوالي ، أيام قليلة ونعيش أجواء رياضية مبهجة لاتقل متعة وأثارة عن سابقها بل تتفوق عليها لكبر حجم التنافس مع انطلاق العرس الأوليمبي الكبير الذي يتوحد من خلاله الشعوب و الذي تستضيفه العاصمة الانجليزية لندن في الفترة من 27 من الشهر الجاري و حتي 12 من أغسطس المقبل في “لندن 2012 ” حيث الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في مختلف الألعاب يتنافس علي أقتناصها اللاعبون و اللاعبات المشاركون في هذا المحفل الرياضي الكبير .. وتلقي «الأهالي» الضوء علي الساحرة المستديرة وأبرز المنتخبات المشاركة و التي تتطلع لاعتلاء منصة التتويج الأوليمبية وتستهل القراءة علي المنتخبات العربية وتاريخها الأوليمبي و فرصتها في تحقيق مركز متقدم في الدورة الأوليمبية …المغرب و مصر و الامارات أسود الأطلسي ستكون مشاركة المغرب في لندن 2012 هي السابعة في الألعاب الأوليمبية بعد الظهور الأول في الألعاب الأوليمبية طوكيو 1964. بعد الظهور الأول الخجول، كانت مشاركة أسود الأطلسي فاعلة في ميونيخ 1972 حيث تأهلوا إلي الدور الثاني بعد تقديم أداء مميز في المجموعة التي ضمته مع أصحاب الأرض ولكنه أنهي الدور الثاني في المركز الأخير بالمجموعة الثانية بثلاث هزائم. وعلي الرغم من التأهل إلي الألعاب الأوليمبية في 1984 و1992 و2000 و2004، إلا أن المنتخب المغربي لا يزال بانتظار وضع بصمته في الألعاب الأوليمبية. فالتشكيلة المتجانسة التي اعتمد عليها المدرب الهولندي بيم فيربيك في بطولة أفريقيا تحت 23 سنة دور مهم في حجز بطاقة التأهل إلي لندن 2012 خصوصاً مع تواجد عدد من اللاعبين المحترفين خارج المغرب والذين اعتمد عليهم المدرب الهولندي بشكل كبير. ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين لاعب وسط نادي خيتافي الأسباني عبدالعزيز برادة والذي سجل 3 أهداف لفريقه في البطولة إلي جانب مهاجم نادي فيتيس آرنهيم الهولندي عدنان تيجدويني. “لقد فشل في إحراز اللقب وسيتم التعويض خلال أوليمبياد لندن، حيث سينافس علي إحدي الميداليات وليس من أجل المشاركة فقط،” هذا ما صرح به بيم فيربيك بعد الخسارة بنتيجة 2-1 أمام الجابون في نهائي بطولة أفريقيا تحت 23 سنة. ولا شك بأن المدرب الهولندي رفع سقف التحدي بالنسبة للاعبيه ويبدو أنه يمتلك ثقة كبيرة بأن المنتخب المغربي لن يكون لقمة سائغة في لندن 2012 وأنه سينجح في تقديم أداء أفضل من الذي قدمه في مشاركته الست السابقة رغم وجوده بالمجموعة الرابعة التي تتضم منتخبات أسبانيا و اليابان و الهندوراس . من خلال نجومه عبدالعزيز برادة، يونس مختار، عدنان تيجدويني، إدريس فتوحي الفراعنة بعد تولي هاني رمزي، أحد أنجح المصريين الذين إحترفوا في أوروبا، قيادة الفريق الأوليمبي في عام 2009 ومنذ ذلك الوقت والبداية جاءت ناجحة بكل المقاييس إذ استطاع أن يقود الفريق للأوليمبياد لأول مرة بعد غياب 20 عاماً بإحتلاله للمركز الثالث في البطولة الأفريقية المؤهلة التي أقيمت في المغرب شهر ديسمبر 2011. واستهل الفراعنة البطولة بفوز مقنع علي الجابون، التي فازت بالبطولة لاحقاً، بنتيجة 1-0، لكن خسروا من كوت ديفوار بنفس النتيجة في المباراة التالية، وفي آخر مباريات المجموعة الفاصلة تغلب الفريق المصري علي نظيره الجنوب أفريقي بهدفين نظيفين ليتأهل إلي نصف النهائي حيث واجه أصحاب الأرض في ديربي شمال أفريقي قوي إنتهي لصالح المغاربة بنتيجة 3-2، وبعدها واجه المصريون المنتخب السنغالي في مباراة تحديد المركز الثالث والتي فاز بها الفراعنة 2-0 ليضمنوا مكانهم في لندن 2012..” «التمثيل المشرف ليس هو هدفنا»، كانت هذه كلمات هاني رمزي عندما سئل عن طموحات الفريق في لندن 2012، فالفريق المصري يخوض فترة إعداد قوية قبل بداية البطولة تؤكد جديته في الذهاب بعيداً في البطولة، فمنذ التأهل في المغرب وحتي بداية المسابقة الأوليمبية سيخوض الفراعنة تسع مباريات ودية بالإضافة إلي المشاركة في بطولة تولون في فرنسا وستتابع الجماهير المصرية مباريات الفريق بترقب شديد آملين في أن يعوض هذا الفريق خيبة أملهم في منتخب الكبار الذي فشل في التأهل لكأس الأمم الأفريقية عامي2012 و2013 ألا أن المستوي المتذبذب الذي ظهر به مؤخرا في بطولة كأس العرب و قبلها في دورة تولون أثار حفيظة الجميع وأكد أن الفريق بحاجة ماسة لوجود مزيد من التجانس ولبدل مزيد من الجهد والأصرار للظهور بالمظهر اللائق في الحفل الاوليمبي وخاصة أن ضربة البداية ستكون أمام ملوك السامبا المنتخب البرازيلي ثم روسياالبيضاء ونيوزيلندا بالمجموعة الثالثة . المنتخب الإماراتي كان تأهل منتخب الإمارات للألعاب الأوليمبية بمثابة الإنجاز الكبير بقيادة المدرب المحلي المحنّك مهدي علي والذي حقق الكثير من الإنجازات علي صعيد الفئات العمرية في الإمارات حيث قاد منتخب تحت 19 سنة للفوز بكأس آسيا عام 2008 وقاد الإمارات في كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009 FIFA. ولعل الفضل في التأهل يعود إلي التجانس الكبير بين المدرب واللاعبين حيث إن معظم اللاعبين الذين شاركوا في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلي لندن 2012 سبق وأن درّبهم مهدي علي. لن تكون مشاركة الإمارات في الألعاب الأوليمبية مجرد نزهة حيث أن «الأبيض» قدّم مستويات مميزة في التصفيات بما في ذلك فوزه علي أستراليا وأوزبكستان. ويري مهدي علي بأن الألعاب الأوليمبية «محفل عالمي، لا يقل أهمية عن كأس العالم، وهي دورة تضم نخبة الرياضيين في كل الألعاب»، مضيفاً أن لاعبيه كتبوا أسماءهم في تاريخ كرة القدم الإماراتية بتأهلهم إلي الألعاب الأوليمبية وبالتأكيد فإن طموح المدرب الإماراتي ولاعبيه سيكون تحقيق المزيد من الإنجازات في لندن 2012.في ظل وجودهم بالمجموعة الأولي والتي تضم أنجلترا منظم الحدث وأوروجواي و السنغال.