تلقي التغيرات المناخية بآثارها مبكرا علي البيئة والنباتات فقد أدت موجة الصقيع التي تضرب البلاد حاليا بآثارها علي المحاصيل والخضر والفاكهة وتتسبب درجات الحرارة المنخفضة في إتلاف براعم الفاكهة النامية، خاصة النباتات ذات الأوراق الرقيقة، مثل: الطماطم، والكوسة، وتؤدي البرودة إلي تجمد البطاطا في الأرض . تتعرض النباتات للتلف بفعل الصقيع، فيتجمد الماء الموجود داخل أوراق النباتات، عندما تعود درجات حرارة الهواء للارتفاع مجددا تتأثر الخلايا النباتية وتحدث تهتكا لمحتويات الخلية إلى الخارج و تموت النبتة. ومن أضرار الصقيع موت فروع الأشجار الحديثة وتلون الفروع والأوراق باللون الأسود وتفسد الثمار وتثقب في بعض الأغصان ويسقط زهر النباتات قبل عقدها وتلون بذور الثمرة دون تأثر الثمر مما يسمح للحشرات والديدان بالظهور وموت المحصول أو الشجر بكامله إذا استمر الصقيع لفترات طويلة. وتعتبر محاصيل الفاكهة والخضراوات الأكثر تأثرا بالصقيع مثل أشجار المانجو والزيتون والموز والجوافة والطماطم والبطاطس والبصل والثوم . وقد القت الموجة بظلالها علي أسعار الخضر في الأسواق وارتفعت الأسعار خاصة الطماطم التي قفزت من 3 جنيهات إلي 8 جنيهات بسبب تأخر نضجها للعروة الحالية مما قلل المعروض في الأسواق. جفاف الأوراق والصقيع أحد الظواهر الجوية التي تحدث بسبب تفاعل وتشابك درجة الحرارة الدنيا مع نقطة الندى مع الرطوبة النسبية مع سرعة الرياح مع صافي الإشعاع الشمسي. وتؤثر نوع التربة ومستوى الرطوبة الأرضية علي درجة الصقيع علي النبات ، فالأرض الجافة أكثر تكونا للصقيع علي النباتات أكثر من التربة الطينية والرملية، والمناطق المنخفضة أكثر تعرضا لتكوين الصقيع من المناطق المرتفعة، والأشجار الصغيرة أكثر تأثرا بالصقيع من الأشجار الناضجة. الدكتور محمود إبراهيم عبد المحسن رئيس قسم المحاصيل البقولية بمركز البحوث الزراعية يوضح أن بلورات الثلج الناتجة بفعل الصقيع وتتكون فوق الأوراق تحدث تهتكا في أنسجة النبات فتؤدي إلي جفاف الأوراق وبالتالي ذبولها ودمارها. ويبين إبراهيم أهمية الأوراق للنبات فهو المسئول عن إنتاج الكلورفيل والهيدروكربونات الناتجة عن عملية البناء الضوئي، لذلك تتعرض المحاصيل للتلف إذا تلفت الأوراق في النباتات المحصولية والأزهار في النباتات الفاكهة والخضراوات. وأشار إبراهيم إلي المحاصيل الحقلية الشتوية مثل الفول والقمح والترمس والبنجر اقل تأثرا بالصقيع بينما الفواكه الأكثر ضررا يتبعها الخضراوات، كما تتأثر المناطق الساحلية المصرية بنوبات الصقيع أكثر منها محافظات الوجه القبلي. تفادي الخسائر وعن تفادي خسائر التقلبات الجوية للمزارعين خاصة الصقيع نصح إبراهيم المزارعين بعمل نوع من التدفئة للنباتات عن طريق إشعال النيران بين الأشجار وبعضها لتذويب كرات الصقيع ، أيضا الاهتمام بعمليات الري المكثف للنبات خلال فترات الصقيع حيث تعمل رطوبة التربة علي تذويب الصقيع بري المحاصيل قبل موجة البرد مباشرة. ونصح إبراهيم بالاهتمام بالتسميد وتغذية النبات والعمل على تقويته لتحمل البرودة الشديدة بالرش بمركب سيلكات البوتاسيوم والأحماض الأمينية والطحالب البحرية والسيتوكينين 4% أو استيل ساليسيلك لو الكبريت الزراعي أو حامض فسفوريك . كما نصح أيضا بعمل مصدات للرياح لحماية المحاصيل القصيرة من أثار الرياح والبرودة العالية وتغطية المحاصيل القصيرة بأغطية بلاستكية لحمايتها من اثار الرياح والصقيع. الأراضي المكشوفة أما الدكتور سيد جمعة مركز البحوث الزراعية قال: إن الأراضي المكشوفة أكثر تأثرا بالصقيع و أن أكثر المزروعات تأثرا بموجات الصقيع هي محصول البازلاء والخيار والبطاطس والطماطم. وأشار أن موجة الصقيع المستمرة منذ أسابيع بدأت تلقي بظلالها علي أسعار الخضراوات بالأسواق. واضاف ان سعر قفص الطماطم وزن 18كيلو ارتفع سعره هذه الأيام بنحو 50%عن الأيام القليلة الماضية، حيث يتراوح سعره الان في سوق الجملة من 50 الي125 وصل عند باعة التجزئة في بعض الأماكن حسب الجودة الي8جنيهات مرتفعا نحو 4جنيهات عن الأيام القليلة الماضية . وارجع جمعة هذه الارتفاعات إلي سوء الأحوال الجوية والموجه الباردة التي تضرب البلاد، التي تؤدي إلي بطء نضج ثمار الطماطم وسقوط الازهار وقلة عقدها، مشيرا ان سقوط الأمطار يؤدي إلي عرقلة عمليات النقل. وتوقع أن تلقي هذه الموجة بظلالها علي المحاصيل وانخفاض محصولي المانجو والزيتون للعام الثاني علي التوالي أما عن أثارها علي الخضر توقع حدوث انفراجة من شهر مارس مع ارتفاع درجات الحرارة ،أن ترتفع أسعار الطماطم الأيام القليلة القادمة قبل أن تعود لطبيعتها في أول شهر مارس بعد أن ترتفع درجات الحرارة ويكثر نضج محصول الطماطم وبداية إنتاج العروة الصيفية. ويري دكتور علي عبد الحميد مركز البحوث الزرعية ضرورة التوجه الي زراعة الخضر في صوبات وانفاق زراعية لحمايتها من التقلبات الجوية خاصة مع التغيرات المناخية التي يتعرض لها العالم وبدات تحدث اثارها علي النبات والحيوان. وقال ان الشتلات الصغيرة اكثر تاثرا بموجات الصقيع ومنها الطماطم وانواع عديدة يجب حمياتها بالتغطية النفقية واضافة السماد العضوي خاصة للاراضي ذات الملوحة العالية والجديدة واستخدام الجبس الزراعي للتدفئة. أضرار الصقيع على أشجار المانجو وتعرف دكتورة ولاء سمير يسرى معهد بحوث البساتين قسم بحوث الفاكهة الإستوائية ان الصقيع ظاهرة طبيعية مناخية تختلف عن الثلج ويؤثر فى حدوثها مجموعة من العوامل المتداخلة مع بعضها وليس فقط إنخفاض الحرارة عن خمس درجات مئوية وإنما تعتمد أيضا على نقطة الندى والرطوبة النسبية وسرعة الرياح، حيث يظهر الصقيع فى صورة بلورات ثلجية على النباتات . مبينة ان محصول المانجو من محاصيل الاستوائية المنشأ لذا هى الاكثر تضررا كثيرا هذا العام بموجة الصقيع حيث ان الاشجار حاليا في فترة العقد والتزهير وتعرضها للبرودة الشديدة وانخفاض درجات الحرارة اقل من 5 مئوية يؤدي الي موت النموات الحديثة وموت الشماريخ الزهرية . ويتكون الافرع باللون الرمادى ويحدث لها تجعد وجفاف كذلك يحدث تلون للاوراق باللون الاصفر والنحاسى وتتدلى الاوراق على جانبى الافرع . مضيفة ان المدة التى تتعرض لها الاشجار للصقيع كلما زادت الفترة التى يتعرض فيها النبات للانخفاض الشديد فى درجة الحرارة يزيد تاثير وحجم الضرر، فالاشجار الصغيرة الاقل من عمر 5 سنوات هى الاكثر تضررا من الاشجار الاكبر عمرا أيضا تتضرر النموات الحديثة الغضة بصورة أكثر من النموات الناضجة ، كما تكون منطقة الالتحام عرضة للضرر خاصة مع الشتلات الصغيرة حيث ان الاشجار البذرية اكثر مقاومة للصقيع عن الاشجار المطعومة .