شكشكة نبوءة مسز ليلى جورجى بقلم إقبال بركة كانت جميلة ذات عطر محبب وأحسبها كانت في الثلاثينيات من عمرها إذ كان لديها صبيان وتعتبرنى إبنتها التى لم تنجبها. تلك كانت مسز ليلى جورجى أستاذة اللغة الإنجليزية فى المدرسة الثانوية. فوجئت بها ذات يوم تقول لزميلاتي فى الفصل، " تعرفوا يابنات معانا هنا واحدة حاتكون مشهورة جدا لما تكبر " ثم أشارت إلى دون أن تذكر اسمى. والتفتت البنات إلى ولم يعلقن، أما أنا فشعرت بالخجل يكاد يسحقنى. كنت احتل واحدا من الترتيب الخمسة الأوائل، وأبكى بمرارة لو لم احتل المركز الأول وكانت تحتله زميلتى نبيلة ميخائيل بفارق درجات قليلة. ولكنى احتكرت منصب مشرفة الفصل المسئولة عن انتظام البنات والهدوء ونظافة الفصل وتجميله ، وحصلنا على جائزة "انظف فصل فى المدرسة" سلمها لى اللواء كمال الدين حسين وزير "المعارف" فى ذلك الوقت ( من 20/9/1960 إلى 16/8/1961) . وكانت صديقتاى الأثيرتان سمية ناصف ومرفت فراج، التي لم أعرف انها مسيحية إلا بعد شهور من الصداقة عندما اضطرت للغياب يوم عيدها. كذلك لا يمكن أن أنسى الأستاذ موريس فى المدرسة الإبتدائية الخاصة "سان جورج" بالظاهر ، اول مدرسة التحق بها، الذى أوصى والدى ان ينقلنى إلى مدرسة حكومية كى أعتلى مكانى فى الصعود، متنبئا لى بمستقبل واعد، وبالفعل نقلنى ابي الي مدرسة شبرا الثانوية التى أسستها النقطة الرابعة الأمريكية. هكذا كانت المدارس الحكومية تحترم فى ذلك الوقت. هذه الأمور تقتحم ذاكرتى كلما تعثرت فى رسائل المتعصبين التى تحرض على التفرقة بين مسلمى مصر ومسيحييها. فاعجب مما حدث لنا وما قلب الامور بيننا الى ذلك الحد المزعج. والى متى سيستمر هذا الوضع الشاذ، والسؤال الأهم متى سنتخلص منه..؟