شكشكة شىء لا يصدقه عقل بقلم إقبال بركة تصورت دائما أن المرأة لا تقبل على ارتكاب الجريمة لإنشغالها بالأمومة وأفراحها ومشاكلها. ولكن الواقع يأكد ان الأمر أصبح مختلفا وأن امرأة اليوم غير الأمس، بل إن الرجل أيضا قد تغير، وكثيرا ما اقرأ عن حوادث وجرائم تثير حيرتي وأعجز عن تفسيرها. و إلا ما هو تفسير الخبر الذى نشر الثلاثاء 14 ديسمبر الماضي فى كل الصحف ( وفقا لبيان وزارة الداخلية) أنه قد تم القبض على رجل وسيدة. المتهم الأول مقيم بمحافظة القاهرة عمره 61 عاما عاطل ومسجل خطر سبق اتهامه والحكم عليه فى 22 قضية متنوعة ! والمتهمة الثانية عمرها 52 عاما حاصلة على ليسانس الحقوق ومقيمة بالإسكندرية ! وأنهما من العناصر السيئة السمعة التى تنتهج أسلوب النصب والاحتيال بهدف التربح المادى من رجال الأعمال حسب تعبير الداخلية. ادعت المتهمة أنها مستشارة برئاسة الجمهورية وأنها وزميلها مكلفان بتسهيل تنفيذ عدد من المشروعات الكبري التى تنشئها الدولة فى مختلف المجالات. فكيف وصلت الجرأة بالمجرمين إلى هذا الحد؟! كيف اجتمع هذان العنصران السيئان وارتكبا جرائمهما دون أن تكشفهما الشرطة…؟! الإجابة عن هذا التساؤل واضحة جدا. سبب القبض عليهما أن وزارة الداخلية رصدت تعاونهما مع إخواني هارب مرتبط بالمجرم الأول عاني من ضائقة مالية وتواصل مع الإرهابي فباع له التسجيل. باختصار شديد ان سبب القبض على المجرمين تواصلهما مع الإخوان المسلمين، ولولا هذا لاستمرا إلى الأبد فى ارتكاب جرائمهما ضد المواطنين الأبرياء! . لا أصدق أن وزارة الداخلية لا يهمها سوى ملاحقة أعضاء الجماعة الإرهابية، فالوزارة بها قطاعات مختلفة لكل منها مسئولياته. وهناك إدارات خاصة بالجرائم السياسية وأخرى بجرائم المواطنين… الخ أي أن المجرم والمجرمة سالفا الذكر كانا من اختصاص إدارة جرائم المواطنين، أما السياسيين فلهم إدارة أخرى. والسؤال الذى لابد وأن يتبادر إلى الذهن هو: كم عدد المجرمين المدانين فى جرائم المطلوقين ليعيثوا فى مصر فسادا؟ المتهم سالف الذكر مسجل خطر سبق اتهامه والحكم عليه فى 22 قضية متنوعة !وهو بالقطع ليس الوحيد الذى ينطبق عليه هذا الوصف. والمتهمة خريجة الحقوق (!) وصل بها الفجر لدرجة الإدعاء بأنها مستشارة برئاسة الجمهورية، وأنها وزميلها مكلفان بتسهيل تنفيذ عدد من المشروعات الكبرى التى تنشئها الدولة فى مختلف المجالات! أتعجب من تراخى بعض المسئولين في تعقب المجرمين! فكيف أفلت المجرمان من العقاب طوال هذه الفترة..! أين كانت الشرطة المسئولة عن القبض عليهما وتنفيذ القانون؟! كيف أفلت المتهم، وهو مسجل خطر سبق اتهامه والحكم عليه، من أحكام فى 22 قضية متنوعة ! أين الحقيقة؟