كان خبر جنوح احد السفن العملاقة في قناة السويس خبرا صاعقا إذ انه لم يحدث من قبل وانطلقت قنوات وصفحات العار والخيانة لتشمت في مصر..ولكن ارادة الشعب التي استمدها من ارادة الله كان لها رأي آخر إذ انطلق المارد ليثبت للعالم ان عبقرية الانسان اختلطت بعبقرية المكان وبعد ان كتم العالم أنفاسه وتحركت اسعار البترول وبدأت بعض الدول تطبق حالة الطوارئ لعدم وصول امدادات السفن..وماهي الا ساعات مرت على العالم ثقيلة..ولكن الرجال الذين سطروا على ضفاف هذا المجرى الخالد أسمى آيات البطولة والنصر المبين في اكتوبر 1973 .. كان لهم موعد آخر مع النصر وتعويم السفينة وفتح القناة امام العالم فتنفس العالم الصعداء وانتشى شعبنا بفرحة لاتقل عن فرحتنا بالعاشر من رمضان.. فمصر لم تنم وظلت يقظانة العينين صلبة القدم في الارض كالجبل وفي السماء للذرى وللقمم..وكتبت نيويورك تايمز..لقد كانت نقطة تحول في واحدة من اكبر عمليات الانقاذ في التاريخ الحديث.. وسي ان ان..المصريون نفذوا وعدهم بتحرير المجرى الملاحي الأهم في العالم خلال ساعات..ولوموند الفرنسية..المجرى الملاحي الاكثر أهمية في العالم في ايد كفؤ وامينة والبي بي سي.. القاهرة أنقذت العالم من صدمة تجارية…هكذا احتفى العالم بمصر ورجالها وقيادتها… اما المحطة الثانية التي كانت محل ابهار للعالم فهي موكب المومياوات والذي امتاز بابداع لا أظن أن العالم رأى مثيله من قبل فقد شاهدنا على مدار سنوات العمر افتتاح دورات اوليمببة احتفالات رأس السنة بما تحمله من تكنولوجيا الخداع البصري والابهار البشري لكنها جميعا تقف عاجزة امام ما قام به فريق الابداع المصري الخالص سواء في اللوحات وتصميم الرقصات والملابس او عربات الملوك والملكات واختيار كلمات الاغاني والالحان وعظمة العزف واختلاط الواقع مع التاريخ مع المكان في تناغم تنحني العبقرية له وتسجد على اعتابه كل الإبداعات.. ووقفة الزعيم والقائد الذي حبى الله وجهه كل قسمات المصري الاصيل يستقبل الملوك والملكات في مشهد مهيب ترتسم فيه كل عظمة مصر فتشرأب الرؤوس وتعلوا هامات الوطن وتشتعل في نفوس الشباب قبل الشيوخ جذوة الوطنية وترى الاعناق تكاد تلامس عنان السماء فأي عظمة هذه يا ارض الكنانة ياارض الأجداد يامن كنت قبل التاريخ..نعم كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار ..كانت الدنيا ظلام حوله وهو يهدي بخطاه الحائرين..لقد كان يوم خروج الموكب ايذانا بمولد مصر الجديدة والتي تنتظر موكبا آخر بافتتاح العاصمة الادارية سيكون مؤكدا اكثر ابهارا.. ولم اكن مخطئا عندما كتبت هنا مقالا بعنوان الجمهورية الثانية..وان الرئيس السيسي هو مؤسسها بعد الجمهورية الاولى والتي اسسها الرئيس عبد الناصر.. اما المحطة الاخيرة والتي اود ان انهي بها مقالي هي زيارة وزيرة الثقافة لافتتاح قصر ثقافة العريش وبصحبتها ثلاثمائة من المبدعين والفنانين وتقديم عروض الاوبرا المصرية وست فرق شعبية من المحافظات في مستهل احتفالات مصر بعيد تحرير سيناء بما لهذه الزيارة وهذا الاحتفال من دلالة قوية وراسخة على دحر الارهاب والقوى الظلامية التى عاثت في تلك الارض الطاهرة فسادا فقتلت وذبحت وحان وقت عودة القوى الناعمة الى حياة البشر بعد عشر سنوات عجاف تجرعوا فيها مرارة الارهاب.. وكان فضل الله عليك عظيما.. بعد ان دفعنا ثمنا غاليا من خيرة شباب الوطن من ابطال القوات المسلحة والشرطة ودعم لوجستي من شرفاء الارض الذين كانوا دائما عونا لجيشهم منذ حرب الاستنزاف واكتوبر العظيم…واخيرا عادت الفرحة تعلو الوجوه فكان هذا الافتتاح الرائع ايذانا بعودة الروح الى جزء غالي من أرض الوطن ..هذه بعض المحطات المضيئة اما افتتاح مدينة الدواء وماتحمله من معاني وتامين لمصر والحفاظ على امنها القومي يحتاج الى حديث اخر ان كان في العمر بقية..وكل عام وانتم بخير