باتت تشكل ظاهرة تسلل اطفال فلسطينيين الي الاراضي المصرية علامة ملحوظة تتضح رويدا رويدا مع عدد الاطفال الذين يتم القبض عليهم في مدينة رفح بين فترة واخري بعد تسللهم عبر الانفاق الي الاراضي المصرية. وبدأت تلك الظاهرة منذ احداث القصف الاسرائيلي لقطاع غزة في يناير 2009 عندما حاول مئات الصبيان القفز من فوق الجدار الاسمنتي الذي يفصل مصر عن قطاع غزة ونجح العشرات منهم في دخول الاراضي المصرية وألقي القبض علي العديد منهم وتم ترحيلهم الي قطاع غزة عبر منفذ رفح الا ان الامر لم يتوقف عند تلك المحاولة الجماعية حيث قامت السلطات الامنية المصرية بترحيل ما يزيد علي 100 طفل فلسطيني خلال 2009 و 2010 وهم من تمكنت من ضبطهم فعليا في رفح او عند الاكمنة الامنية. وتقول منظمات حقوقية فلسطينية ان عددا كبيرا من هؤلاء الأطفال يعمل فعليا في الانفاق لمعاونة اسرهم في نفقات الحياة الباهظة في ظل الحصار المفروض علي قطاع غزة. اما قتلي الانفاق فبلغ عددهم نحو 142 فلسطينيا علي مدار العامين الماضي والحالي غالبيتهم من الفئة العمرية بين 16 و 20 عاما. ورصدت وحدة البحث الميداني في الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون الفلسطينية وجود عدد كبير منهم يعمل في ظروف غير طبيعية بالمرة داخل الانفاق ولمدة 12 ساعة متواصلة ودبت بينهم ظاهرة تعاطي اقرص " التريمال " المخدرة لتمكنهم من مواصلة العمل. الا ان معلومات مؤكدة توضح ان الاطفال الفلسيطنيين الذين ينجحون في دخول الأراضي المصرية هم من العاملين في الانفاق وان نداء الطفولة هو ما يدفعهم للخروج لمشاهدة الاراضي المصرية كما يحلمون بها حسبما صورتها لهم وسائل الاعلام احد الاباء المكلومين بفقدان طفله حسن ابن الستة عشر ربيعا منذ يناير عام 2008 عند اقتحام الحدود من قبل آلاف الفلسطينيين ويواصل والده عوض الله النوري 48 عاما البحث عنه عبر الاتصال بالسفارة المصرية والجهات المعنيةولم يحصل علي اي معلومات خلال تلك الفترة الا من معلومة غير مؤكدة عن وجوده بالعريش برفقته طفل اخر ويعملان في محل اصلاح ادوات كهربائية بسوق غزةبالعريش . «الاهالي» من جهتها تأكدت ان السوق المذكور ازيل تماما خلال شهر يناير الماضي بفعل السيول العنيفة التي ضربت العريش ولم يستطع احد ان يؤكد معلومه وجود هذا الطفل هناك .. الا ان الامل لا ينقطع عن والد حسن ان ابنه علي قيد الحياة. بينما يتواري الأمل في انقاذ الاف الاطفال الفلسطينيين من العمل في الانفاق وسط تفكك اسري ومخاطر حياتية يعززها ويواصلها الحصار الصهيوني المتغطرس حول قطاع غزة وثراء قلة من الفلسطينيين من عمليات امتصاص الشعب المقهور في قطاع غزة