(من الأفضل أن نموت واقفين بدلاً من العيش راكعين، لا أرى فيروسات هنا في صالة التزلج) .. كانت تلك تصريحات الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو للتليفزيون المحلي في بلاده بعد أن خاض مباراة في لعبة هوكي الانزلاق هناك وعانق اللاعبين دون أي تحفظات أو مراعاة لتعليمات منظمة الصحة العالمية التي تحذر من الاختلاط والتلامس خشية تفشي فيروس كورونا. موقف حكومة لوكاشينكو، انعكس على دوري كرة القدم في بيلاروسيا الذي انطلق موسمه الثامن والعشرون في التاسع عشر من مارس الجاري في وقت توقف فيه النشاط الكروي في معظم دول العالم بما فيها جيرانها روسيا وأوكرانيا وبولندا. وفي افتتاح المسابقة خسر فريق باتي بوريشوف أشهر الأندية هناك، والذي يشارك عادة في دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي، امام إينرجتيك بهدف مقابل ثلاثة، وفي ختام مباريات الجولة الثانية تفوق نيمان على فيتبسك بهدفين دون رد. ويتصدر فريق مينسك إف سي المسابقة برصيد 6 نقاط ويليه بفارق الأهداف الثلاثي إينرجتيك وتوربيدو وإسلوش، أما دينامو بريست حامل اللقب فيحتل المركز الرابع ب 4 نقاط، ويأتي باتي بوريشوف صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة في المركز الرابع عشر، بين 16 نادياً بدون رصيد، ويسبقه بفارق الأهداف فريق دينامو مينسك أعرق الأندية في البلاد، والوحيد الذي كان قد شارك في الدوري السوفيتي سابقاً. ظهور نحو مائة إصابة بفيروس كورونا في البلد الذي استقل عن الاتحاد السوفيتي في 25 أغسطس عام 1991 لم يمنع الاتحاد البيلاروسي من السماح للجماهير بحضور المباريات، بل حرص رئيسه فلاديمير بازانوف على مشاهدة 3 مباريات في الجولة الافتتاحية من المدرجات. ورغم الانتقادات التي وجهها النجمين السابقين سيرجي ألينيكوف والكسندر هليب لهذا القرار الذي يراه الأول نوعاً من الجنون، إلا أن الشهرة والمكاسب التي تحققت على إثره قد تغطي على الآثار السيئة الناجمة عنه بعد أن تحول من دوري ضعيف ومغمور في أوروبا الى منتج جاذب للجماهير من خارج البلاد، وحصل على عقود جديدة للبث التليفزيوني في 10 دول على رأسها روسيا وأوكرانيا والهند. كان الدوري البيلاروسي، قد انطلق عام 1992 بعد استقلال البلاد، وتمكنت 7 أندية من الفوز ب 27 نسخة سابقة على رأسها باتي بوريشوف ب 13 لقباً ثم دينامو مينسك بسبعة ألقاب.