العباقرة.. وبرامج أخرى هل تنهض برامج التليفزيون في العام الجديد؟ ماجدة موريس خلصنا من عام أتعبنا كثيرا، ووصلنا الي شاطئ عام جديد ،كل واحد فينا يتمني ان يكون افضل من سابقه، ومع ذلك، فإننا لا نريد انقلابا، وانما تحسنا فيما أسعدنا وجعلنا نستعيد إنسانيتنا ،أو نقترب منها فيما نراه ونسمعه من اعمال فنية وإعلامية ،ومن هنا أستطيع أن أتحدث عن الاعمال والبرامج التي أسعدتني، وأضافت لي المديد من المعرفة والمتعة الفنية والبصرية في العام الراحل، ولنبدأ ببرامج التليفزيون التي أستطاعت أن تقدم. جديدا لنا في العام الراحل وأولها برنامج (العباقرة)علي شاشة قناة (القاهرة والناس) والذي يقدمه الروائي عصام يوسف بمهارة تمكنه من التعامل مع كافة أطياف المجتمع من خلال امتداد البرنامج من تقديم مسابقات طلبة المدارس وطالباتها، الى مسابقات بين طلبة الجامعات ،وفئات مهنية أخري فوجئت بالبرنامج يذهب اليها لتقديم المتفوقين من بين أبنائها،غير ان المفاجأة الحقيقية كانت في رمضان الماضي حين خصص البرنامج حلقاته لعباقرة العائلات ،وليفاجئنا بهذا الاختيار الجديد، والرائع، ويكشف لنا عن عائلات مصرية مثقفة، ومحبة للمعرفة والقراءة، وكيف ان ولع الاب والام بالمعرفة والقراءة ينتقل بسهولة الي الاولاد والبنات فتصبح الاسرة كأنها وحدة معرفة متحركة، وهو ما رأيناه عبر الشاشة مؤكدا ومناهضا الفكرة التي تتردد منذ سنوات وملخصها ان المصريين لا يقرأون، ولا يحبون القراءة، وهنا لا بد من الإشارة الي جاذبية البرنامج الشديدة وليس أهميته أيضا، وهو ما يأتي من قدرة مقدمه وحيويته وحرصه الشديد علي اعلان قواعد أخلاقيات المنافسة علي الجميع دائما، فريقا المباراة، وجمهور المشجعين، الي جانب الجوانب الفنية والتقنية فيما يخص الصورة وتتابع المعلومات والصور وغيرها من عناصر ضبط إيقاع البرنامج ليصبح بهذا القدر من التميز، وليستحق بالفعل ان يكون افضل برامج2019 مصر تستطيع من الصعب تجاوز هذا البرنامج ،علي شاشة( دي.م.سي) فهو جديد، ومهم، وملهم لاي مشاهد حين يري كيف يشارك علماء مصر في تغيير العالم بتفوقهم العلمي،وإنجازاتهم التي تجعل جامعات العالم ومراكز أبحاثه تتمسك بهم وتضعهم في المقدمة، ويبذل مقدم البرنامج الشاب أحمد فايق جهدا خرافيا،كما يبدو من حركة تنقلات البرنامج بين علماء مصر. في قارات متعددة-وليس بلاد فحسب-ومعه فريق عمل مجتهد يسعي لتصوير البيئة التي يعمل المصريون الكبار فيها، اي البلد، والمدينة والموقع والمستشفيات او المعمل وغيرها من التفاصيل المهمة في دعم التفوق الانساني قبل العلمي، ومؤخرا قدم البرنامج التجربة اليابانية التعليمية في منابعها بلدها، وكيف انتقلت الي مصر، وكيف تم التفاعل مع المعلمين المصريين، وهو ما يعتبر إضافة حقيقية للشاشة، والمشاهد، لأنه يسهم في رفع سقف الطموح العلمي لدي المشاهد، وعلي نفس الشاشة واصل برنامج آخر مسيرته في إنعاش الذاكرة الوطنية لنا باستضافة شخصيات ثرية إنسانيا وإبداعيا في( الماضي والحاضر) وهو(صاحبة السعادة ) لمقدمته إسعاد يونس ومعها وفريق إعداده وإعداد المسرح واللوكيشن ،علي أعلي مستوي، وفقا لنوعية تخصص الضيف، ولا ينقص من قيمة هذا البرنامج الا تركيزه احيانا علي مقدمته اكثر من ضيوفها. معكم والدور علي مين يظل برنامج (معكم) مع مطلع العام الجديد هو الاهم علي شاشة قنوات (سي.بي.سي) والذي تستضيف مقدمته مني الشاذلي الكثير من الشخصيات المهمة، مصرية وغير مصرية، ويجتهد فريق البرنامج في اقتناص فرص الحوار مع شخصيات أستثنائية تأتي الي مصر في مناسبات هامة كما حدث مع الممثل الامريكي المصري الاصل (رامي مالك) الحاصل علي الاوسكار عام2019، والمصري الثاني بطل فيلم (علاء الدين)الامريكي (مينا مسعود) وغيرهم من النجوم غير المعتادين في القنوات المصرية، الى جانب نجوم آخرون كنجوم الرياضات الهامة، التي يتجاهلها الاعلام المصري، مثل الاسكواش الذي يحتكر المصريون بطولاته، ومن خلال البرنامج رأينا بطلة العالم الان، رنين الوليلي، وزوجها بطل العالم ايضا ورأينا أبطالا آخرون في كل المجالات كما رأينا أسرا متفوقة وموهوبة، وربما لا ينقص من البرنامج الا أنفعال مقدمته الشديد في بعض الاحيان، وعلي قناة أخري هي (تن) برنامج ليس له مثيل علي الشاشات الاخري هو(أفلامنا الحلوة) الذي يصور في قاعة عرض سينمائي قصة وتفاصيل احد الافلام المصرية المهمة من خلال احاديث المتخصصين في كل فروع فن السينما، وبرنامج آخر علي نفس القناة لفن الارتجال المسرحي بعنوان (الدور علي مين) يقدمه الممثل سامح حسين ويطرح علي جمهور الاستديو، ومشاهدي البيوت، كيفية التفاعل مع موقف انساني والتفكير في ردود الفعل، هذه البرامج حاولت ان تجتهد، وان تسعد جمهورا عريضا، وربما يوجد غيرها ولا نعرفه، برغم وجوده، لكن العام الجديد حضر وبدأ العمل من جديد لكل من يريد الاجتهاد وتقديم. الافضل لجمهور الشاشات الصغيرة المصرية.