كتب عبدالحى عطوان: انتشرت ظاهره تفريغ مياه الصرف عبر سيارات الكسح التابعة للوحدات المحلية أو الاهالى بمياه نهر النيل أو إنشاء خزانات يتم التسريب منها إلى المياه الجوفية بالعديد من قري ونجوع محافظة سوهاج. ولم تفلح محاضر المخالفات أو الغرامات المالية فى الحد من الظاهرة التي تؤدى الى تلوث مياه الشرب وتسبب الأوبئة. ويقول محيى عاطف عمدة قرية الشيخ مسعود : لا يوجد مكان نتخلص فيه من مياه المجاري سوى حملها بسيارات الكسح وتفريغها فى الترع أو ري الأراضي الزراعية بها فى القرية، ويشير الي ان المشكلة تتلخص فى معاناة الأهالي الذين يقطنون فى تلك القرى التي لا يوجد بها محطة صرف صحي تستوعب مياه المجاري. يضيف العمدة أن ترعة الشيخ مسعود الخلفية أو ترعة نجع حمادى المارة بمعظم قرى جهينه وطهطا وطما تحولت مياهها إلى حوض كبير لمياه الصرف الصحي الذي اختلط على مياه الري وأصبح يروي به المزارعون مئات الأفدنة.ويذكر رضا إدريس مدير مدرسة بنى حرب الابتدائية، أن معظم المنازل المتواجدة على شريط الترع والمصارف تفرغ مياه المجاري بها لعدم وجود بديل لان نقلها الي منطقة الجبل الغربي يكلفنا مصاريف كثيرة تصل النقلة الواحدة إلى 120 جنيها. مؤكدا أن سيارات مجالس المدن وشركة المياه طمست أرقامها و تفرغ فى الترع بعيدًا عن أعين المسئولين. ويرى الدكتور حمام عابدين الديقيشى عميد كلية الزراعة جامعة أسيوط، أن تأثير مياه الصرف الصحي غير المعالجة على مياه الترع خطرً كبير ولابد أن يختفي، لأن ري الزراعات من هذه المياه الملوثة خطر على النباتات وهناك نسبة ضارة فى المياه تقتل الزراعات نتيجة المعادن الثقيلة التي يمتصها النبات كالمنظفات المنزلية والكاوية وكذلك تضر التربة وتؤدي إلى زيادة نسبة الملوحة كما يتم تخزين جزء منها فى النبات وبالتالي تصل الي جسم الإنسان عن طريق الخضراوات الملوثة بمواد ثقيلة ضارة بصحة الإنسان،لافتا لي ان أثر المواد السامة تراكمي وتؤثر على كبد الإنسان وتؤدي إلى الفشل الكبدي. وتابع عميد كلية الزراعة أنه فى مزرعة الكلية تم المنع النهائي من الري من خلال الترع الملوثة، واستخدمنا الري من آبار الأعماق،وتقوم الجامعة بحملات وندوات توعية، للحد من التلوث البيئي ومنعه. وأشار الديقيشي الي وجود حلول معالجة لمياه الصرف، وقد تصل إلى مياه الشرب فى بعض الدول مرة أخرى، أو استخدامها فى ري أشجار الغابات التي لا يكون لها أي تأثير وكذلك المسطحات الخضراء. ويضيف منصور نفادى رئيس قطاع المعامل والجودة بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، إن الشركة تقوم بضخ 750 ألف متر مكعب مياه مرشحة يوميا بنسبة 70% مياه نهر النيل و30% مياه جوفية حيث تعتمد محطات مياه سوهاج على عدة مصادر منها نهر النيل وترعتا نجع حمادى الشرقية والغربية وكذلك على الآبار الجوفية وتبدأ مراحل التنقية للمياه لضمان وصول كوب مياه نظيف للمواطنين، بسحب المياه من النيل الى بيارة التهدئة، بواسطة طلمبات ثم عنبر العكرة، ثم بئر التوزيع التي تعتبر أول مراحل التنقية الفعلية، حيث يتم إضافة الكلور والشبه بكميات محددة بمعرفه المعمل الموجود بالمحطة ثم مرحلة المروقات التى يتم بها الترويق والتنديف والترسيب والتى يتخلص خلالها 90% من المواد العالقة ثم المرشحات ويضخ فيها الكلور النهائي للتعقيم ثم الخزان الارضى حيث يتم رفع عينات دورية بمعدل كل ساعتين.ويضيف اللواء محمد البدرى رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى تم التنسيق مع البيئة بالمحافظة للقضاء على ظاهره الايسونات التى تقوم بتفريغ مياه الصرف إلى المياه الجوفية وبالتالى تلوث الخزان الجوفى وأيضا زيادة حملات التوعية بضرورة إنشاء خزانات مصمتة ويتم سحبها وتفريغها بواسطة سيارات الكسح.