مايو 2017، كان الاعتداء الأول على زوار دير الأنبا صموئيل، الذي راح ضحيته 28 مصريا وعشرات المصابين، طالب رهبان الدير حينها خلال اجتماع مع بعض القيادات الأمنية؛ برصف طريق المدق المؤدي الي الدير بطول 30 كم، والذى يمثل صعوبة فى حركة وسائل النقل. كما تحدث الرهبان عن صعوبة التواصل لعدم وجود شبكات اتصال- وهو من أسباب اختيار الإرهابيين لهذا الموقع- ولفشل بعض المصابين فى الأتصال بأحد لإنقاذهم، مطالبين بوضع شبكات تقوية للاتصال. كما جاء المطلب الثالث للرهبان بضرورة وضع كاميرات حديثة أمام الدير مع وجود قوة أمنية ثابتة لتأمين الدير، وأخرى متحركة على الطريق الذي يربط بين الدير والطريق الغربى.. أكدت القيادات الأمنية فى هذا اللقاء أنه سيتم العمل على سرعة رصف الطريق، كما أكدت على تخصيص مدرعة من الشرطة لتأمين "مدق الدير"، ونقل الحافلات والسيارات الوافدة للدير لتأمين وصولها من المدق إلى الدير، وخلال كل ساعة تتحرك المدرعة لنقل الزائرين والعودة بأخرين. مايو 2018، أي بعد مرور عام على الاعتداء، أرسل رهبان الدير رسالة استغاثة للرئيس عبدالفتاح السيسي، للشكوى من عدم الاستجابة لمطالبهم، وعدم رصف الطريق، وكذلك الإخلال بوعود تأمين زوار الدير والطريق المؤدي له، وعلى عكس الاتفاق تم منع كثير من الرحلات للدير نظرا لصعوبة تأمينها، وأكد الرهبان فى شكواهم إن هذه الإجراءات تهدد مصادر دخل الدير من بيع منتجاته أو دخول موارد ضرورية للحياة داخل الدير، وأضافوا إن بعض السيارات التي تحمل أغذية للدير يتم احتجازها لفترات طويلة ما يؤدي إلى فساد محتوياتها. نوفمبر 2018، تكرر الهجوم على دير الأنبا صموئيل المعترف، وراح ضحيته 7 من زوار الدير وإصابة 14 آخرين. تحدث الكثير عن التقصير الأمني فى حماية الدير وزواره، وذلك بعد تكرار الحادث وعدم استجابة القيادات الأمنية ومحافظة المنيا لمطالب الرهبان بعد الحادثة الأولى. لكن اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، يرى أن قوات الأمن منتبهة للغاية، وعلى علم أن الخطر فى هذه المرحلة يأتي من الحدود الغربية، مشيرا الى أن الأمن استطاع أكثر من مرة إفشال محاولات غزو الحدود الغربية وتهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية الي البلاد، كما وجهت قوات الأمن العديد من الضربات الإستباقية لهذه الجماعات.. وأضاف عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، أن هذه الحادثة جاءت نتيجة إصرار الأخوة المسيحيين على زيارة الدير من خلال طريق فرعي لم يكن مؤمنا بالصورة المطلوبة، مشيرا الى أن الجماعات الإرهابية رصدت هذا التحرك وقاموا بالاعتداء الخسيس. وعلى جانب آخر، يرى سامح عيد، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية والجهادية، والقيادي الإخواني المنشق، أن الجماعات الإرهابية تريد أن تعبر عن وجودها وتمركزها داخل مصر على خلاف الحقيقة، مشيرًا إلى أنها تحاول ضرب سمعة مصر مجددًا، وتحديدا خلال هذه الفترة. وأكد "عيد"، أن استهداف حافلة الأقباط فى هذا التوقيت جاء لزعزعة ثقة الدول الخارجية فى قدرة مصر على استعادة أمنها فى ظل استئناف أغلب الدول للرحلات السياحية.