أكد اللواء أركان حرب.عصام عبد الحليم " عضو هيئة التدريس بمعهد سلاح المهندسين العسكري" أحد المشاركين فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 أن الدول العربية لعبت دورا بارزا خلال حرب السادس من أكتوبر المجيدة،حيث أرسلت السودان لواء مشاة شارك فى القتال خلف قوات الجيش الثالث الميدانى، وأرسلت الجزائر لواء آخر كان يعمل ظهيرًا للجيش الثاني الميدانى بالإضافة لمجموعة من الطيارات بالطيارين. كما ارسل الملك الحسن ملك المغرب لواء مشاة قبل بداية الحرب بتسعة أشهر. أما على الجبهة السورية فحينما نجحت القوات الإسرائيلية فى استعادة الجولان السورية من القوات السورية وواصلت زحفها صوب العاصمة دمشق نتيجة تفوق السلاح الأمريكي الذي كان بقبضة الإسرائيليين على السلاح الروسي الذي كان بحوزة السوريين، وشعرت الدول العربية بالخوف من سقوط العاصمة السورية سارعت العديد من الدول العربية بإرسال بعضا من قواتها على الجبهة السورية،وأرسلت الكويت كتيبة بينما أرسلت السعودية والعراق لواء مشاة لكل منهما، وكان الفضل لهذه القوات فى وقف زحف الإسرائيليين نحو العاصمة السورية واجبرتها على التراجع. وفى اليوم الثاني للحرب طالب الرئيس أنور السادات الملك فيصل ملك السعودية بخفض إنتاج البترول 5% شهريا واستجاب الملك فيصل لهذا المطلب. هدم خط بارليف وأشار اللواء عصام عبد الحليم إلى أنه عمل فى اللواء 19 مشاة أثناء حرب أكتوبر المجيدة بالقطاع الجنوبي وواجهته صعوبة كبيرة فى فتح الثغرات فى الساتر الترابي حيث لم تفلح مدافع المياه فى ذلك نظرًا لصعوبة التربة الطفلية وصدرت إليه الأوامر فى الساعة الثانية عشرة مساء بضرورة التغلب على تلك الأزمة وفتح ممرات مواجهة لكوبري عبور الدبابات عند الكيلو 148 بالقرب من نفق الشهيد أحمد حمدي حاليا وممرات أخرى فى مواجهة عبور المدفعية عند الكيلو 153 فاضطررت لاستخدام الديناميت والمفرقعات ونجحنا فى ذلك وحدة الجبهة الداخلية وأضاف قائلا لقد كنا فى الخنادق مسلم ومسيحي ضباط وأفراد شعبا وجيشا قلبا وجسدا واحدا يجمعنا هدف واحد و نداء واحد الله أكبر،ولقد ضربت الشرطة المدنية مع المقاومة الشعبية أروع البطولات خلال هذه الحرب لا تقل بطولة عن دورها فى مقاومة الاحتلال الإنجليزي فى الإسماعيليةوالسويس فى 25/1/1952 و ساهمت شركات القطاع العام المصري مثل شركة المقاولون العرب ومساهمة البحيرة فى بناء العديد من قواعد الصواريخ ودشم الطائرات والممرات وعدد كبير من شبكات الطرق الطولية والعرضية غرب القناة بلغت حوالي 2000 كيلومتر، وإعداد رؤوس الكباري والبراطيم الخاصة بالكباري العائمة،وقامت شركة النصر للسيارات بتطوير سيارات النصر اللوري لتتمكن من نقل الكباري ومهمات القتال لجبهة القناة بالاستعانة بمخلفات الحرب العالمية الثانية، وإعداد رؤوس الكباري والبراطيم المعدنية للكباري المعلقة. وكان لاختيار التوقيت المناسب، واستغلال فترة حرب الاستنزاف فى تطوير قدرات الجيش المصري، وبناء قواعد الصواريخ دور هام فى حسم هذا الصراع واسترداد الكرامة المصرية وصولا للنصر العظيم. ولقد ساهمت فى بناء قواعد الصواريخ عام1970 التي قمنا ببنائها تحت وطأة ضربات طيران العدو الإسرائيلي، ونجحنا خلال الأسبوع الأخيرمن شهر يونيو عام 1970 فى إسقاط ما يقرب من عشر طائرات فانتيوم إسرائيلية وكان عمري 24 عاما،وشاركت فى تحرير سيناء وعمري 27 عاما.. وعلى شباب اليوم أن يدركوا قيمة هذا النصر، ويضعوا مصر نصب أعينهم،وأن يعلموا أن فترة الشباب هي مرحلة تحقيق الإنجازات فى كل المجالات. حرب مشروعة ووصف اللواء يسري قنديل"رئيس المخابرات البحرية الأسبق" حرب السادس من أكتوبر بأنها كانت حربا مشروعة فى سبيل استيراد الأرض واستطاعت كسر الغطرسة الإسرائيلية ونظرية الأمن الإسرائيلي التي تقول إن حدود إسرائيل حيث يقف الجندي الإسرائيلي، وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي بأنه لا يقهر،ولقد استطعنا خلال ساعات قليلة من نقل 18 ألف جندي من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية للقناة فى الوقت الذي قامت فيه ما يقرب من 200 طائرة بدك حصون العدو وضرب كل الأهداف الإستراتيجية مما افقده توازنه وسيطرته الكاملة على قواته وكبدته خسائر باهظة فى الجنود والعتاد وكان للقوات البحرية دور بارز فى تأمين الحدود البحرية والتصدي للغواصات والقطع البحرية المعادية من السويس شمالا حتي مضيق باب المندب جنوبا والسواحل الشمالية من مالطا حتى طرابلس، وأنه لولا تدخل أمريكا عبر الجسر الجوي وتهديدها بالتدخل بكامل قواتها فى الحرب عقب ثغرة الدفرسوار لاستطاع الجندي المصري الوصول للعمق الإسرائيلي. وإن أهم ما يميز حرب أكتوبر المجيدة هو الإعداد الجيد،والروح القتالية العالية،وحسن التخطيط العلمي والمعلوماتي والتكتيكي ،وتطوير أساليب القتال والسلاح،ونجاح رجال الدفاع الجوي فى صد اي هجوم وتطويقه بهجوم مضاد ملحمة وطنية الأمن العربي واحد وأشاد الدكتور أكرم بدر الدين"أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة"بالدور الكبير الذي ساهمت به الدول العربية،والذي جسد ملحمة وطنية تضافرت فيها كل الجهود للتضامن مع الجيش المصري كان عاملا مهما فى إحراز النصر ولقد لعب محور الرياض دورا مهما وفاصلا فى تلك الحرب، وتم تقسيم الأدوار ما بين دول مواجهة ودول الدعم، وكانت قادة الأمة العربية على قدر المسئولية وعلى قلب رجل واحد،وستظل مواقف الزعماء العرب التي جسدتها كلمات الملك فيصل ملك السعودية " إن البترول العربي ليس أغلي من الدم العربي "خالدة فى ذاكرة التاريخ. وأن الظروف السياسية والأمنية وما يحدق بها من تحديات اقتصادية و انتشار ظاهرة الإرهاب وغرس بذور الفتن وتفتيت وتقسيم الدول يضع كل الدول العربية فى خندق واحد، ولن تنجو دولة بمفردها،لأن الأمن القومي المصري مرتبط بالأمن القومي العربي وأمن الخليج والعكس صحيح. وعلي الجميع أن يعلم أن الأمن القومي العربي تواجهه عقبات كثيرة تفرض علينا الاتحاد و استعادة روح العمل العربي المشترك التي كانت عنوانا للموقف العربي فى حرب السادس من أكتوبر عام.1973 واتهم بدر الدين غياب الإرادة العربية المشتركة والاختلاف الواضح فى المواقف فى العديد من القضايا وعلي رأسها القضية السورية وعدم وجود إجماع عربي بأنه السبب فى التدخلات الخارجية والإقليمية التي دمرت العديد من الدول العربية.