* تسأل علياء.م.م من المنصورة: زوجي عامل في الكهرباء وبعد ما ينتهي من عمله عند الناس يعطونه إكرامية أو "بقشيش" أو مالاً علي سبيل الهدية. وهو لا يطلب منهم ذلك وإنما يعطونه ذلك تطوعاً منهم فهل هذه الإكرامية حلال أم حرام؟. * * أجاب د.علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: الشيخ عبدالغني النابلسي ألف كتاباً لطيفاً أسماه "تحقيق القضية في الفرق بين الرشوة والهدية" تكلم عن هذه النقطة وهي قضية الإكرامية أو البقشيش مع العلم أن كلمة بقشيش في بعض البلدان تطلق علي الرشوة. وفي بعضها تطلق علي الإكرامية أو الهدية ونقول: الرشوة حرام وملعون الراشي والمرتشي والرائش "وهو الساعي بينهما" وهي حرام في كل الأديان.. حرام في الأرض كلها.. حرام في كل النظم القانونية. أما الإكرامية أو البقشيش علي الصفة التي ذكرت فهي حلال بل إن هناك بعض المهن مرتبها من البقشيش. فمثلاً عمال البنزينة. وأنا أملأ البنزين أعطيه شيئاً هو لا يأخذ من صاحب البنزينة مرتباً هو يأخذ من الإكرامية وكذلك الحال في بعض المطاعم يؤجرون الناس ليعملوا ولا يعطوهم مرتباً ويقولون لهم: الإكرامية هي التي تأخذ منها أجرك. "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين" فهذه الإكرامية أو هذا البقشيش حلال وليس فيه شيء. وهناك كثير من الناس من خلال الإكرامية تري أن هذا العامل أدي عمله بإتقان فهي ترضيه بإكرامية زائدة.. وتري أن هذا العامل محدود الدخل وهو متقن لعمله فتعطيه شيئاً من الزكاة.. وهذا لا بأس به أيضا إذا رأت أنه يستحق.. المهم أنه لا يطلب ولا يرتب عليها العمل أو عدم العمل.. وهذا هو الفرق بين الرشوة والإكرامية.. فهو يعمل لوجه الله.. ويتقن عمله ثم بعد ذلك وهو منصرف أو بعدما ينصرف تصله هذه الهدية.. فلا يرتب هذا علي ذلك.