هذا المثلث - فيما أراه - أهم وأخطر إطار ينبغي أن يعني به الوطن رغم أن هناك مجالات كثيرة وخطيرة ينبغي العناية بها مثل الأمن. والسياحة والاقتصاد. والدواء. والإعلام.. وكل مجال من هذه المجالات قد أصابه الفساد الممنهج المقنن بإصابات خطيرة غير أن هذا المثلث موضوع هذا المقال يكاد يكون - فيما أري - أهم طوق لنجاة الوطن - مصر الجديدة - نحو ما ترجوه من طموحات في شتي مجالات الحياة. ويحقق لها الأمن والأمان من ذلك الإرهاب الأسود الذي يهدد الوطن من الشرق والغرب والشمال والجنوب بل ومن الداخل أيضاً. ذلك المثلث إذا عُني به كان - بفضل الله - طوق النجاح وأقوي آليات الوطن نحو أهدافه العدالة الاجتماعية. والحرية. والحياة الكريمة. كما رددها ثوار 25 يناير 2011م و30 يونيو 2013م. نعم يكون للوطن مصر ذات التاريخ العريق والحضارة الفريدة طوق النجاة من الأخطار التي أشدها وأخطرها الإرهاب الأسود. ويكون منطلقاً نحو تحقيق الأهداف المرجوة للثوار في يناير2011م ويونيو 2013م. وهنا يعن تساؤل كبير ومهم جداً. كيف ذلك؟ والإجابة عن هذا التساؤل تحتاج إلي مساحة أكبر بكثير من المساحة المحددة لهذا المقال. ومن هنا أحاول أن أقدمها في إيجاز مركز يوفر للقارئ الكريم الوضوح ولعل ذلك يتوفر فيما يلي: أولاً: الصحة والتعليم: لو تخيلنا هذا المثلث مثلثاً متساوي الأضلاع. ومن ثم يكون متساوي الزوايا ونعتبر مساحة هذا المثلث حيزاً يكون التأثير والتأثر فيه متفاعلاً مع أضلاع المثلث وزواياه المتساوية ومن ثم يأتي السول التالي: بماذا نبدأ بالصحة أو التعليم؟ يعني بالمجتمعات الواعية المتحضرة كما - نرجو مصر الجديدة - بصحة المواطن قبل ميلاده. أي وهو في رحم وبطن أمه. ويظل متابعاً حتي ميلاده وبعده أيضاً أي قبل أن يذهب إلي مدرسته برياض الأطفال. فالمدرسة الابتدائية. ثم الإعدادية والثانوية. أعني بذلك ان الصحة أولاً لأنها مطلوبة للمواطن المصري قبل أن يتعلم. وبعد ان يكمل تعليمه. وينخرط في الحياة العملية. وهذا لا يقلل الأوزان النسبية للمنظومة التربوية التعليمية كقاطرة أساسية ومهمة جداً تقود الوطن للتقدم والرقي والتحضر الذي يحفظه من الانحراف والانحراف نحو الجريمة والخطر. وتحظي مصر بالتربية والتعليم والعلم بما تستحقه من مكانة متميزة بين دول العالم كله. وما يتفق وتاريخها العريق وحضارتها الفريدة. فالبداية بالصحة وكيف تكون؟ يتوفر لكل مواطن - دون تفرقة - التأمين الصحي الكامل من قبل ميلاده. وبعد ولادته. وطوال حياته يتوفر له ذلك - دون تمييز - بين المواطنين في ذلك الحق. وذلك التأمين الجيد يتطلب بالضرورة أن يكون الأطباء الذين يتخرجون في كليات الطب بمصر الجديدة كل منهم حسن الاستعداد جيد الاعداد ومن ثم يكون المواطن قويا ويقبل علي التعليم دون معوقات مرضية. أما التعليم كما نراه ونعرفه معرفة جيدة فتكون عناصر العملية التربوية التعليمية تلميذاً صحته جيدة ومعلماً حسن الاستعداد جيد الاعداد ومدارس وفق المعايير العلمية الحديثة ومناهج ذات فعالية وفق الاتجاهات الحديثة للمناهج الدراسية وتقويم شامل ومستمر بأدوات علمية وتقييم عادل ذلك بالتعليم قبل الجامعي وهنا تختفي تلك السلطة التعليمية غير التربوية فيما نراه من مدارس حكومية شبه مشلولة ومدارس تجريبية إلي متي استمرارية تجربتها يا تري؟! ومدارس خاصة عربية ولغات ودولية دوامة تعليمية وليست منظومة ومن ثم تخرج لنا هذه الدوامة طلاب التعليم العالي وهو لا يقل خيبة وذكبا وغشنا للمواطنين عن التعليم قبل الجامعي فنري فيه التعليم الحكومي وآفاته مثل كليات القمة وضدها والتجارة والقانون باللغات وهما ايضا بالعربية المكسرة والتعليم الخاص الذي يقبل عليه ابناء الأغنياء مهما كانوا أغبياء ويعملون بشركات ومصانع ومدارس رجال الأعمال قبل غيرهم من الأذكياء من ابناء الفقراء. المهم نحن نعيش الآن كركبة تعليمية بالتعليم العام والعالي تخرج لنا جماعة من الناس مختلفين في افكارهم واتجاهاتهم وقيمهم ومن طلاب هذا التعليم وبخاصة العالي أولئك الذين يخربون بيوتهم بأيديهم فيدمرون مؤسساتهم التعليمية ويحرقونها وليس هذا فحسب بل يعتدون علي اساتذتهم بالسب والضرب فإذا كانت الصحة كما يرجوها الشعب وكذلك التعليم كانت النتائج إنسانا جديرا بالانتماء إلي مصر الجديدة وقادرا بعون الله علي تحقيق طموحات مصر الجديدة ذات التاريخ العريق والحضارة الفريدة ويكون ذلك هو الضلع الثالث من أضلاع مثلث الساعة وهذا الضلع يمثله الشباب الذي أنعم الله علي مصر بأنه يمثل أكثر من 50% نعم ثروة هائلة وهي أغلي وأهم الثروات الوطنية في كل بلاد الدنيا. نعم نسبة الشباب في مصر أكثر من 50% فإذا كانت هذه الثروة نالت الرعاية الصحية المطلوبة وحظيت بتربية وتعليم وتعليم فعال هنا - بعون الله وفضله - تقل الأمراض ذات النسب المرعبة كما نراها في السكر والضغط العالي والسرطان والروماتويد والتخلف العقلي وغير ذلك من الأمراض. وفي ظل التعليم والتربية والتعليم الموجود والفعال يختفي داء الأمية اللعين كما يضمحل أو يتواري ومن ثم يختفي وباء الدروس الخصوصية الذي يكاد يدمر العملية التربوية التعليمية والتعليم العالي ايضا حيث انتشر فيه هذا الوباء وبالصحة الجيدة والتعليم الفعال ليستطيع شباب مصر الجديدة حمايتها من كل الاخطار التي تحدث بها وتنتشر بداخلها ويستطيع ايضا تحجيم الفساد الممنهج والمقنن وحماية الوطن مصر الجديدة من اخطار هذا الفساد الذي انتشر في جميع مؤسسات هذا الوطن خلال الاربعين سنة الماضية نعم يستطيع لأنه شباب طموح تمتع برعاية صحية وحظي بتعليم وتربية وتعلم فعال.