* يسأل خالد سعيد من الجيزة: سمعنا كثيراً علي قضية التكفير.. وأريد معرفة بماذا يكون الكفر؟ * * يجيب الامام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق: إذا قلنا ان كفر العقيدة هو عدم الإيمان به. فإنه تحقق بجحد عقيدة من هذه العقائد أو بإنكار ما علم مجيئه من الدين بالضرورة. كوجوب الصلاة وحرمة القتل. ومثله استباحة محرم مجمع علي تحريمه كالزنا. وتحريم حلال أجمع علي حله كتناول الطيبات. كمشركي العرب الذين حرموا وحللوا ما لم ينزل الله به سلطاناً. قال تعالي: "ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام. ولكن الذين كفروا يفترون علي الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون" وقال: "وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم. وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون" وقال: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب ان الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون". وهذا الجحد أمر باطني لا نعرفه نحن إلا بما يدل عليه. ومما يدل عليه الإقرار باللسان وما يقوم مقامه من كتابة أو إشارة واضحة. كأن قال له: هل أنت كافر؟ فيوميء برأسه إلي الأمام. أو هل تؤمن بالله؟ فيحركها يميناً أو يساراً أو يشير بيده إلي النفي. والذي يحدد دلالة الإشارة هو العرف. ومنه كذلك امتناعه مختاراً عن النطق بالشهادتين. ومن القول المكفر سب الدين والطعن في نزول القرآن الكريم وفي السنة النبوية الثابتة بطريق مقطوع به. وكذلك سب النبي صلي الله عليه وسلم أو أحد الأنبياء. ومن الفعل المكفر السجود لصنم وإهانة المصحف بمثل القائه في القاذورات أو وطئه بالأرجل. والاستخفاف بأي مظهر من المظاهر بشخصية الرسول أو أحد الرسل. أو باسم من أسماء الله أو أمره أو نهيه أو وعده أو وعيده. ومنه رفض أمر الله والتكبر عليه. أو الطعن في صدقه وصلاحيته كرفض إبليس أمر الله بالسجود لآدم. ورفض اليهود حكم التوراة برجم الزاني علي ما سيأتي توضيحه بعد. في حكم الله عليهم بأنهم غير مؤمنين. يقول العز بن عبدالسلام: ضابط ما يكفر به ثلاثة: أحدها ما يكون نفس اعتقاده كفراً كإنكار الله أو صفاته التي لا يكون إلهاً صانعاً بدونها. وجحد النبوات. والثاني صدور ما لا يقع إلا من كافر. وثالثها انكار ما علم من الدين بالضرورة كالكليات الخمس. حرمة القتل والسرقة والزني وشرب الخمر والردة وكأركان الإسلام: الصلاة والصيام والزكاة والحج. هذا بعض ما يتحقق به الكفر علي الرأي المعتمد في الإيمان بأنه التصديق بالقلب. أما من جعلوا الإقرار باللسان والعمل بالجوارح ركناً من أركانه. فإن الكفر عندهم يتحقق بترك ذلك كلا أو بعضا عند الخوارج أما عند المعتزلة فيسلب الإيمان عن المؤمن ويجعل في منزلة بين الإيمان والكفر ويسمونه فاسقاً. وان كان بعض الخوارج عدل عن الحكم بالكفر الذي يخلد في النار. وجعلوه كفر نعمة لا كفر عقيدة.