* تنشر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية كماً هائلاً يقدم لنشء دروساً غير تربوية. وفي بعض الأحيان تكاد تكون هذه الدروس سماً ناقعاً يأتي مفعوله بطيئاً حيناً. وسريعاً في بعض الأحيان. والقنوات الفضائية عبر الإذاعة المرئية هي موضوع هذا المقال لأنها أكثر وسائل الإعلام مشاهدة. وأقواها تأثيراً وبخاصة إذا كان المستقبل من بين الخمسة والثلاثين مليوناً من أهلنا الأميين» أو من متوسطي الثقافة أو محدودها» أو من النشء الصغير الذين مازالوا تحت الإعداد العلمي من تلاميذ التعليم العام أو حتي بعض طلاب الجامعات وغيرهم. وليس معني ذلك أن بعض ما ينشره الإعلام المسموع أو المقروء يخلو من تلك الاثار الضارة خلواً كاملاً» فهذه الاثار موجودة ولكن المستقبلين لها من القراء أو المستمعين أعدادهم قليلة. فكيف يقرأ الأميون وهم زهاء 35 مليون مواطن؟! وقد هجر كثير من المواطنين الاستماع إلي المذياع إلي شاهدة القنوات الفضائية برغم ما تنشره من سموم فكرية. وثقافية وتربوية دارية هذه القنوات بتلك الاثار الضارة والخطيرة أو من حيث لا تدري في قليل من الأحيان. * وهنا يأتي تساؤلات مهمان وهما: * التساؤل الأول: ما أهم هذه المنشورات التي تنشرها هذه الفضائيات؟! والإجابة عن هذا التساؤل تحتاج مساحة أكبر من مساحة هذا المقال ولذلك أحاول تقديم أمثلة هي الأشد خطراً. والأكثر ضرراً من حيث آثارها غير التربوية والمثال الأول من هذه الأمثلة هو ما تنشره بعض هذه القنوات عن الإلحاد والملحدين وكأنها بذلك تقول النشء وبخاصة الذين ترهقهم متاعب الحياة المتعددة هل مازلتم تؤمنون بأن هناك إلهاً يحمي ويصون ويحفظ ويدافع عن المؤمنين؟! وقد ينخرط كثير من هؤلاء أو بعضهم إلي هاوية هؤلاء الملحدين. ثم هناك بعض المتشككين الذين قد يجدون في ذلك ملاذاً أو ملجأ يخلصهم من دوامة الشك والحيرة وما أسهل وأيسر انجراف هؤلاء للخطر المتمثل في الإلحاد وعندما تنشر هذه القنوات هذا الخطأ التربوي. ترتكب خطيئة بأنها جعلت من هؤلاء المهملين غير المعروفين لكثير من الناس وبخاصة الشباب قيمة وأهمية بظهورهم عبر هذه الشاشات المرئية التي يتمناها كثير من الناس وبخاصة الشباب. ومن بديهات التربية الوقائية ألا نعرض الأخطاء أمام المتعلم حتي لا يقع فيها عارفاً لأضرارها أو من حيث لا يعرف فما أفدح الخطأ! وما أقبح الخطيئة! في نشر هذه القنوات أمر الإلحاد والملحدين وبخاصة أن هذا الأمر ليس بظاهرة ولكنه شذوذ محدود جداً من حيث الأعداد والمكان الذي يوجد فيه وبرغم ذلك فآثاره التربوية الضارة شديدة الخطر قوية الأثر. * ثم هناك مثال آخر من أمثلة متعددة وهذا المثال الذي يحمل للنشء دروساً غير تربوية شديدة الخطر. فورية الأثر. وذلك المثال يتبلور فيما تنشره بعض الفضائيات عن الأدوية ذات المفعول في علاج كثير من الأمراض وبخاصة الجنسية. أو الجمالية كأدوية التخسيس أو إنقاص الوزن دون أن تكون هذه الأدوية قد حصلت علي موافقة وزارة الصحة هل يمكن أم يكون ذلك تضليلاً للمواطنين يحاربه القانون قبل التربية. ومن الأمثلة التي تقدم للناس من المشاهدين دروساً غير تربوية ما تقدم بعض القنوات الفضائية من مسلسلات كالذي كان في شهر رمضان الماضي مما يزيد من دافعة كثير من المستمعين إلي التدخين وشرب الخمور والفُجر والقبح يما نستمع إليه أو نقوله للآخرين. والمثل الأخير وليس الأخير برامج الرقص الرقيع الذي يثير شهوات الشباب ويأتي بتلك القنوات تحت اسم الفن فمتي كان هذا الرقص الرقيع فناً؟! التساؤل الثاني: ويأتي لتساؤل الثاني ليقول: من المسئول عن هذه المنشورات التي تقدم لكثير من المستمعين دروساً غير تربوية وهي شديدة الخطر قوية الأثر؟! هل مؤسسة الإعلام؟ والأزهر؟ أو هل وزارة الثقافة هي المسئولة عن هذا؟ أو وزارة الأوقاف؟ أو المؤسسات التعليمية؟ أو الجمعيات الأهلية؟ أو الأندية الاجتماعية والرياضية؟ وفيما يبدو لي بأن كل هؤلاء مسئولون وبخاصة وزارة الثقافة التي يجب أن يكون لها هيئة تقوِّم ذلك. وتحاسب عليه. ووزارة الأوقاف توضح للناس خلال خطب الجمعة أضرار ذلك وخطورة اثاره. كذلك مؤسسة الإعلام ينبغي أن يكون لها ضوابط قوية بمثابة فلاتر تقي الناس وتحفظهم من الاثار الضارة بأجسامهم وعقولهم وأفكارهم وسلوكهم وكذلك وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. والجمعيات الأهلية. والأزهر الشريف أول مسئول ولنوادي الرياضية كل هؤلاء مسئولون لأن ما تنشره هذه القنوات الاثمة فكر يريد بالوطن الضرر. والفكر يحارب بالفكر والفكر هذا تملكه كل هذه الهيئات؟