ثلاث كلمات "المعلم. المدرس. المربي" تجري علي لسان أولياء أمور التلاميذ من الآباء والأمهات وغيرهم من المهتمين بالعملية التعليمية بالتعليم العام وبخاصة طلاب كليات التربية وبعض أساتذتهم أيضاً. فهل بين هذه الكلمات فروق في المعني؟ والإجابة عن هذا السؤال "نعم" حيث بين جذور أو أصول هذه الكلمات فروق واضحة فكلمة معلم من "ع ل م" ومدرس من " درس" وكلمة مربي من "رباي" وإذا اختلفت الجذور أو الأصول فلابد من وجود اختلاف بين الكلمات مهما بدا الترادف بين الكلمات واضحاً وكذلك يكاد هدف العملية التعليمية هو المرجو من أعمال المعلم أو المدرس أو المربي. * وتحرص وزارات التربية والتعليم علي اختيار أفضل معلم أو مدرس أو مربي ليعمل بالمؤسسات التعليمية التي يعدها الوطن. ولذلك تبذل الدول جهوداً مضنية. وتتحمل تكاليف مادية كبيرة خلال وقت يمتد عدة سنوات في إعداد المعلم أو المدرس أو المربي الذي يعتبر عصب العملية التعليمية التربوية التي تستهدف إعداد النشيء إعداداً متكاملاً كما يرجوه الوطن حيث هذا النشيء يمثل آمال وطموحات الوطن في الحاضر والمستقبل ومن هنا تحرص الدول الواعية علي اختيار وإعداد المعلم حرصاً شديداً ومصر واحدة من هذه الدول حيث تاريخها في مجال العلم والتعليم تاريخ عريق فهي رائدة فيه ليس لأمتها العربية فحسب بل للأمة الإسلامية أيضاً وللإنسانية كلها. * وعندما يأتي التساؤل ما أهم السمات التي ينبغي أن تتوفر في المعلم الذي يحرص الوطن مصر علي اختياره وإعداده؟ والإجابة الوافية الشافية لهذا التساؤل تحتاج إلي مساحة كبيرة جداً غير مساحة هذا المقال. ومن هنا ليس هناك بد من الإجابة في إيجاز مركز أحاول أن يكون وافياً ومريحاً للتلاميذ وأولياء أمورهم من الآباء والأمهات وكل المشتغلين بالتربية والتعليم والمهتمين بذلك أيضاً. وهنا أقدم هذه الإجابة فيما يلي: أولاً: أن يكون المعلم قدوة طيبة لتلاميذه والمعلم القدوة هذا يمكن تحديده من أجل اختياره بوسائل مهارية متعددة ويسيرة وغير مكلفة. ثانياً: يكون هذا المعلم قد أحسن اختياره وإعداده العلمي والثقافي وهذا المعلم يمكن اختياره أيضاً بمعايير متعددة ومتوفرة ويسيره غير مكلفة من حيث الوقت والجهد والمال. ثالثاً: يكون هذا المعلم راغباً ومحباً ومعتزاً للعمل بالتدريس أو التعليم أوتربية النشئ حيث كل ميسر لما خلق له. رابعاً: يكون هذا المعلم من الذين يرون أن العمل بالتعليم أو التدريس أو تربية النشيء رسالة أو قضية وليست مهنة للعيش حيث هذه الرؤية المرجوة تجعل هذا العمل للحياة وليس للعيش وما أقل هؤلاء الذين يرون هذه الرؤية بين أولئك الذين تقدموا للعمل بالتعليم وهنا أيضاً تتوفر وسائل كثيرة ويسيرة وغير مكلفة لتحديد هؤلاء من المعلمين الذين يرجوهم الوطن وخاصة إذا أعطي الأمر لأهله "فأهل مكة أدري بشعابها". وكذلك من فضل الله وكرمه بأن هؤلاء الأهل موجودون بمصر وهم أيضاً مستعدون لذلك ولكنهم مبتدعون أو مبدعون مع سبق الإصرار والترصد. خامساً: يكون هنا المعلم المختار صاحب "حس" تربوي وتميز و"حس" وطني صادق وحس إنساني جميل وكل هذه الأحاسيس يمكن تحديدها بمعايير دقيقة وهذه المعايير أيضاً يسيرة ومتوفرة وغير مكلفة برغم ندرة أصحابها ولكنهم موجودون ومستعدون أيضاً. * هذه أهم السمات التي ينبغي أن تتوفر في المعلم الذي يرجوه الوطن في مصر الجديدة وأكرر وهي متوفرة بحمد الله وفضله ويسيرة الإعداد قليلة التكاليف وغالباً صادقة ثابتة أي يتوفر لها الصدق والثبات والذي يرجوه كل مواطن صادق الوطنية من أبناء مصر أن تأخذ وزارة التربية والتعليم بذلك في المسابقة الحالية لاختيار ثلاثين ألفاً من المعلمين من بين أكثر من خمسمائة ألف معلم حتي تكون مصر الجديدة التي يرجوها معظم المصريين دولة رائدة في مجال العلم والتعليم والتربية والله المستعان