أكد الشيخ كرم زهدي. مؤسس الجماعة الاسلامية طرحه مبادرة بالاشتراك مع القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية تضم إلي جواره كل من الدكتور ناجح إبراهيم والشيخين عبود الزمر وفؤاد الدواليبي لإجراء مواجهة فكرية لتصحيح المفاهيم وتوضيح الحقائق لجموع الشباب في الجامعات ومناطق التجمعات بالتعاون مع أيي من مؤسسات الدولة الرسمية . وأشار الي استعداد هو ورفاقه للبحث عن سبل للتواصل مع قيادات الجماعات التكفيرية الموجودة في سيناء للغرض ذاته إذا ما وافقت الدولة علي الحوار والمواجهة الفكرية معهم . وطالب باعتماد ذلك ضمن إستراتيجية لإنهاء الأزمة بما في ذلك الحوار مع الإخوان إن أمكن ذلك .. وأوضح أن الجماعة الإسلامية الحالية لا تزال علي موقفها في نبذ العنف قولا وعملا . وأن القيادات الحالية للجماعة منفصلة تمام عن قواعد الجماعة ولا تعبر عنها. وأقول لهم ¢اتقوا الله¢ .. ونفي اتهام طارق الزمر له بالعمالة للأمن . وأن تحركاته للتهدئة بإيعاز من الأمن . ومؤكدا أنه من غير المعقول أن كل شخص يدعو للوسطية يتهم بالعمالة مؤكدا أن ما يقوم به ورفاقه من قيادات التاريخية للجماعة الإسلامية نصرة للحق . ودفاعا عنه . وتأكيدا علي التوبة الخالصة لأن العلماء توبتهم دائما ما تكون ببيان ما تعلموه من علم للناس .. ودعا الشباب في الجامعات وغيرها إلي التخلي عن العنف وما يرتكبونه من أعمال في أكثرها تودي بمرتكبيها في النار. * بداية كيف تري المشهد الراهن في مصر من صراع بين الدولة المصرية والجماعات الإرهابية التكفيرية ؟ * * في الواقع أن المتأمل لحركة التاريخ الذي مر بنا في السجون كان لا يمكن يري إلا اليأس أو الاستيأس الشديد . وكان الإخوان يتصورون أنه يمكن أن تحدث مراجعات ويجري التفاوض حولها والقبول بها وما كان لها أن تطرح وتقدم ويحدث قبول لها وتوافق حولها إلا بإرادة الله عز وجل . ليخرج آلاف الشباب من أبناء الجماعة الإسلامية من السجون. ردة مغلوطة * البعض يري أن ممارسة الجماعة الإسلامية الآن علي الأرض يعد بمثابة ردة علي المراجعات الفكرية ووقف انتهاج الفكر المسلح والعنف.. فما ردكم؟ * * الواقع أن الأمر معكوس حيث أن من يقول ذلك ويروج له هو الذي يرتد عن المراجعات الشرعية التي وافقت عليها جموع أعضاء الجماعة الإسلامية . وإذا كانت هناك ردة علي المراجعات الفكرية ووقف انتهاج العنف فهو حدث مع قلة قليلة جدا من أعضاء الجماعة الذين انضموا إلي تحالف ما يسمي بدعم الشرعية . ونحن لم نر شيئا يعرفنا علي هذا التحالف . كانوا فقط يعتنقون فكر الخروج في مظاهرات ولكنه أمر يكاد يكون انتهي تماما الآن . ولا يملكون إلا ¢الكلام فقط ¢ ليعلنوا أنهم انضموا للتحالف أو غيره لكن دون ترجمة فعلية لهذا علي الإطلاق . ولا يوجد ما يدل فعليا علي المشاركة في هذا التحالف . بل أن الحالة العامة لدي جماعة الإخوان أنها في طريقها للتراجع عن فكرة التحالف. الجماعة والعنف * البعض يري أن قيادات بارزة وربما هي من تدير الجماعة الآن لا يزالون في انتهاج العنف اللفظي ودعم العنف الفعلي ومن بين هؤلاء الدكتور عصام دربالة . والدكتور طارق الزمر . والمهندس عاصم عبدالماجد وغيرهم .. ما ردك علي ذلك؟ * * هذه الجبهة كلها لا يتخطي عددها أصابع اليد ولا يعبرون عن جموع الجماعة . وهي لا تتاجر إلا بالفرقعات الإعلامية وفقط . ولا تملك رصيدا علي الأرض . ولم تعد مؤثرة في المشهد برمته لأن جموع الجماعة لا تزال تؤمن إيمانا كاملا بوقف العنف والمراجعات الفكرية. قيادات معزولة * أخلص من كلامكم إلي أن قيادات الجماعة الحالية لا تعبر عن جموع أعضائها؟ * * نعم . قيادات الجماعة الحاليين منفصلين تماما عن واقع الجماعة ولا يعبرون إلا عن أنفسهم وكل أعضاء الجماعة ملتزمون تماما بالمراجعات الفكرية ولا يعتقدون في انتهاج العنف مرة أخري لأنهم مؤمنون بذلك ويسعون لممارسة حياتهم الطبيعية بعيدا عن أية مهاترات تؤثر علي مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأسرهم اللذين عانوا كثيرا طوال الفترات الماضية . فأبناء الجماعة الإسلامية علي عهدهم مع الدولة علي ألا يتركوا السلاح يتكلم أبدا . وعادوا إلي الوسطية بشكل كبير بفضل الله . ونأمل أن يستمروا كذلك حتي تعود للأمة وحدتها. مبادرة جماعية * تقومون بالاشتراك مع القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية ممثلة مثل الدكتور ناجح والشيخ عبود الزمر والشيخ الدواليبي بمساعي لحماية الجماعة من الانحراف الفكري.. فما هي طبيعة هذا الدور؟ * * القضية شرعية محضة. فالله تعالي جعل توبة العلماء ب ¢التبيين للناس ولا تكتمونه¢ . فأهل العلم يجب ألا يكتمونه . ونحن وصلنا في آخر فترات السجن إلي أن ما قلناه وما أفتينا به من مقاتلة لمؤسسات الدولة كان خطأً كبيراً وكان حراما . وأعلنا ذلك علي الناس . ثم دعونا الله أن يغفر لنا . ولا زلنا نستغفر الله إلي الآن . وموقف الداعين للعنف الآن ضعيف . فهم لا يتخطون أصابع اليد الواحدة وهم لا يمثلون عدداً يذكر فيما يخص جموع أعضاء الجماعة .ولو لم تحدث المراجعة لكنا لا نزال الآن في السجون. التعاون مع الأمن * ذكر الدكتور طارق الزمر في تصريحات سابقة أن الدور الذي تلعبونه الآن لا تقومون به من أنفسكم أو بوازع شخصي وإنما تقومون به بالتنسيق أو التوافق مع الأمن والتنسيق معه .. فما ردكم علي هذا الاتهام ؟ * * لا يعقل أن كل من يدعو الي وسطية الدين والاعتدال فيه والعمل علي رفعة هذا الدين والبعد عن المكفرين . وأحيانا نضطر للمجاهرة بالرد علي التكفيريين . هل يعقل أن كل من يسعي لهذا يتهم بالعمالة للجيش والشرطة وللدولة . وهذا الكلام لا يقوله عاقل . ونحمد الله أننا التزمنا بالحق منذ أن بلغنا الله السبيل إليه . ولا يمكن أن نتأثر بكلام غير مسئول وغير معقول يخرج من هذا أو ذاك. دعني أتساءل ماذا أخذنا من الأمن ؟ وما الذي جد علينا حتي تساق تلك الاتهامات الغريبة واللا معقولة . بل علي العكس لدينا من يعانون من مضايقات الأمن وتصرفاته الغريبة أحيانا وربما كان آخرها اعتداء الأمن في المنيا علي محلات أخ من الأخوة في الجماعة . فهل لو كان ذلك عميلا للأمن ما كان سيحدث له ذلك. أخطاء الماضي * * نعم نسعي لذلك تكفيرا عن ذنوب وأخطاء الماضي في حق العباد و البلاد . وهو الذنب نفسه الذي يرتكبه الشباب الآن ممن ينتهجون العنف ويذنبون في حق أنفسهم ويتبنون فتاوي شاذة هنا وهناك . ولذلك أؤكد دائماً أن القضية هذه الأيام قضية فكر في المقام الأول . ولابد للشباب أن يفهم ويفقه الدين فكراً وفقهاً . وإن لم نفعل هذا سيترك المجال لأنصاف المتعلمين وأرباع المثقفين ليرددوا كلاما لا يوجد به دليل لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم. المواجهة الفكرية * من للمواجهة الفكرية لأزمة الانحراف الفكري التي أصابت عدد ليس بالقليل من شباب المجتمع ووظفت تلك الانحرافات لخدمة أغراض بعض الجماعات؟ * * الحل للأزمة للشباب ونعالج الأفكار الخاطئة لدي هؤلاء الشباب ويتعرض له كل أهل الحق من أهل السنة والجماعة . ونحن من جهتنا لم ننتظر من يدعونا للتحرك للمواجهة ونسعي دائما لتصحيح الأفكار المغلوطة التي يعتنقها هؤلاء . وأعلن أنني وكل القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية علي أتم الاستعداد للتعاون مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية أو أيي من المؤسسات التي تسعي لتصحيح الفكر المغلوط واستعادة شبابنا لصوابهم وتنقية أفكارهم من الأفكار المغلوطة . والمشاركة في أمر كهذا شرف لكل من يدعو إلي الله علي بصيرة أن يسعي لانتشال الشباب من براثن التكفيريين وأصحاب العقائد الفاسدة . فمنذ عصر الخوارج إلي الآن لا تزال تلك العصابة التكفيرية موجودة ولا هم لهم إلا القتل وسفك الدماء. قنوات الاتصال * ما طرحناه سلفا هو محاولة الوقاية لكن هل من إمكانية لعلاج أصل المرض الآن؟ وهل لديكم أية قنوات للاتصال مع الجماعات التكفيرية الموجودة في سيناء وغيرها لعمل مراجعات فكرية معهم؟ * * أنا مقتنع تماما بأهمية المواجهة الفكرية والمراجعة لأفكار هؤلاء . وأتمني أن تعطي الدولة اهتماما بهذا الأمر . ونحن مستعدين للوقوف بكل إمكاناتنا وجوارحنا مع الدولة لنواجه البدعة التكفيرية التي أوصلت هؤلاء إلي التفجير والقتل وهو أكبر الكبائر في الإسلام . وهؤلاء من حرضوا الشباب تركوهم ليواجهوا مصائرهم مع الدولة . ونحن إذا ما أقرت الدولة المبدأ من الأصل للمواجهة الفكرية والحوار إلي جانب المواجهة الأمنية لإنهاء الأزمة مع التكفيريين من خلال المراجعات الفكرية فمن السهل علينا الوصول إلي قنوات اتصال معهم وفتح المجال للحوار . وهو ما أتمني أن يحدث وبالتوازي معه يفتح مجالا للحوار مع قادة تنظيم الإخوان اللذين هم سبب الأزمة بجملتها. رسائل قصيرة * في رسائل قصيرة لكل لقواعد الجماعة الإسلامية فماذا تقول؟ * * أقول لقواعد الجماعة الإسلامية: إن الله اختاركم لتكونوا سببا في تصحيح المفاهيم واعتناق العقيدة الصحيحة . ولو كرهكم الله لأودي بكم إلي التهلكة مع المارقين والخارجين علي المسلمين . أدعوكم جميعا الي الثبات علي مبادئكم وسلميتكم . * وماذا تقول للقيادات الحالية للجماعة الإسلامية؟ * * اتقوا الله . * وماذا تقول لقوي تحالف الإخوان؟ ** تحالفكم أضحي شيئا من الماضي فلا تعبثوا به. * وماذا تقول لشباب الجماعات وطلاب الجامعات ؟ * * توقفوا عن العنف لأن هذه أعمال ليست من الدين في شيئ. وكل ما تفعلون من حرق وإرهاب وعنف نهايته إلي النار وليس الي الجنة.