انتفضت الدولة كلها لحرب الإرهاب بعد حادث شمال سيناء الإرهابي الأخير.. وبدأنا بالفعل حربا ضد الإرهاب.. وهي حرب تأخرت أكثر من عام.. حرب تاهت وسط زحام الأزمات والمشاكل.. برغم انه كان يجب ان نرفع شعار "لا صوت يعلو فوق صوت الحرب ضد الإرهاب". الإرهاب ليس مجرد حادث يروح ضحيته عدد من الشهداء.. بل انه سرطان يهدد جسد وروح وعقل وقلب الدولة.. سرطان خطير لا علاج له الا باقتلاع جذوره وأصوله.. الإرهاب لا يهدف فقط إلي اثارة البلبلة والفتنة والخوف والهلع داخليا وخارجيا بل يريد ما هو أكبر من ذلك بكثير. انظروا إلي ليبيا وما يحدث فيها.. انظروا إلي العراق وسوريا.. واليمن.. هذه هي الصورة التي يريدونها في مصر.. ولن يحدث أبدا ان شاء الله!! انها الحرب إذن.. انها الحرب ولا محالة.. ولا حل آخر.. ولا حديث عن أي بديل لانقاذ مصر مما يريدون ويحلمون والله سيفضحهم وستفشل كل خططهم بإذن الله.. والله غالب علي أمره!! لا بديل عن الحرب ضد الإرهاب علي كافة المحاور وفي كل المجالات وبكل الآليات. حتي ننقذ مصر مما يريدون ويخططون ويتوهمون!! الحرب لن تكون بالجيش والشرطة وحدهما الحرب علي كل المحاور لابد ان تبدأ وفورا وبقوة. المحور الأمني ضروري لكنه ليس وحده في الميدان.. صحيح ان هناك اسلحة مدمرة وثقيلة مع الإرهاب لكن الجيش والشرطة ومن خلفهما الشعب اقوي بإذن الله وبحول الله وقوته. المحور الأمني يحتاج قرارات شجاعة وتضحيات جسيمة لعل أول من سيواجهها هم أهل شمال سيناء أنفسهم.. وأهل سيناء ذاقوا ويلات الحروب من قبل ويعرفون آثار الحرب المدمرة لذلك فهم مع الجيش ومع كل الشعب في خندق واحد.. لديهم تخوفات وهذا حقهم لكن لا مكان للرفض أو عدم المشاركة والدولة مطالبة بتعويضهم والبحث عن بديل لما سيتم اجلاؤهم عنه.. ولا يجب ان ننسي انه بعد نكسة 1967 تم اخلاء ثلاث محافظات دفعة واحدة وتم تهجير أهل هذه المحافظات إلي كل مكان في مصر.. وبعد انتصار أكتوبر 1973عاد أهالي بورسعيد والسويس والاسماعيلية إلي بيوتهم ومدنهم وقراهم معززين مكرمين يرفعون رءوسهم بنشوة النصر.. وهذا ما سيحدث ان شاء الله مع أهالي سيناء الذين سيتم اجلاؤهم مؤقتا عن بيوتهم وأرضهم حتي يتسني للجيش ان يضرب ضربته دون خوف علي أرواح المدنيين!! انهم سيبتعدون لبعض الوقت عن بيوتهم ويعودون بعد ذلك مرفوعي الرأس بنشوة وفرحة النصر علي الارهاب الأسود!! علينا جميعا ان نستعد للحرب علي كافة المحاور.. وبداية الحرب تكون بالمعلومات ومن يجد معلومة صادقة حقيقية عن ارهاب نائم أو يستعد للضرب عليه واجب وطني وشرعي بأن يبلغ عن هذه الخلايا النائمة التي من المؤكد انها ستحاول الهرب من مكمنها في سيناء إلي أماكن أخري وسط الناس وهذه هي حيلة الجبناء الذين يحتمون بالناس وهم يستعدون لضرب هؤلاء الناس انفسهم. الحرب ضد الارهاب ايضا ستكون سياسية علي المستوي المحلي لمنع أي تفسير سلبي عن تدابير الحرب ولابد ان يعي الجميع معني الحرب علي الارهاب وتضحيات هذه الحرب وكذلك خارجيا حتي لا يستغل أعداء الوطن هذه الحرب للنيل منا أو اثارة الفتنة حول تدابير الحرب أو حول المواجهة الحاسمة. نحن في حرب حقيقية علي كل الجبهات ومنها جبهة القتال المباشر بالسلاح والرجال وجبهة القتال غير المباشر سياسيا وفكريا واعلاميا واقتصاديا. لابد ان نترجم مقولة: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" عمليا وفعليا وعلي كل الجبهات.. عسكريا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا.. لابد ان نناقش ونحلل ونفسر ونوضح للناس معني الحرب وكيف ستكون المواجهة ودور كل إنسان في هذه الحرب. اذكر اننا في حرب أكتوبر 1973 وكنت مازلت طالبا.. كنا نشارك في مجتمعنا الصغير بالتوعية والمراقبة.. كنا نجول في شوارع بلدتنا لاطفاء الأنوار وتلوين زجاج النوافذ باللون الأزرق.. كنا نسير في كل مكان بحثا عن عمل من أجل الحرب.. كانت كلمة "المجهود الحربي" تملأ البيوت والشوارع بحثا عن دور ولأن بلدتي كانت قريبة نسبيا من مواقع القتال.. كنا نسير علي الطرق لعلنا نساند قافلة عسكرية في طريقها إلي الجبهة أو نساند من يحاول عمل شيء من أجل الجيش. كنا نتبرع بالدم يوميا حتي حفظ الاطباء وجوهنا ورفضوا تبرعنا.. كنا نحاول عمل أي شيء.. حتي شعرنا بأننا شركاء في النصر.. لم نحارب ولم نقاتل علي الجبهة.. ولم يسقط منا شهيد لكننا شركاء في النصر.. وأقاربنا الشهداء كانوا هم الأبطال الحقيقيين. الحرب ضد الإرهاب هي حرب تحرير مصر في الخوف والرعب ومن المصير المظلم. حرب حقيقية لكنها حرب وقائية ضد المستقبل الذي يريدونه ومن أجل المستقبل الذي نريده نحن وسيتحقق بإذن الله وحوله وقوته. وسننتصر ان شاء الله!!