حذر علماء الدين من مغبة انتشار دعوات مناهضة لقيم وتعاليم الإسلام مثل دعوة وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور لنشر الصور العارية بزعم أنها تعبر عن الجمال الإنساني أو مهاجمة الكاتبة فاطمة ناعوت لشعيرة ذبح الأضاحي زاعمة أنها تنفيذ لكابوس رآه نبي الله ابراهيم عليه السلام والمثير للدهشة أن تصريحات هاتين الشخصيتين المصريتين سبقتها تصريحات لوزير الثقافة الجزائرية خليدة تومي تعتبر فيها الصلاة بما تحتوي عليه من سجود وركوع أكبر إهانة للإنسان. وتستنكر منع رجل وامرأة لا يربطهما عقد زواج من ولوج غرفة بالفندق. وتري أن الحج إهدار للمال والجهد في غير طائل. والعبادات ما هي إلا طقوس من نتاج العقلية البدوية للجزيرة العربية. وقال العلماء ل¢عقيدتي¢: ان هؤلاء الذين يريدون نزع القيم الدينية من المصريين إنما يعبرون عن موجة من التطرف العلماني وعلي الدولة المسارعة بالتصدي لمثل هؤلاء لأن ظهور تلك التصريحات وتداولها سيقودنا إلي تنشيط التطرف الديني الذي سيجد أذانا صاغية من الذين يرفضون مثل تلك التصريحات الغريبة والمثيرة خاصة أن بعضها صدر علي لسان مسئول كبير في الحكومة. قال الدكتور زكي عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الازهر: أننا للأسف الشديد أمام -سيمفونية- علمانية متطرفة غايتها التشويش علي الصحوة الإسلامية التي تعيشها الدول العربية والإسلامية و تتوسل بخطاب الحداثة وحقوق الإنسان من أجل استعداء الغرب علي الإسلام وعلي الدولة الحذر كل الحذر من دعم التوجه العلماني لبعض الموتورين من أبناء الامة المصرية لأن التطرف العلماني خطر كبير يشابه خطر التطرف الديني بل ويزيد حيث لا يقف خطر التطرف العلماني عند حد التصريحات المنفلتة وقيام بعض وسائل الغعلام بالتهليل لها وإنما تؤدي تلك التصريحات إلي تنامي شعبية الحركات المتطرفة التي تأخذ من الدين ستار لها لغسل أدمغة الشباب لهذا فعلينا ان نواجه خطر التطرف العلماني بنفس أسس وطريقة مواجهة التشدد والتطرف الديني ولابد ان يعي الدكتور عصفور أن المبالغة في الاستخفاف بالدين وبالمقدسات الدينية. وفرض توجهات فكرية علمانية يشكل نوعاً من الاستفزاز. ويؤدي إلي ردة فعل معاكسة نحو المزيد من التشدّد. ويضيف الدكتور عثمان : لابد ونحن نواجه تلك الحركة العلمانية التي نشطت مؤخرا في المجتمعات العربية والإسلاميةان تعمل المؤسسة الدينية بالتوازي مع وسائل الإعلام لمواجهة تلك الهجمة الشرسة حيث يجب التصدي لها بحزم لأن تركها والسماح لها بالانتشار ينبئ بتفكك وانهيار المجتمعات الإسلامية وإصابته بأمراض اجتماعية وأخلاقية إضافة إلي ما فيه من الخلل والاضطراب القيمي والأخلاقي ولذبح المجتمع المصري والإسلام بداخله. دعوات مجهولة أما الشيخ محمد زكي امين عام اللجنة العالمية للدعوة بالأزهر فيقول انني اطالب وسائل الإعلام بعدم الاهتمام بتلك الدعوات التي يقودها الجناح العلماني بأن مجرد الاهتمام بمثل تلك الدعوات إعلاميا وافراد مساحة لها يعرف الناس بها بها ويعطيها أهمية وهي دعوات مجهولة الهدف والمصدر مؤكداً ولكن هذا لا يعني إغفال هذه الدعوات علي الغطلاق فمن الممكن ان يقوم علماء الامة الوسطيين بمواجهة تلك النعرات ومنعها من الانتشار بحيث يتم مقاومتها بالفكر المعتدل دون إفراط أو تفريط من قبل المجتمع بجميع مؤسساته خصوصاً الدينية والتعليمية والتثقيفية وأنا شخصيا أقول لوزير الثقافة تحديدا ما سبق وقلته له كثيرا : إن لديك مهام جسام فانظر لها وتعامل معها بدلا من التفرغ للهجوم علي القيم والتعاليم الإسلامية فوزارة الثقافة تكمن مهمتها في إنارة العقول. وأن تكون عامل بناء في تكوين الشخصية المصرية ثقافيا وفكريا. والارتقاء بها. ولا تكون معول هدم للدين والأخلاق. كما يريد عصفور والشعب المصري لن تؤثر فيه فكر العلمنة ولا الإلحاد اللذين أتي بهما جابر عصفور وقد كان من الأولي علي وزير الثقافة. أن يحاول الارتقاء بثقافة الدولة المصرية. ويشارك في عمل يعيد لها مكانتها الرائدة. واللحاق بركب الحضارات الإنسانية. بدلا من أن يعمل علي نشر عمل يسيء لأحد الأنبياء. فهل يعد هذا حلا سحريا لحل المشاكل التي تعاني منها مصر؟ والأزهر من جانبه لن يصمت طويلا ولديه من الردود والقدرات التي توجع كل من يتخيل أن يستطيع ان يناطح الأزهر في مكانته أو في عالميته.