تحرص الأسرة المسلمة والأمم الواعية علي تربية النشء منذ نعومة أظفارهم علي حب العمل واتقانه كدرس من دروس السيرة المحمدية حيث يقول النبي صلي الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" وقال أيضاً في يد تورمت من قسوة العمل "هذه يد يحبها الله ورسوله" أليس في ذلك ما يزيد من دافعية النشء إلي العمل الشريف وتحمل كل المشقات من أجله؟ كما فيه أيضاً التأكيد علي اتقان العمل وجودته وفي كل ذلك مقاومة للبطالة التي تفسد الإنسان وتخرب الأوطان كما انه بالعمل واتقانه يزيد الانتاج ويعم الرخاء. الحرص علي العلم: يكاد العلم يكون أهم مفاتيح تقدم الانسان والأوطان وأهم آليات قوة الانسان والوطن ولذلك قال الحق سبحانه وتعالي "قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون" "الزمر 9" وكان النبي صلي الله عليه وسلم يحث الناس علي العلم وجعله فريضة علي كل مسلم ومسلمة ولذلك يجري علي ألسنة الناس المثل السائر "اطلب العلم ولو في الصين" وكان النبي الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم كما تروي عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن. والقرآن الكريم كان أول ما نزل فيه إلي الدنيا قوله تعالي: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم" "العلق 1 : 5" والقراءة تتطلب الكتابة وبهما تكون بداية التعليم والتعلم وتحصيل العلم النافع المفيد في كل مجالات الحياة والعلوم. القوة البناءة: يجد الآباء والأمهات والمهتمون بالعلم والمشتغلون به خلال السيرة النبوية العطرة دعوة واضحة للقوي البناءة يقول النبي صلي الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" وهنا نجد القوة الشاملة القوة البدنية والعقلية والفكرية من أجل إعداد الإنسان القوي وهو أهم لبنة في بناء المجتمع والقوة في الاسلام قوة بناءة معمرة قال تعالي "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" فالقوة هنا نكرة وتنكيرها يفيد الشمول والعموم أي كل أنواع القوة من أجل رهبة العدو وليس من أجل تحطيمه وتدميره فالقوة التي يدعوه لها النبي محمد صلي الله عليه وسلم قوة بناءة قوة تبدو في الانسان والأوطان فهل يا تري تحرص مناهجنا التربوية في مصرنا الغالية علي الاستفادة من هذه الدروس من السيرة العطرة للنبي صلي الله عليه وسلم؟!