الجمعة المقبل يوم الجائزة الكبري

* تسأل سماح علي محمود من بورسعيد: لماذا فضَّل يوم عرفه عن باقي أيام الله؟
** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر:
الليالي والأيام هي محط الآجال وفيها تظهر مقادير الرجال. فاضل الله تعالي بينها. وفاوت بين مقادير الأعمال فيها فجعل فيها مواسن للخير وأزمته للطاعات والبر تزاد فيها الحسنات وتكفِّر فيها السيئات. ومن تلك الأزمنة الفاضلة عظيمة القدر كثيرة الأجر يوم عرفة الذي أكدت النصوص من الكتاب والسُنَّة علي فضله.
1 فهو أحد أيام الأشهر الحرم التي قال الله تعالي فيها: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم...." آية رقم 36 من سورة التوبة.
2 وهو أحد أيام أشهر الحج التي قال الله فيها:: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج...." آية رقم 179 من سورة البقرة.
3 وهو أحد الأيام المعلومات في الحج التي قال الله تعالي فيها: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات" آية رقم 28 من سورة الحج.
4 وهو أحد الأيام العشر التي أقسم الله تعالي بها فقال: "والفجر وليالي عشر" الآيتان 1. 2 من سورة الفجر وقال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيهن خير وأحب إلي الله من هذه الأيام العشر قيل يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء رواه البخاري.
5 يستحب صيامه. ويكفِّر صيامه السنة الماضية والسنة المقبلة ففي صحيح مسلم يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : يوم عرفة يكفِّر السنة الماضية والسنة القابلة.
6 يباهي الله تعالي بالواقفين علي عرفات في هذا اليوم ملائكته. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء رواه أحمد وصححه الألباني.
وجائزته الكبري هي غفران الذنوب وضمان التبعات من رافع السموات سبحانه وتعالي فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: وقف النبي صلي الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تئوب تغيب فقال: يا معشر الناس أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فأقرأني من ربي السلام وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر رضي الله عنه فقال يا رسول الله: هذا لنا خاصة؟ قال: هذا لكم ولمن أتي من بعدكم إلي يوم القيامة. فقال عمر رضي الله عنه كثر خير الله وطاب رواه ابن المبارك وصححه الألباني فغفران الذنوب مكفول في هذا اليوم للواقفين بعرفات كما أن التبعات مضمونة عنهم من الله تعالي وهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.