مصادفة طيبة.. أو لعله الفأل الطيب ان أكتب اليوم أول مقال لي في جريدة "عقيدتي" في اليوم السابع عشر من رمضان.. واذا كان أخي الحبيب وصديقي مجاهد خلف رئيس تحرير عقيدتي السابق قد ترك بصماته التي يشهد بها الجميع علي صفحات الجريدة فإنه كان حلقة في سلسلة ذهبية بدأت بأستاذنا الراحل السيد عبدالرءوف رحمه الله صاحب السبق.. ثم أخي وصديقي وزميل دفعتي بالكلية مجدي سالم الذي أضاف الكثير ثم كان أخي مجاهد الذي جعل من عقيدتي منبراً إعلاميا متميزاً.. وأكد علي وجودها لسان حال الوسطية والاعتدال ومنبر مهم من منابر الدعوة.. وملتقي ديني متميز يجمع معظم الأساتذة والأعلام والأئمة. وها أنذا اليوم أحاول ان أكمل أو أضيف وليس لي زاد إلا الدعاء والأمل والرغبة في الله ان يمنحني وزملائي في عقيدتي الزاد لنستكمل ونضيف ونكون بحق لسان حال الوسطية والاعتدال وأن نكون منبراً للدعوة يرضي الله. اليوم هو السابع عشر من رمضان.. هو يوم الفرقان ففي مثل هذا اليوم في العام الثاني للهجرة كانت غزوة بدر الكبري.. التي أحق الله فيها الحق.. وأبطل الباطل.. وانتصرت الفئة القليلة العدد القوية العقيدة.. علي الفئة الأكثر عدداً لكنها كافرة.. ليحق الحق ويبطل الباطل وينصر الاسلام ويعز المسلمين ويذل الكفر والكفار ولتكون غزوة بدر آية من آيات الله الذي كتب علي نفسه لينصرن دينه ولو كره الكافرون وتلك هي الحقيقة الباقية والدائمة في تاريخنا وفي اليوم السابع عشر من رمضان وفي نفس العام "الثاني من الهجرة" فرض الله الجهاد علي المسلمين وفرض الله زكاة الفطر.. كما فرض الزكاة ذات الأنصبة.. وشرع الله أيضاً صلاة العيد في نفس اليوم. واذا كان شهر رمضان قد شهد العديد من انتصارات المسلمين بداية من بدر إلي فتح مكة.. فقد شهد هذا الشهر المعظم أيضاً أول سرية وأول لواء يعقده رسول الله صلي الله عليه وسلم بقيادة حمزة بن عبدالمطلب لمواجهة عير لقريش كان فيها أبوجهل غير أنه لم يحدث قتال وفي العام الخامس الهجري كانت غزوة بني المصطلق ثم فتح مكة بعدها بثلاثة أعوام وهي فتح الفتوح حيث دخل الناس أفواجا في الاسلام بعد هذا الفتح العظيم. وفي رمضان أيضا كان فتح الأندلس وفي رمضان كان فتح عمورية عقب النداء الشهير لامرأة مسلمة "وا إسلاماه.. وا معتصماه" لاعتداء الروم عليها فجهز المعتصم جيشاً وفتح عمورية في السادس من رمضان عام 223 هجرية وقبلها بعام فتح المعتصم أيضاً بابك نجراسان أنه شهر الفتوحات والانتصارات وكان آخرها انتصار العاشر من رمضان عام 1973 عندما انتصرت صيحة الله أكبر علي ضفاف القناة وعبرنا.. وانتصرنا. اليوم هو السابع عشر من رمضان أيضاً كان اسما لرواية "جورجي زيدان" عن "الفتنة الكبري" بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان والتي انتهت بمقتل علي كرم الله وجهه.. حيث ضربه عبدالرحمن بن ملجم فجر التاسع عشر من رمضان ومات كرم الله وجهه يوم الحادي والعشرين أي بعد يومين. ولعلها أيضاً من قبيل المصادفة ان يكون هذا الشهر هو شهر مواجهة الفتنة ومواجهة أدعياء الدين ومن يدعي أنه يحمي الدين والدين منه براء. انه شهر المواجهة مع النفس ومع الذين يسيئون لديننا الحنيف.. بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة. اليوم السابع عشر في رمضان.. يوم الفرقان فهل نتفق علي ان نبدأ معه حملة ضد كل من يحارب الاسلام... تعالوا لنجعله يوما للفرقان.. نفرق فيه بالحجة والمنطق والكلمة الحسنة بين الحق والباطل بين الوسطية والاعتدال وبين التطرف والغلو.. نواجه الكلمة بالكلمة.. ونحارب كل من يحارب الاسلام سراً وجهراً تعالوا إلي كلمة سواء.. بالحب والحق في يوم الفرقان.