هبت علينا نسائم القرب من رمضان فاشتاق القلب لعبير طاعته. ودندن اللسان ببهاء طلعته. وانطلقت التهاني بين المسلمين بشري بمقدمه. وسعي الوعاظ والمصلحون بيت المهجورين بالصلح. وبشروا المنقطعين بالوصل. ونادوا علي المذنبين أقبلوا فهذا شهر العفو. وهنئوا الناس بقدوم شهر لله فيه كل ليلة عتقاء من النار. فهل بقي للعاصي من أعذار؟! كان نبينا محمد صلي الله عليه وسلم يهنيء أصحابه بقدوم رمضان ويبشرهم بما فيه من غفران فيقول صلي الله عليه وسلم: "قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك. افترض الله عليكم صيامه. يفتح فيه أبواب الجنة. ويغلق فيه أبواب الجحيم. وتغل الشياطين. فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". خصائص شهر رمضان: خصه الله تعالي عن غيره من الشهور بفضائل كثيرة منها: 1 خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك. 2 تستغفر الملائكة للصائم حتي يفطر 3 تصلي الملائكة علي المتسحرين حتي يمسكوا 4 تصفد فيه الشياطين 5 تغلق فيه أبواب النيران 6 تفتح فيه أبواب الجنان 7 لله كل ليلة في رمضان عتقاء من النار 8 في آخر ليلة من رمضان يغفر الله لجميع عباده الصائمين 9 للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه 10 يأمر الله الجنة كل يوم أن تتزين للصائمين ويقول لها: "يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المنونة والأذي ثم يصيروا إليك" 11 كل عمل ابن آدم له إلا الصوم لله ولا يجزي به إلا هو. كيف نستقبل شهر رمضان: شهر بهذه الخصائص وبكل هذه الفضائل كيف نستقبله؟ هل يكون بالانشغال بفضول الطعام وفضول الكلام. والجلوس أمام المسلسلات والأفلام. والنوم طول النهار. وتضيع الصلوات الخمس وتلاوة القرآن. والعبث واللهو الحرام. بلعب الكوتشينة والدومينو والشطرنج والألعاب الالكترونية كالمزرعة وغيرها. وكله تحت مسمي سلي صيامك وإن شئت فقل ضيع صيامك هذا البنهار. أما الليل فحدِّث ولا حرج فالسهرات الرمضانية والمقاهي الشعبية والسهر علي الأنغام الموسيقية والمزمار البلدي والحلويات الشرقية والمشروبات الرمضانية والشيشة والحمية الأرجيلة وهي الة لشرب الدخان التبغ المعسل؟! نعوذ بالله من ذلك كله. والواجب علينا أن نستقبل رمضان استقبال الحبيب الغائب بعد طول فراق. فنغتنم جميعاً أوقاته. ونعمر جميع ساعاته بالطاعة والعمل الصالح. ونتمني عدم رحيله. والرجاء طول بقاء كما قال أهل القرون الأولي: "لو تعلمون ما في رمضان لتمنيتم أن تكون السنة كلها رمضان"» فيا أيها الغافل عن فضائل شهر رمضان اعرف زمانك. يا كثير الكلام فيما يؤذي الناس احفظ لسانك. يا مسئولاً عن أعماله اعقل شانك. يا منزلق في الزلل اغسل بالتوبة ما شأنك يا من سود صحيفته بالذنوب أقلع عنها وتصفح ديوانك. كيف كان النبي صلي الله عليه وسلم يستقبل رمضان؟ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا استهل شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم يقول: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية والرزق الحسن ودفاع الأسقام والعون علي الصلاة والصيام وتلاوة القرآن. اللهم سلمنا لرمضان وسلمه منا حتي ينقضي وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا. ثم يقبل صلي الله عليه وسلم علي الناس فيقول لهم: يا أيها الناس إنه إذا استهل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وأبواب الرحمة وأبواب الجنان. وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين. وكان لله عز وجل عند كل فطر عتقاء من النار. ونادي مناد كل ليلة: اللهم اعط كل ممسك تلفاً واعط كل متفق خلفاً. فإذا استهل هلال شوال نودي المؤمنون أن أغدوا إلي جوائزكم. وأقل ما يجازي به الرجل والمرأة أن يكتب له ألف حسنة. ويمحي عنه ألف ألف سيئة" رواه الترمذي فبادروا إخواني شهركم بأفعال الخير. وأفردوها عن الخطايا لتكون وحدها لا غير. واعلموا أن شهركم هذا شهر انعام ومير. تعرف حرمته الملائكة والجن والحيوانات والجماد والطير لذا قال المعلي بن الفضل: "كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان. فإذا جاء هنئوا بعضهم به. فإذا انقضي مكثوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم صالح الأعمال في رمضان" فمن لم يربح في رمضان ففي أي وقت ينتظر الربح!