* تحرص المدارس والمعاهد والجامعات في كل البلاد الواعية علي تربية إرادة النشء من أبنائها علي أن تكون إرادتهم قوية» أمينة صادقة. وتترك للنشء أن يقوِّم كل واحد منهم هذه التربية تقويماً ذاتياً. ومصر واحدة من هذه الأوطان ذات التاريخ العريق والحضارة الفريدة فهي أشد من غيرها حرصاً علي تربية النشء من أبنائها تربية تجعل إرادتهم حرة. حرية طليقة وليست مطلقة حيث هنا يراعي النشء قول الرسول صلي الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه".. كما تحرص مصر أيضاً أن تكون إرادة النشء قوية قوة واعية بناءة. وليست مخربة » ولا مدمرة. يقول الله تعالي : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون عدو الله وعدوكم .."الأنفال: 60. فالقوة هنا من أجل رهبة العدو وردعه وليس لتدميره والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف" كما تحرص مدرسة الصوم بريادة الرسول الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم وهو قدوتنا الطيبة لما ينبغي أن تعلمه النشء. ويتربي عليه في صوم رمضان المعظم. شهر القرآن الكريم قال الحق سبحانه وتعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه" البقرة: 185 فالصوم في رمضان يربي إرادة النشء تربية تقوم علي الأمانة والصدق والقوة فكيف ذلك؟ * الصائم في شهر رمضان يمتنع عن طعامه وشرابه وبخاصة في الحر الشديد وهو أمين علي ذلك مع نفسه وربه فهي أمانة الأمين الصادق في أمانته. ومن هنا يصبح النشء معظمهم أمناء علي كل ما يسند إليهم من أعمال مختلفة فالفلاح أمين علي زراعته والطبيب أمين علي مرضاه والمعلم أمين علي تلاميذه. والصانع أمين علي صناعته.. يقول النبي صلي الله عليه وسلم : " كلكم راع وكل راع أمين علي رعيته" والأم أمينة علي تربية هذا النشء علي أن يكون أميناً علي نفسه وأهله ووطنه. يرحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال: الأم مدرسة إذا أعددتها... أعددت شعباً طيب الأعراق. * وشهر رمضان يأتي في الصيف بحره الشديد. كما يأتي في الشتاء ببرده القارس كما يأتي في الخريف والربيع أيضاً والجو جميل. ولكن الإرادة القوية التي تتعلمها من مدرسة الصوم مطلوبة في كل وقت وحين في الشتاء والصيف والربيع والخريف وكذلك الأمانة الأمنية المطلوب أن نتعلمها من مدرسة القوم في رمضان مطلوبة أيضاً من كل صائم وفي كل وقت وحين وأن نراها في كل مجال من مجالات الحياة علي مكستوي الفرد والمجتمع الصغير والكبير. والأمة كلها. والإنسانية جميعاً. * وهنا يعن للقاريء تساؤل مهم وهو هل تحرص المدارس بالتعليم العام والعالي بمصر أن تقدم للنشء من تلاميذها وطلابها من خلال مناهجها ما يعلمهم المعلومات والمعارف المفيدة الواضحة عن الصوم؟ كما يكسبهم مهارات الصائم كما يريده الإسلام؟ فلا يكون الصيام عن الطعام والشراب فقط بل يكون عن كل قبيح من القول. وكل رديء من العمل وإن لم يكن المسلم كذلك فليس له من صومه إلا الجوع والعطش. وهل يتعلم النشء من مناهج التعليم الحالية الميول والاتجاهات والقيم السوية الجميلة فيحرص علي أن ينفع الناس حيث يقول النبي صلي الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس". وهل يا تري مناهج التعليم القائمة حالياً تعلم النشء بمصر بأن الصوم في رمضان إذا كان مطلوباً من كل مسلم فغير المسلمين في مصر وبخاصة إخوتنا من المسيحيين لهم صومهم أيضاً؟ قال الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقوم" البقرة: .183 نعم لليهود والنصاري صومهم الذي يعلمهم تربية الإرادة تربية قوية كما يعلمهم الأمانة والصدق أيضاً. وهل يا تري مناهج التعليم القائمة حالياً تعلم النشء وتربيهم أيضاً فيعرف المسلم؟ متي يصوم أي ما المرحلة العمرية التي يصوم فيها؟! وكيف يصوم؟ ولماذا يصوم؟ وهل هناك صوم غير شهر رمضان؟ وما هو؟ كيف يصوم الصائم في رمضان؟ وماذا يتعلم الصائم من صومه كعبادة إسلامية فيما يمارسه من معاملات في الحياة/! أسأل الله مخلصاً أن تكون المناهج الدراسية وبخاصة مناهج التعليم العام» ومناهج تعليم مرحلة التعليم الأساسي خاصة بها كل ذلك وإن كنت فيما اقرأه. واسمعه. وأراه. أجد غير ذلك حيث شاهد المناهج لا تأتي وفق الاتجاهات الحديثة للمناهج الدراسية والواقع خير شاهد علي ذلك.